أهمية البحث عن الإمامة
بسم الله الرحمن الرحيم
يكثر طرح السؤال عن جدوى بحث مسألة الامامة بعد وفاة طرفي النزاع الامام علي (عليه السلام) وابي بكر؟
الجواب: البحث عن الإمامة بحث في غاية الحساسيّة والأهميّة؛ لأنّنا نرى وجوب معرفة الإمام، وعندما نبحث عن تعيين الإمام بعد رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله)، نريد أن نعرف الحقّ في هذه المسألة الخلافية، ثمّ لنتّخذه قدوةً واسوة، لنقتدي به في جميع شؤوننا، وفي جميع أدوار حياتنا.
إنّنا نريد إن نعرفه ولنجعله واسطة بيننا وبين ربّنا، بحيث لو سئلت في يوم القيامة عن الإمام، أو سئلت في يوم القيامة لماذا فعلت كذا؟ لماذا تركت كذا؟
أحتجّ بما بلغني عنه وأقول: قال إمامي: إفعل كذا، قال إمامي: لا تفعل كذا، فحينئذ ينقطع السؤال.
عندما نريد البحث عن الإمام لهذه الغاية، فبالحقيقة يكون البحث عن الإمام والإمامة بحثاً عن الواسطة والوساطة بين الخالق والمخلوق، نريد أنْ نجعله واسطة بيننا وبين ربّنا، نريد أن نحتجّ بما وصلنا وبلغنا من أقواله وأفعاله في يوم القيامة على اللَّه سبحانه وتعالى، أو نعتذر أمامه في كلّ فعل أو تركٍ صدر منّا وسألنا عنه، فنعتذر بأنّه قول إمامنا أو فعل إمامنا، وهكذا بلغنا ووصلنا عنه، هذا هو - في الحقيقة - لبّ البحث عن الإمامة.
إذن، يظهر أنّ البحث عن الإمامة بحث مهمّ جدّاً؛ لأنّ الإمام حينئذ يكون كالنبي (صلّى اللَّه عليه وآله) واسطةً بيننا وبين ربّنا عند فقد النبي (صلّى اللَّه عليه وآله).
أمّا أن يكون الإمام حاكماً بالفعل أو لا يكون، أنْ يكون مبسوط اليد أو لا، أن يكون مسموع الكلمة أو لا، أن يكون في السجن أو يكون غائباً عن الأنظار، أو أن يقتل، وإلى غير ذلك، هذه الأُمور كلّها أُمور أُخرى تتفرّع على بحث الإمامة، ليس البحث عن الإمامة بحثاً عن الحكومة بل الحكومة من شؤون الإمام ووظائفه، فقد تتهيّأ له الفرصة فيقوم بدوره في هذا الشأن، وقد يمنع وتحرم الامّة من بركاته في ذلك البُعد.
وكثيراً ما يختلط الأمر على الباحثين ويظنّون أنّ الإمامة هي الحكومة، وكثيراً ما نراهم يعترضون على مذهبنا بعدم التمكّن من الحكومة والسيطرة والسّلطة على الناس، وإلى غير ذلك، وهذه الأُمور خارجة الآن عمّا نحن بصدده.