Header


  • الصفحة الرئيسية

من نحن في التاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • معنى الشيعة (13)
  • نشأة الشيعة (24)
  • الشيعة من الصحابة (10)
  • الشيعة في العهد الاموي (10)
  • الشيعة في العهد العباسي (4)
  • الشيعة في عهد المماليك (1)
  • الشيعة في العهد العثماني (2)
  • الشيعة في العصر الحديث (1)

من نحن في السيرة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الشيعة في أحاديث النبي(ص) (1)
  • الشيعة في احاديث الائمة (ع) (0)
  • غدير خم (0)
  • فدك (3)
  • واقعة الطف ( كربلاء) (0)

سيرة اهل البيت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

عقائدنا (الشيعة الامامية) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في اصول الدين (0)
  • في توحيد الله (8)
  • في صفات الله (32)
  • في النبوة (9)
  • في الانبياء (4)
  • في الامامة الالهية (11)
  • في الائمة المعصومين (14)
  • في المعاد يوم القيامة (16)
  • معالم الايمان والكفر (30)
  • حول القرآن الكريم (22)

صفاتنا :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الخلقية (2)
  • العبادية (5)
  • الاجتماعية (1)

أهدافنا :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في تنشئة الفرد (0)
  • في تنشئة المجتمع (0)
  • في تطبيق احكام الله (1)

إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في توحيد الله (41)
  • في صفات الله (17)
  • في التجسيم (34)
  • في النبوة (1)
  • في عصمة الانبياء (7)
  • في عصمة النبي محمد (ص) (9)
  • في الامامة (68)
  • في السقيفة (7)
  • في شورى الخليفة الثاني (1)
  • طاعة الحكام الظلمة (6)
  • المعاد يوم القيامة (22)
  • التقمص (3)

إشكالاتنا التاريخية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عهد النبي (ص) (14)
  • في عهد الخلفاء (20)
  • في العهد الاموي (14)
  • في العهد العباسي (3)
  • في عهد المماليك (5)
  • في العهود المتأخرة (18)

إشكالاتنا الفقهية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • كيفية الوضوء (4)
  • كيفية الصلاة (5)
  • اوقات الصلاة (0)
  • مفطرات الصوم (0)
  • احكام الزكاة (0)
  • في الخمس (0)
  • في الحج (2)
  • في القضاء (0)
  • في النكاح (7)
  • مواضيع مختلفة (64)

إشكالاتنا على أهل الكتاب (النصارى) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عقيدة التثليث (32)
  • على التناقض بين الاناجيل (41)
  • صلب المسيح (17)

إشكالاتنا على أهل الكتاب (اليهود) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • عدم تصديقهم الانبياء (6)
  • تشويههم صورة الانبياء (8)
  • نظرية شعب الله المختار (1)
  • تحريف التوراة (0)

إشكالاتنا على الماديين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التفسير المادي للكون (1)
  • نظرية الصدفة وبناء الكون (0)
  • النشوء والارتقاء (0)
  • اصل الانسان (0)

ردودنا التاريخية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عهد الرسول(ص) (9)
  • في عهد الخلفاء (12)

ردودنا العقائدية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • حول توحيد الله (2)
  • حول صفات الله (7)
  • حول عصمة الانبياء (3)
  • حول الامامة (34)
  • حول اهل البيت (ع) (45)
  • حول المعاد (1)

ردودنا الفقهية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • حول النكاح (2)
  • حول الطهارة (0)
  • حول الصلاة (3)
  • حول الصوم (0)
  • حول الزكاة (0)
  • حول الخمس (0)
  • حول القضاء (0)
  • مواضيع مختلفة (6)

ردودنا على أهل الكتاب (النصارى) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

ردودنا على أهل الكتاب (اليهود) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

ردودنا على الماديين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • اثبات وجود الله (0)
  • العلم يؤيد الدين (2)

كتابات القراء في التاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في السيرة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في العقائد :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في التربية والأخلاق :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء العامة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

  • القسم الرئيسي : عقائدنا (الشيعة الامامية) .

        • القسم الفرعي : حول القرآن الكريم .

              • الموضوع : الرد على شبهة المستشرق (درمنغام) .

