بسم الله الرحمن الرحيم
يشكك بعض الجهلة من السلفية تبعاً لشيخ اسلامهم بن تيمية بالمقطع الوارد في حديث الغدير: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) فهل لنا باسانيد صحيحة لهذا المقطع؟
لقد وردت جملة: (ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم) أو: (ألست أولى بكم من أنفسكم) وأشباه هذه الجملة في روايات عدة في الكتب المعتبرة وبأسانيد موثقة وقد صححها جملة من علماء أهل السنة ومحققيهم ومحدثيهم فلا ندري لماذا يشكك إخواننا في هذا الوقت في هذا الحديث المتواتر وهذه المفردات الثابتة الصحيحة.
وسأقتصر بذكر كلام محدث العصر عندهم الشيخ الألباني في هذا المقطع ونرجو أن تراجعوا كلامه بانفسكم حول هذا الحديث (حديث الغدير) فأقرأ ما خرجه في سلسلته الصحيحة رقم الحديث (1750) وأخراجه له بخمسة عشر صفحة وحكم بتواتره وهو مفيد:
وإليك بعض الأحاديث التي وردت بهذا الخصوص:
1- أول حديث ذكره الألباني في تخريجة لحديث الغدير: (من كنت مولاه فعلي مولاه) قال فيه: ثم قال: (إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن) ثم أخذ بيد علي فقال من كنت وليه فهذا وليه). ونقله عن النسائي في خصائص علي والحاكم وأحمد وابن أبي عاصم والطبراني قال: وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين.
قلت (الألباني): سكت عنه الذهبي، وهو كما قال لولا أن حبيباً كان مدلساً وقد عنعنه، لكنه لم يتفرد به فقد تابعه فطر بن خليفة عن أبي الطفيل فقال: جمع علي (رضي الله عنه) الناس في الرحبة ثم قال لهم: أنشد الله أمرئ مسلم سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام فقام ثلاثون من الناس (وفي رواية فقام ناس كثير) فشهدوا حين أخذ بيده فقال للناس:
(أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟) قالوا: نعم يا رسول الله، قال: (من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وآل من وآلاه وعاد من عاداه).
قال: فخرجت وكأن في نفسي شيئاً، فلقيت زيد بن أرقم فقلت له: إني سمعت علياً يقول كذا وكذا!، قال: فما تنكر!؟ قد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول ذلك له.
قال الشيخ الألباني: أخرجه احمد وابن حبان وابن أبي عاصم والطبراني والضياء قلت (الألباني): وإسناده صحيح على شرط البخاري وقال الهيثمي في المجمع: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة(1).
وأخرجه الحاكم(2) وصححه على شرط الشيخين ولم يوافقه الذهبي ولا الألباني هنا.
وأخرجه الحاكم أيضاً عن ابن عباس عن بريده وفيه:
فقال: يا بريده ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم... وقال: صحيح على شرط مسلم(3) وسكت عنه الذهبي.
وقال الألباني عنه: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين وتصحيح الحاكم على شرط مسلم وحده قصور.
تقول: أنظر لفعل الألباني فإنه ينتقد الحاكم على قصوره في تخريجه على شرطهما واقتصاره على القول بأنه على شرط مسلم ولا يرد على الذهبي الذي سكت عنه ولم يحرك هنا بنت شفة! وفي الأخير لابد أن ننبه على قاعدة وهي أن الحديث الذي يثبت تواتره أو ينص على تواتره لا يبحث فيه عن صحة أسانيده فانه قصور في معرفة أصول علم الحديث واما لو أراد أحد المناقشة فليناقش أولاً في ثبوت التواتر فلاحظوا!!
___________
(1) للهيثمي في كتاب المجمع: 9/104.
(2) للحاكم: 3/109 ـ 110.
(3) للحاكم أيضاً: 3/110.
|