تصريح ابن تيمية بجواز القول بالتشبيه!!
بسم الله الرحمن الرحيم
قد يقول قائل: أليس كل من قال: بأن الله جسم يلزمه التشبيه؟
ويجيب الشيخ ابن تيمية عن ذلك فيقول في كتاب (درء تعارض العقل والنقل أو موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول، ج2، ص405) دار الفضيلة، الرياض السعودية، الطبعة المؤلفة من أربعة مجلدات، والطبعات الأخرى يقع في (ج4، ص145 أو ج4، ص123): وفي الجملة الكلام في التمثيل والتشبيه ونفيه عن الله مقام والكلام في التجسيم ونفيه مقام آخر فإن الأول دل على نفيه الكتاب والسنة وإجماع السلف والأئمة واستفاض عنهم الإنكار على المشبهة. ثم يأتي في (ص406) يقول: وأما الكلام في الجسم والجوهر ونفيهما أو إثباتهما فبدعة ليس لها أصل . اذن الكلام في التجسيم غيره في التشبيه. وقد التزم الشيخ ابن تيمية بالتشبيه بالاضافة الى التجسيم. وهذا ما صرح به العديد من علماء السنة كالشيخ أبي هاشم الشريف في (سلسلة التوحيد، ابن تيمية ذلك الوهم الكبير، مخالفاته لأهل السنة يقول (مخالفاته لأهل السنة في التوحيد، رسول الله وآل البيت) المؤلف هو أبو هاشم الشريف، مكتبة الرحمة المهداة، عنوان الناشر المنصورة، شارع الهادي، الطبعة الثانية سنة 1409هـ، في هذا الكراس في (ص23) يقول: لا تنزعج فلست أبالغ ولست من أعداء ابن تيمية لكني أكشف الواقع من أقواله والتي جهلناها نحن شباب الأمة ومثقفوها ولم يستطع جماهير العلماء أن يكشفوها لنا لعدة أسباب يشير الى الأسباب... وفي (ص24) يقول: هل كان ابن تيمية مشبهاً وإن ادعى التنزيه ومجسماً وإن ادعى التقديس للأسف هذا ما يصل إليه الباحث بعد دراسة أقوال الشيخ ابن تيمية. بل اكثر من ذلك فان الشيخ ابن تيمية يصرح بنفسه بضرورة الالتزام بالتشبيه ومن لا يشبه فهو معطل جهمي فابن تيمية ينفي التمثيل ويوجب التشبيه ولكن ماهو الفرق بين التشبيه والتمثيل؟
قالوا: إن التمثيل هو المشابهه والمطابقة التامة في كل شئ واما المشابهه فهي وجود شبه بين شيئين من وجه فالتمثيل هو التشبيه والتطابق التامين والتشبيه هو وجود شبه من وجه. مثلاً اذا كان عندك قلمان متشابهان تماماً ومتطابقاً في كل شئ فهما مثلان اما اذا اختلفا من بعض الوجوه كان يكون احدهما اطول من الاخر وتشابها من بعض الوجوه فهما متشابهان. واما نصوص ابن تيمية الصريحه بجواز التشبيه:
1- بيان تلبيس الجهمية، ج6، ص484 يقول في (ص484 ): وإذا كان الأمر كذلك عُلِم أن نفي التشبيه من كل وجه هو التعطيل والجحود لرب العالمين. ولذا المحقق في الحاشية يقول: (نفي التشبيه من كل وجه هو الجحود والتعطيل لرب العالمين والمسلمون متفقون لكن من الناس من لا يفهم هذا ولا يعتقد أن لفظ التشبيه يدل على التمثيل المنفي عن الله إذ لفظ التشبيه فيه عموم وخصوص كما سنبينه ومن هنا ضل فيه أكثر الناس إذ ليس له حد محدود وما هو منتفٍ بالاتفاق بين المسلمين بل بين أهل الملل كلهم بل بين جميع العقلاء المقرين بالله معلوم بضرورة العقل الذي هو متفق فلما كان لفظ التشبيه يقال على ما يجب انتفاءه وعلى ما يجب إثباته لم يرد الكتاب والسنة به مطلقاً ليس كمثله شيء) وهذا ينفي المثلية ولا ينفي التشبيه ولكن جاءت النصوص في النفي بلفظ المثل والكفء والند والسمي وجاء لفظ الشبه في الإثبات. الى أن يأتي في (ص487) من نفس الكتاب يقول: (وقد بسطنا الكلام على هذا في الأجوبة المصرية وبينا أن الله ليس كمثله شيء بوجه من الوجوه فيجب أن ينفى عنه المثل مطلقاً ومقيداً وكذلك الند والكفء والشريك ونحو ذلك من الأسماء التي جاء القرآن بنفيها). فهل الشبيه أن ينفى عنه مطلقاً أم ينفى عنه مقيداً؟ يقول: لا ينفى التشبيه عنه مطلقاً وإنما ينفى عنه التشبيه بقيد أن يكون مثله من كل جهة، أما إذا صار شبيه له ومثله من بعض الجهات يجب ذلك. هذه النقطة المركزية في عقيدة هذا الرجل، يقول في (ص488): (فلا يخلو إما أن يكون النفي من ذلك مختصاً بالمماثل له من كل وجه وهو المكافئ له من كل وجه فقط والمساوي والمعادل له والمكافئ له من كل وجه أو يكون النفي عاماً في المماثل ولو من بعض الوجوه ... ولا يجوز أن يكون النفي مختصاً بالقسم الأول لأن هذا لم يعتقده أحد من البشر وهو سبحانه ذم ونهى عما هو موجود في البشر). ويقول في (ص490): (والمنفي عنه لابد أن يستلزم وصفاً ثبوتياً كما قررنا هذا في غير هذا الموضع ومنافاته ... وهذا بخلاف لفظ التشبيه فإنه يقال على ما يشبه غيره ولو من بعض الوجوه البعيدة وهذا مما يجب القول به شرعاً وعقلاً ولهذا لما عرف الأئمة ذلك وعرفوا حقيقة قول الجهمية وأن نفيهم لذلك من كل وجه مستلزم لتعطيل الصانع ... كانوا يبينون ما في كلامهم من النفاق). وفي ج6، ص525 (كذلك ثبوت ذات) يعني الله (لا تشبه الموجودات بوجه من الوجوه ممتنع في العقل كذلك ثبوت ذات لا تشبه الموجودات بوجه من الوجوه ممتنع في العقل وثبوت المشابهة من بعض الوجوه في الأمور الكمالية معلوم بالشرع والعقل أن الأدلة الشرعية والعقلية التي تثبت بها تلك الصفات تثبت بنظيرها هذه الصورة فأن وجود ذات ليس لها صفات ممتنع في الحق وثبوت الصفات الكمالية معلوم بالشرع ... كذلك ثبوت ذات الله تشبه الموجودات ... مثل كما أنه لابد لكل موجود من صفات تقوم به فلابد لكل صفات قائم بنفسه من صورة يكون عليها) إذن الله بلا صورة ولا شكل خارجي موجود أو معدوم؟ (ويمتنع في الوجود قائم بنفسه ليس له صورة يقوم عليها). هل يوجد تصريح أكثر من هذا.(بيان تلبيس الجهمية، ج1، 387) تحقيق يحيى بن محمد الهنيدي، انظروا الى عباراته ما هي، يقول: (وإذا كان كذلك فاسم المشبهة ليس له ذكر بذم في الكتاب والسنة ولا كلام أحد من الصحابة والتابعين ولكن تكلم طائفة من السلف مثل عبد الرحمن بن مهدي ويزيد بن هارون وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ونعيم بن حداد وغيرهم بذم المشبهة، وبينّوا المشبهة الذين ذموهم أنهم الذين يمثلون صفات الله بصفات خلقه فكان ذمهم لما في قولهم من مخالفة الكتاب والسنة
إذ دخلوا في التمثيل إذ لفظ التشبيه فيه إجمال واشتراك وإيهام بخلاف لفظ التمثيل الذي دل عليه القرآن ونفى موجبه عن الله عز وجل. وممن اشار الى معنى التمثيل الممتنع على الله تعالى من المعاصرين الشيخ العثيمين في (شرح الأربعين النووية، ص45) لفضيلة العلامة العثيمين، قال: (لأنك لو قلت أنها صورة الرب عز وجل لمثلت الله بخلقه لأن صورة الشيء مطابقة له وهذا تمثيل (ليس كمثله شيء) (وجوابنا على هذا أن نقول: لو أعطيت النصوص حقها لقلت خلق الله آدم على صورة الله لكن كمثل الله شيء).