الرد على شبهة المستشرق (درمنغام)

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد زعم بعض المستشرقين وأذنابهم أن محمداً تلقى من الراهب بحيرى ، ويزعمون أنة تعلم من رهبان الشام أو من ورقة بن نوفل . يزعمون كما زعم الجاهليون قبل أنه أخذ من حداد رومي كان مقيماً بمكة.
1/ طبيعة لقاء بحيرى: 
فإذا نقبنا بطون التاريخ الوثيقة؛ وجدنا ابن هشام صاحب السيرة يفصل قصة بحيرى ، ونسوق تبيانها فيما يلي:
تكفل أبو طالب ابن أخيه محمداً بعد وفاة جده عبد المطلب في الثامنة من عمره وفي حداثة محمد تهيأ أبو طالب للرحيل في ركب إلى الشام تاجراً. فاشتد ميل محمد إلى صحبة عمه فاصطحبه معه.
فلما نزل الركب بصرى من أرض الشام وبها راهب؛ يقال له بحيرى في صومعة له. وكان اليه علم أهل النصرانية. فلما نزلوا قريباً من صومعته، رأى غمامة تظل محمداً من بين الركب. فأرسل إليهم فدعاهم لتناول طعامه صغاراً وكباراً فأعلمه أحدهم دهشته لصنيعه هذا. وقد كانوا قبل يمرون به كثيراً فلا يعبأ بهم. فلما حضروا اليه نظر فيهم فلم ير بغيته، فقال: يا معشر قريش لا يتخلفن أحد منكم عن طعامي. قالوا له: يا بحيرى ما تخلف عنك أحد ينبغي له أن يأتيك إلا غلام ، وهو أحدث القوم سناً فتخلف في رحالهم . فقال: لا تفعلوا ادعوه فليحضر هذا الطعام معكم . فقال أحدهم : إن كان للؤم بنا أن تخلف ابن عبد الله بن عبد المطلب من بيننا. ثم قام أليه فاحتضنه وأجلسه مع القوم.
فلما رآه بحيرى جعل يلحظه لحظاً شديداً، وينظر إلى أشياء من جسده ، وقد كان يجدها عنده من صفته. وبعد الطعام سأله بحيرى بحق اللات والعزى أن يجيبه عن بعض أسئلته ـ وقد رأى العرب يتساءلون بحقها ـ فأعلن الرسول بغضه لهما. فسأله بالله عن أشياء من أموره، فأجابه محمد صلى الله عليه وسلم ، فظهر على بحيرى علائم أن ذاك موافق لما عنده . ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه ، فقال لعمه: ما هذا الغلام منك. فقال : ابني. فقال بحيرى: ما هو بابنك وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حياً . قال : فأنه أبن أخي. قال: فما فعل أبوه؟ قال: مات وأمه حبلى به. قال صدقت، فارجع بابن أخيك إلى بلده  أحذر عليه يهود. فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شراً. فانه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم، فأسرع به إلى بلاده. فخرج به عمه أبو طالب سريعاً حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته بالشام.
وها نحن ذا نرى أن اللقاء بين محمد وبحيرى كان يسيرا وأن قوماً من العرب حاضرون. ومحمد حدث لم  يبلغ مبلغ الرجال، فقد استخلفه القوم على متاعهم لصغر سنه. فقد ذكر بعض رواة السيرة أنه كان ابن تسع  سنين وروى آخرون أنه كان في الثانية عشر من العمر.
فأنى لمحمد في تلك السن أن يستوعب أمور النبوة العظام...؟ وأن الوقت أقل الوقت اللازم للتعلم واللإستحفاظ؟ بل ليس في القصة أي ذكر لأمور دينية ولو تذاكرا هذه الأمور لتشبث بذلك مشركو قريش قديماً قبل الحاقدين المتخلفين من متعصبي الصليبية الطائشة، أمثال درمنغام ورينيه وغيرهما .
أما قس بن ساعدة الأيادي  وأمية بن أبي الصلت:
فعلى الرغم من تفشي الوثنية والجهل والأمية في الجزيرة العربية ومعرفة المستشرقين وتسليمهم بهذه الحقيقة، فأنهم لا يمتنعون عن زعم انتشار النصرانية في عرب الجزيرة وأن محمداً أفاد من هذا ؟ ويستدلون لذلك بتنصر بعض فصحاء العرب ويعنون بذلك قس بن ساعدة الأيادي، وأمية بن الصلت. والتاريخ يحدثنا أن قساً قد مات قبل البعثة، ولم يكن بينه وبين الرسول مخالطة أو مباحثة، وأما أمية فلم يلق الرسول قبل البعثة ولا بعدها أيضاً.
2/ ورقة بن نوفل*:
ومن مزاعم أميل درمنغام وبعض المستشرقين أن الرسول تلقى عن ورقة بن نوفل وهو من متقني العبرية المطلعين على النصرانية جيداً.
وتحدثنا كتب الحديث الصحاح عن لقاء تم بين محمد صلى الله عليه وسلم وبين ورقة بعد أن بلغ من الكبر عتياً فعمي وذلك حين تنزل على محمد ملك الوحي في غار حراء . وقد حملت محمداً زوجه خديجة على لقيا ورقة، ليستفسر عن حقيقة هذا الذي دخل عليه الغار بتلك الطريقة المهيبة ( فـقـال لـه ورقه: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى، ليتني فيها جذعاً، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو مخرجيَ هم، قال: نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به ألا عودي، وان يدر كني يومك أنصرك نصراً مؤزراً ، ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي).
وقد حضرت خديجة هذا اللقاء وشهدته. ولا يغب عن بالك أنها المرأة الشهيرة بفطنتها ورزانتها ورجاحة عقلها.
