قد يتساءل بعضهم, من هم الشيعة؟ وما هو التشيع؟ متى وجد؟ وكيف نشأ؟ والى آخر ذلك من الأسئلة.
فقال بعض أنهم فرقة استحدثت وتشعبت من الإسلام, وقال آخرون أنهم غلاة ليسوا بمسلمين, وذهب جماعة إلى أنهم فرقة ضالة مضلة لا يربطهم بالإسلام رابط, وما إلى ذلك من الأقوال الكثيرة الغير صحيحة التي تم النظر إليها من خلال زوايا ضيقة جدا وغير منصفة ولا محايدة وليس لها أي صلة بواقع الحال ولا بحقيقة الأمر إنما وضع الغشاوة على أعينها لتصل لما تهوي إليها النفوس وإتباع الهوى وكانت النتيجة واضحة أن مزقت الأمة وفرقت الناس وأثارت النزعات وبخست حقهم واليك أخي القارئ بيان موجز وكشف عن مستور لعل الأمر يصبح أكثر جليا وانصع صورة عند الجميع والله المستعان.
كيفية نشؤ الشيعة وتطورهم.
بداية نشوء الشيعة:
يجب أن نعلم أن بداية نشوء الشيعة, والتي سميت لأول مرة بشيعة علي أول إمام من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وعرفت بهذا الاسم كانت في زمن النبي الأكرم (صلى الله عليه واله), فظهور الدعوة الإسلامية وتقدمها وانتشارها خلال ثلاث وعشرين سنة, زمن البعثة النبوية, أدت إلى ظهور مثل هذه الطائفة بين صحابة النبي الأكرم (صلى الله عليه واله).
ألف ) وفي الأيام الأولى من بعثته (صلى الله عليه واله) أمر بنص من القرآن الكريم أن يدعو عشيرته الأقربين, و صرح في جمعهم أن أول من يبايعني على هذا الآمر سيكون خليفتي ووصيي من بعدي, فكان علي (عليه السلام) أول من تقدم, وقبل الإسلام, والنبي قبل إيمانه, وتعهد بكل ما وعده به, ويستحيل عادة على قائد نهضة, وفي أيامها الأولى أن يعين احد أصحابه وزيرا وخليفة له على الآخرين, ولا يعرفه للخلص من أصحابه وأعوانه, أو أن يكتفي بهذا الامتياز ليعرفه وليعرفه, ولا يطلعه على مهمته طوال حياته ودعوته, أو أن يجعله بعيدا عن مسؤوليات الوزارة والخلافة ويغض النظر عن مقام الخلافة وما يجب أن يبدي لها من احترام وتقدير, ولا يفرق بينه وبين الآخرين.
ب ) أن النبي الأكرم (صلى الله عليه واله) وفقا للروايات المستفيضة والمتواترة عن طريق أهل السنة والشيعة, والتي يصرح فيها أن عليا (عليه السلام) مصون من الخطأ والمعصية في أقواله وأفعاله, وكل ما يقوم به فهو مطابق للدعوة وللرسالة, وهو اعلم الناس بالعلوم الإسلامية وشريعة السماء.
ج ) قام الامام علي (عليه السلام) بخدمات جمة للرسالة وتضحيات مدهشة, كمنامه في فراش النبي (صلى الله عليه واله) ليلة الهجرة فلو لم يكن الامام علي (عليه السلام) مشاركا في إحدى الغزوات (بدر واحد والخندق وخيبر), لما حقق الإسلام ولا المسلمون انتصارا في إحداها وكان القتل والفشل حليفهم.
د) موضوع غدير خم, والذي أعلن فيه النبي الكرم (صلى الله عليه واله) الولاية العامة لعلي (عليه السلام) فجعله على المسلمين ما كان له عليهم.
ومن الطبيعي, أن هذه الخصائص والفضائل التي انفرد بها الامام علي (عليه السلام), والتي هي مورد اتفاق الجميع, والعلاقة الخاصة, التي كان يبديها النبي الأكرم (صلى الله عليه واله) جعلت له مؤيدين محبين مخلصين, من صحابة النبي وأنصاره, كما أثارت لدى بعضهم الأخر الحقد والحسد.
وفضلا عن هذا كله, فإن كلمة (شيعة علي) و (شيعة أهل البيت) قد جاءت في كثير من أقوال النبي (صلى الله عليه واله).
|