• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين .
              • القسم الفرعي : في التجسيم .
                    • الموضوع : اقوال ابن تيمية الدالة على التجسيم .

اقوال ابن تيمية الدالة على التجسيم

بسم الله الرحمن الرحيم

قد يقول قائل: ما دليلكم على دعواكم بأن ابن تيمية يقول بالتجسيم؟ فنقول له: إن دليلنا هي أقواله المذكورة في كتبه وكتب غيره من علماء السنة.

وإليك بعض من اقوال ابن تيمية الصريحة بالجسمية والتشبيه:
1- في منهاج السنة ج1ص428 لابن تيمية تحقيق محمد رشاد سالم يقول: (وقد يراد بالجسم ما يشار اليه او ما يُرى او ما تقوم به الصفات والله تعالى يُرى في الآخرة وتقوم به الصفات ويشير اليه الناس عند الدعاء بأيديهم. فان أراد القائل: إنه ليس بجسم بهذا المعنى. قيل له: هذا المعنى الذي قصدت نفيه بهذا اللفظ معنى ثابت بصحيح المنقول، وانت لم تقم دليلاً على نفي هذا المعنى من الجسم).
2- وفي شرح حديث النزول ص237 لابن تيمية، تحقيق وتعليق محمد بن عبد الرحمن الخميس دار العاصمة للنشر والتوزيع الطبعة الثانية 1418ه المملكة العربية السعودية: (فمن قال ان الله جسم واراد بالجسم هذا المركب فهو مخطأ ومن قصد نفي هذا التركيب من الله فقد اصاب في نفيه).
3- أما في بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية ج1ص372: (ان لفظ الجسم والعرض والمتحيز ونحو ذلك الفاظ اصطلاحية وقد قدمنا غير مرة ان السلف والائمة لم يتكلموا في ذلك في حق الله لا بنفي ولا باثبات بل بدعوا اهل الكلام بذلك وذموهم غاية الذم، ولم يذم احد من السلف بانه مجسم ولا ذموا المجسمة وانما ذموا النفاة لذلك).

وفي ص373 يقول: (وقالوا ايضاً - أي بعض العلماء - ان اليد والوجه لا تكون الا جسماً فيد الله وجهه كذلك والموصوف بهذه الصفات لا يكون الا جسماً؟ اي محذور في ذلك وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول احد من السلف والامة وائمتها انه ليس بجسم وان صفاته ليست اجساماً، فنفي المعاني الثابتة بالشرع والعقل بنفي الفاظ لم ينف معناها شرع ولا عقل جهل وضلال).

أقول: إن بن تيمية يقول ان هذه المعاني ثابتة شرعاً وعقلاً وان كانت الفاظها لم تثبت شرعاً.
4- وفي بيان تلبيس الجهمية ج1ص351: (وان اردت انهم وصفوه بالصفات الخبرية مثل الوجه واليد وذلك يقتضي التجزئة والتبعيض او انهم وصفوه بما يقتضي ان يكون جسماً والجسم متبعض ومتجزئ وان لم يقولوا هو جسم. فيقال لهم: لا اختصاص للحنابلة بذلك بل هو مذهب جماهير الاسلام وسائر اهل الملل وسلف الامة وائمتها).
5- وأما في درئ تعارض العقل والنقل او موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول ج1ص248 لابن تيمية، تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم دار الفضيلة الرياض السعودية يقول : (وقال لكم فليكن هذه لازماً للرؤية وليكن هو جسماً او قال لكم انا اقول انه جسم لم يكن لكم ان تقولوا له انت مبتدع في اثبات الجسم، فانه يقول لكم وانتم مبتدعون في نفي الجسمية عنه فالبدعة في نفيه كالبدعة في اثباته ان لم يكن اعظم بل النافية - للجسم - احق بالبدعة من المثبت، لان المثبت اثبت ما اثبتته النصوص، وذكر هذا معاضدة للنقول وتأييداً لها وموافقة لها، فان قدر انه ابتدع في ذلك كانت بدعته اخف من بدعة من نفى ذلك نفياً عارض به النصوص.

قال الشافعي البدعة بدعتان بدعة خالفت كتاباً او سنة او اجماعاً او اثر عن بعض اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فهذه بدعة ضلالة وبدعة لم تخالف شيئاً من ذلك فهذه تكون حسنة لقول عمر نعمت البدعة هذه. ومن المعلوم ان نفاة الرؤية والصفات والعلو على العرش والقائلين بان الله لم يتكلم ونفيهم ذلك، لان اثبات ذلك تجسيم هو اولى بمخالفة الكتاب والسنة واجماع السلف والاثار اقرب من قول من اثبت ذلك. وقال مع ذلك الفاظ يقول انها توافق معنى الكتاب والسنة ولا سيما والنفاة متفقون على ان ظواهر النصوص تجسيم عندهم وليس عندهم في النفي نص فهم معترفون بان قولهم هو البدعة وقول منازعيهم اقرب الى السنة).
6- كذلك في بيان تلبيس الجهمية ج1 ص401 حققه الدكتور يحيى بن محمد الهنيدي قال الشيخ بن تيمية: (فاقول: اذا كانت هذه الحجة التي عارضتموني بها مستلزمة لكون بعض الاجسام قديمة من غير ان تعين جسماً امكن ان يكون ذلك الذي يعنون بانه الجسم القديم هو الله سبحانه. وبهذا نحن نلتزم بان الله سبحانه وتعالى اذا ثبت ان له جهه فله جسم. واذا ثبت ان له جسماً فله جهه فالجهة والجسمية متلازمتان عقلاً).
7- وأيضاً في بيان تلبيس الجهمية ج1 ص402: (في الوجه العاشر اذا كانت احدى هاتين المقدمتين الضرورتين تستلزم انه جسم فقد ثبت بموجب هاتين المقدمتين صحة قول القائلين بالجهه وقول القائلين بالجهه وقول القائلين بانه جسم وكونه جسماً يستلزم القول بالجهه وقول القائلين بالجهه يستلزم ايضاً القول بالجسم).
8- ولعل من اهم النصوص في المقام قول بن تيمية في بيان تلبيس الجهمية ج1 ص359، حققه يحيى بن محمد الهنيدي: (ومعلوم ان كون الباري ليس جسماً ليس هو مما تعرفه الفطرة بالبديهة ولا بمقدمات قريبة من الفطرة ولا بمقدمات بينة ولا متفق على قبولها بين العقلاء، وان الموجود القائم بنفسه لا يكون الا جسماً وما لا يكون جسماً لا يكون الا معدوماً ومعلوم ان هذا اقرب الى الفطرة والعقول من الاول).

هذه بعض من آراء ابن تيمية حول التجسيم، وقد اتضح بشكل جلي رأي في هذه المسألة.


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=364
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 02 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12