وها نحن ذا نجد أن ورقة يقف مستطلعاً نبأ ما حصل لمحمد. ثم يعلن أن ذا مطابق لما عنده من صفات ملك الوحي الذي أنزله الله على موسى. وأن هذه الصفة هي صفة ملك الوحي بيقين لا اختلاف فيها بين أصحاب الديانات السماوية يهوداً ونصارى.
لقد أعرب ورقة ببيانه ذاك عن يقينه التام الوطيد بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه له .
فأين هو التعليم والتلقي ...؟ وانما كان ورقة مستطلعاً مستفهماً كشأن الراهب بحيرى تماماً . زد على ذلك أنه أنبأه أن قومه سيكافؤنه على الهداية بلا أذى والعداء . حاله معهم كحال الرسل قبله مع أقوامهم .
ويندفع ورقة على كبر سنه بالتطوع للتضحية والمناصرة رداً للكائدين.
أرأيت لو كان ورقة مصدر معارف محمد ، أكان يقف منه موقف التابع المؤيد المناصر....؟!
وها هو ذا ورقة يموت فمن أين لمحمد ــ بعده ــ تلك العلوم يتلو بعضها بعضاً أكثر من عشرين سنة....!؟   
3 / الرقيق الرومي الحداد:
وأتهم المشركون رسول الله بالتلقي من فتى أعجمي رومي رقيق لبعضهم . وتضاربت الروايات كثيراً في تحديد أسمه . وكان يعمل بمكة حداداً يصنع السيوف ، وقيل أنه كان بياعاً عند الصفا . ويظن أنه قد عرف شيأً من التوراة والإنجيل من أهل بلاده . فردعهم الله بحجة قاصمة قال تعالى: (قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين أمنوا وهدى وبشرى للمسلمين ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر، لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين ) .  
لقد أنزل الله القران عربيا في أعلى درجات الفصاحة والبلاغة بمعان أكمل من معاني أي كتاب سماوي آخر . والعجيب مع هذا أن أعداء الرسول يميلون إلى نسبته إلى رجل أعجمي آلكن ....؟
فمن أين للبشرية ذلك المعلم قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم؟ 
وكيف يتعلم محمد جميع ذلك من غلام أعجمي سوقي جاهل...؟
كان غلاماً حداداً  أو بائعاً منهمكاً في مهنته غارقاً في توافه الحياة، لم يعرف مناهل العلم في قليل أو كثير، عاميَّ القلب والفكر، أعجمي اللسان، لا يعلم الكتاب إلا أماني، فنسبوا إلية ما نسبوا زاعمين أن العلم يقتبس من الجهل. وكفاهم بهذا عاراً وافتضاحاً...! ويمكنك أن ترد كافة التقولات السابقة بأدلة النقض الخاصة بكل زعم كما ذكرنا، وأن تدعم كل رد بذكر الأدلة العامة التي تثبت أن القرآن وحي من الله  تعالى؛ كالاستدلال بأسلوب القرآن البياني المعجز وبتلك العلوم القرآنية الجليلة.
ولو كان لمحمد اقتباس من الرومي أو غيره لروي لنا التاريخ نبأ صلته الوثيقة به أكثر من صلته بأبي بكر وعمر . لأن طبيعة التلقي والمباحثة تتطلب ذلك ، ولأن الولاء وإظهار المودة الدائمة في تلك الحال أساس لابد منه لتفادي غيظ الملقن وحسده وحقده، لئلا يؤدي ذلك  إلى كشف الأمر وأفتضاحة. ولما كان مسلك رسول الله صلى الله عليه وسلم منزهاً عن ذلك فقد ظهر صدقه وثبتت نبوته.                                              
لقد اثار اعداء الاسلام من جاهليين قدامى ومستشرقين جدد الشبهات الكثيرة حول الوحي القرآني، وكانت تستهدف هذه الشبهات في الغالب التأكيد على ان الوحي القرآني ليس مرتبطاً بالسماء وانما هو نابع من ذات محمد (صلى الله عليه واله).
وقد اشار القرآن الكريم الى بعض هذه الشبهات في مواضع مختلفة(1) وردد بعض المستشرقين هذه الشبهات وغيرها وحاول اضفاء طابع البحث والدراسة وسمات الموضوعية عليها كما هي الطريقة المتبعة لديهم في مثل هذه الحالات.
ويحسن بنا ان نكون فكرة واضحة عن الوحي الذي نحن بصدد بحث الشبهة حوله ومناقشتها تمهيداً للدخول في صلب الموضوع.
ما هو الوحي ؟ الوحي لغة : هو الإعلام في خفاء(2) ولكن ما هو الوحي الالهي الذي اختص به اللّه سبحانه النبيين من عباده وتجلى بشكل واضح في القرآن الكريم؟
وبصدد الاجابة عن هذا السؤال يمكن ان نقول: ان كل فكرة يدركها الانسان فهي ترتبط في وجودها - بسبب او بآخر - باللّه سبحانه وتعالى خالق الإنسان ومدبر اموره. ولكن شعور الإنسان تجاه مصدر هذه الفكرة - بالرغم من إدراكه العقلي لهذه الحقيقة - قد يكون مختلفاً. ونذكر انحاء ثلاثة لهذا الشعور :
أ - ان يشعر بان الفكرة نابعة من ذاته، ووليدة جهده الخاص وادراكه الشخصي، وهذا الشعور هو ما نحسه في حالات الإدراك الاعتيادية تجاه أفكارنا العادية. فاننا - مع اعتقادنا بأن افكارنا منسوبة الى اللّه تعالى على اساس انه الخالق المدبر لعالم الوجود بجميع مقوماته، ومنه قدرتنا على التفكر - نشعر وكأن هذه الفكرة وليدة هذا المزيج المركب في ذات انفسنا وناتجة عن مجموعة المواهب والقدرات الشخصية لنا.

ب - أن يشعر الإنسان بأن الفكرة، قد ألقيت اليه من طرف علوي وجاءته من خارج ذاته، وشعوره هذا بدرجة من الوضوح بحيث يحس بهذا الالقاء والانفصالية بين الذات الملقية والذات المتلقية. ولكنه مع ذلك كله لا يكاد يحس بالاسلوب والطريقة التي تمت فيها عملية القاء الفكرة. وهذا النحو من الشعور تجاه الفكرة هو ما يحصل في حالات (الالهام الالهي) (3).
ج - ان يصاحب الشعور الحسي الذي شرحناه في فقرة (ب)، شعور حسي آخر بالطريقة والاسلوب الذي تتم به عملية الالقاء والاتصال وهذا الحس والشعور - سواء الحس بان الفكرة جاءت من اعلى أو الحس بان مجيئها كان بالاسلوب الخاص - لابد فيه ان يكون واضحاً وجلياً وضوح ادراكنا للاشياء بحواسنا العادية. وهذا هو ما يحدث في حالات الوحي إلى الانبياء، أو على الاقل ما حدث في وحي القرآن الكريم الى نبينا محمد (صلى الله عيه وآله).
إذن فهناك فرق بين الإدراك العادي الذي يكون نتيجة الموهبة، وبين الإلهام، والوحي.
لأن ادراك الموهبة في الحقيقة، يعبر عن فكرة يدركها الانسان، مع شعوره بأنها نتيجة للجهد الشخصي، وإن كان يدرك بشكل عقلي ومنطقي انها مرتبطة بسبب أو بآخر باللّه سبحانه.
والإلهام : عبارة عن فكرة يدركها الإنسان، مصحوبة بالشعور الواضح، بأنها ملقاة من طرف اعلى منفصل عن الذات الانسانية، وإن كان لا يدرك الانسان شكل الطريقة التي تم فيها هذا الالقاء.
والوحي: عبارة عن فكرة يدركها الإنسان، مصحوبة بالشعور الواضح، بانها ملقاة من طرف اعلى منفصل عن الذات الانسانية، وشعور آخر واضح بالطريقة التي تم فيها الالقاء.
الشبهة حول الوحي : هناك ارتباط وثيق بين هذا الموضوع وبحث اعجاز القرآن، لأننا نتعرف من خلال ذلك البحث، على أن القرآن ليس ظاهرة بشرية، وبالتالي ليس من صنع محمد (صلى الله عليه وآله)، وإنما يكشف بجوانب التحدي فيه عن ارتباطه بعالم الغيب وما وراء الطبيعة.
ولعل من اخبث الأساليب في اثارة الشبهة(در منغام) حول الوحي، هو الاسلوب الذي يحاول أن يضفي على النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، صفات الصدق والامانة والاخلاص والذكاء، الامر الذي أدى به ان يتخيل نفسه انه ممن يوحى اليه، وهو ما يسمى بالوحي النفسي.. فإن هذا الاسلوب يحاول ان يسترد دوافعه المغرضة، بمظاهر الإنصاف والمحبة والاعجاب.
القرآن وحي نفسي لمحمد (ص) وخلاصة ما قيل في صياغة هذه الشبهة: أن محمداً (صلى الله عليه وآله) قد ادرك بقوة عقله الذاتية، وبما يتمتع به من نقاء وصفاء روحي ونفسي.. بطلان ما كان عليه قومه من عبادة الاصنام، كما ادرك ذلك أيضاً افراد آخرون من قومه. وان فطرته الزكية - بالاضافة الى بعض الظروف الموضوعية كالفقر - حالت دون ان يمارس اساليب الظلم الاجتماعي من الاضطهاد، واكل المال بالباطل. أو الانغماس بالشهوات، وارتكاب الفواحش كالاستمتاع بالسكر والتسري وعزف القيان وغير ذلك من القبائح.
وانه طال تفكيره من اجل انقاذهم من ذلك الشرك القبيح وتطهيرهم من تلك الفواحش والمنكرات. وقد استفاد من النصارى الذين لقيهم في اسفاره أو في مكة نفسها كثيراً من المعلومات عن الانبياء والمرسلين، ممن بعثهم اللّه في بني اسرائيل وغيرهم، فأخرجوهم من الظلمات الى النور. كما انه لم يقبل جميع المعلومات التي وصلت اليه من هؤلاء النصارى، لما عرض للنصرانية من الأفكار الوثنية والانحرافات، كألوهية المسيح وامه، وغير ذلك من البدع.
وانه كان قد سمع أن اللّه سيبعث نبياً مثل اولئك الانبياء من عرب الحجاز بشر به عيسى المسيح وغيره من الانبياء، وتولد في نفسه امل ورجاء في أن يكون ذلك النبي الذي آن اوانه. واخذ يتوسل الى تحقيق هذا الأمل بالانقطاع الى عبادة اللّه تعالى في خلوته بغار حراء.
وهنالك قوي ايمانه وسما وجدانه، فاتسع محيط تفكيره وتضاعف نور بصيرته، فاهتدى عقله الكبير الى الآيات والدلائل البينة في السماء والارض، على وحدانية الله سبحانه خالق الكون ومدبر اموره. وبذلك اصبح اهلا لهداية الناس واخراجهم من الظلمات الى النور.
ثم ما زال يفكر ويتأمل ويتقلب بين الآلام والآمال، حتى أيقن أنه هو النبي المنتظر، الذي يبعثه اللّه لهداية البشرية، وتجلى له هذا الإعتقاد في الرؤى المنامية، ثم قوي حتى صار يتمثل له الملك يلقنه الوحي في اليقظة. واما المعلومات التي جاءته من هذا الوحي، فهي مستمدة في الاصل من تلك المعلومات، التي حصل عليها من اليهود والنصارى، ومما هداه اليه عقله وتفكيره، في التمييز بين ما يصح منها وما لا يصح. ولكنها كانت تتجلى وكأنها وحي السماء، وخطاب الخالق عز وجل، يأتيه بها الناموس الاكبر، الذي كان ينزل على موسى بن عمران وعيسى بن مريم، وغيرهما من النبيين عليهم السلام.
الجواب:
ان افتراض كون ما اتى به النبي صلى الله عليه واله من وحي نفسه لا من الله هو افتراض بلا دليل فكيف علم صاحب الشبهة ان ما قاله محمد هو من وحي نفسه وما قاله موسى وعيسى عليهما السلام هو من الله مع ملاحظة ان ما جاء به محمد منسجم تماما مع العقل والمنطق بخلاف التوراة والانجيل الموجودان ففيهما ما لا يقبله ذهن الجاهل فضلا عن العالم .هذا اولاً.
وثانيا ان نفس القران يتحدى مثل هذه الشبه ويقول ايتوني باية واحدة تعادل مثل ايات هذا  القران والواقع صدق هذه الدعوة اذ لم يتمكن البشر طوال هذه المدة من الاتيان بشئ.
فلو كان القران ليس وحيا من الله وهو من خيالات النبي افيصح مثل هذا التحدي وعجز الناس وخصوصا المعاصرين له من الاتيان باية واحدة.
وثالثا ان الدليل على نبوة محمد صلى الله عليه واله وباقي الانبياء هي المعجزة فبما انه اتى كسائر الانبياء بالمعاجز فهذا دليل على صدقه وانه نبي.
ورابعا ان الشخص الذي يتخيل مثل هذه الامور هو شخص مريض بالذهان وهل يتمكن شخص مريض من قيادة دولة وانشاء حضارة مثل التي أُنشأت؟

--------------------------------------------------
(1)    منها الانبياء : 21 والدخان : 14 والفرقان : 5 والنحل 103 وغيرها.
(2) لسان العرب 15/381 مادة : وحي.
 (3) قارن بهذا ما ذكره الدكتور صبحي الصالح في كتابه (مباحث في علوم القرآن)*: ورقة بن نوفل، هو أحد الحنفاء في الجاهلية اسمه: ورقة بن نوفل بن أسد بن عبدالعزى بن قصى الذي يجتمع نسبه مع الرسول الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم في قصى بن كلاب الجد الرابع للنبي محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله. يقول ابنُ مَنِّ الله في حديقة البلاغة في رده على ابن غرسية: ” وكانت فيهم (أى العرب) الملّة الحنيفية الإسلامية، والشريعة الإبراهيمية، ومن أهلها كان قس بن ساعدة الإيادى، وورقة بن نوفل، وزيد بن عمرو من بنى عدى ” (نوادر المخطوطات 1/ 327). ومما يدل على اعتناق ورقة للتوحيد قوله لبعض أصحابه الذين رفضوا عبادة الأصنام: ” تعلمون، والله ما قومكم على دين، ولقد أخطأوا الحجة، وتركوا دين إبراهيم ما حجر تطيفون به؟ لا يسمع ولا يبصر ولا ينفع ولا يضرُّ، يا قوم التمسوا لأنفسكم الدين ” (البداية والنهاية 2/ 341 وسيرة ابن هشام 1/ 242 والمنمق 175-176) ومن هذا النص يتضح لنا أن ورقة كان على دين إبراهيم، ويدعو أصحابه أن يُثنوا أقوامهم عن عبادة الأصنام عُرف عن ورقة وبعض أصحابه أنهم يبحثون عن الحق دائماً، ويشغلهم التفكر في أمور الدين، لذا فقد خرج ورقة ذات يوم هو وزيد بن عمرو بن نفيل، ليسألا عن الدين، ورد في مسند الطياليسى : ” خرج ورقة بن نوفل، وزيد بن عمرو بن نفيل يلتمسان الدين حتى انتهيا إلى راهب بالموصل، فقال لزيد بن عمرو بن نفيل : من أين أقبلت يا صاحب البعير ؟ قال من بيت إبراهيم. قال : وما تلتمس ؟ قال : ألتمس الدين. قال: ارجع؛ فإنه يوشك أن يظهر الذي تطلب في أرضك ” (مسند الطياليسى 32). شاهد على نبوة نبي الإسلام- عن أبى ميسرة عمرو بن شرحبيل قال ورقة بن نوفل لمحمد: أبشر ثم أبشر، ثم أبشر، فإنى أشهد أنك الرسول الذي بشر به عيسى برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد، فأنا أشهد أنك أنت أحمد، وأنا أشهد أنك محمد، وأنا أشهد أنك رسول الله، وليوشك أن تؤمر بالقتال وأنا حى لأقاتلن معك. فمات ورقة. فقال نبي الإسلام : رأيت القس في الجنة عليه ثياب خضر ” (مصنف ابن أبى شيبة 14 / 293 – سيرة ابن اسحاق 113 – دلائل النبوة للبيهقى 2/ 158 البداية والنهاية 3/ 9-10 – نسب الأشراف 106). وورد عن الرسول (صلى الله عليه واله)  أنه لما سُئل عن ورقة قال : ” أبصرته في بطنان الجنة عليه سندس ” (مسند أبى يعلى 2/ 299 تحقيق وتعليق إرشاد الحق الثرى ”.
وقال السهيلى في الروض الأنف : ” ورقة قد ثبت إيمانه بمحمد صلى الله عليه وسلم” (الروض الأنف 1/173). ويقول ابن القيم الجوزية في زاد المعاد: ” واسلم القس ورقة بن نوفل، وتمنى أن يكون جذعاً إذ يخرج رسول الإسلام قومه وفى جامع الترمذى أن رسول الإسلام رآه في هيئة حسنة. وفى حديث آخر أنه رآه في ثياب بيض ” (زاد المعاد 3/21).
ومما سبق يتضح أن ورقة بن نوفل كان أول من آمن برسول الإسلام -محمد (صلى الله عليه واله)  من الرجال، وأنه كان من صحابته ومن هذه الرواية نرى مدى حرص ورقة على التفكر في الدين والبحث في ذلك، وقول الراهب له أن هناك نبى أوشك أن يأتى في مكة يدل على مدى شوق ورقة لمعرفة النبى الجديد الذي قرأ عنه في كتب التوراة والإنجيل الأصليتين.




 

 

 

 

 

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/12   ||   القرّاء : 1909



البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 كيف تأخذون دينكم عن الصحابة واغلبهم مرتدون ؟؟؟.

 ردّ شبهة ان الامامة في ولد الحسين لا الحسن اقصاء له ؟

 ردّ شبهة ان علي خان الامانة بعد ستة اشهر من رحيل رسول الله ؟؟؟.

 ردّ شبهة ان الحسن بايع معاوية وتنازل له عن الخلافة ؟؟.

 فضائل مسروقة وحق مغتصب وتناقض واضح

 فضائل مسروقة وحق مغتصب وتناقض واضح

 أعتراف الألباني بصحة حديث الحوأب

 الجزاء الشديد لمن نقض العهد الأكيد ؟؟؟

 حديث الثقلين وبعض الحقائق الكامنة

 حديث الغدير/ وكفر من لا يأخذ بكلام رسول الله بحكم ابن باز؟؟

ملفات عشوائية :



 ابن عثيمين كافر بحسب الدارمي والدشتي

 هل صرح الامام علي (عليه السلام) بغصب الخلافة منه؟

 بيان قولنا في تعظيم القبور و التبرك بها

 يقولون بفتح باب الإجتهاد ..ويجبرون المسلمين على اتباع رأيهم!

 أنتهاء الخلافة إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وسيرته

 هل التسمية بعبد الحسين شرك؟

 كفاءة الخليفة المنتخب قطعت كيد الأعداء

  مظلومية علي والزهراء

 تصريح ابن تيمية بجواز القول بالتشبيه!!

 رد شبهة جهل الامام ببعض الامور

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 24

  • الأقسام الفرعية : 90

  • عدد المواضيع : 841

  • التصفحات : 1816077

  • التاريخ : 28/03/2024 - 13:40

Footer