بسم الله الرحمن الرحيم
احتج احدهم بالقول: انكم معشر الشيعة تنكرون حديث اصحابي كالنجوم بمن اقتديتم اهتديتم مع انه موجود في مصادركم وبسند موثق، والرواية: روى المحدِّث الإمامي الثقة الجليل: محمد بن الحسن الصفار رضي الله عنه (ت 290 هـ) في كتابه الشهير بصائر الدرجات، (1)قال الصفار - قُدِّس سرُّه -: حدثني الحسن بن موسى الخشَّاب، عن غياث بن كلوب، عن إسحاق بن عمار، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام)، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: فإنما مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم، فبأيها أُخِذَ اهتُدِيَ، وبأي أقاويل أصحابي أخذتم اهتديتم.
الجواب:
إن من ديدن اعداء اهل البيت الكذب والتدليس في روايات اهل البيت (عليهم السلام). والرواية هي: روى المحدِّث الإمامي الثقة الجليل: محمد بن الحسن الصفار رضي الله عنه -: حدثني الحسن بن موسى الخشَّاب، عن غياث بن كلوب، عن إسحاق بن عمار، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام)، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ما وجدتم في كتاب الله فالعمل به لازم، لا عذر لكم في تركه، وما لم يكن في كتاب الله، وكانت فيه سُنَّةٌ منِّى، فلا عذر لكم في ترك سُنَّتي، وما لم يكن فيه سُنَّة منِّى، فما قال أصحابي فخذوه؛ فإنما مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم، فبأيها أُخِذَ اهتُدِيَ، وبأي أقاويل أصحابي أخذتم اهتديتم، واختلاف أصحابي لكم رحمة. قيل: يا رسول الله! ومَنْ أصحابك؟ قال (صلى الله عليه وآله): أهل بيتي.
أقول: هذا إسناد موثَّق، رواته إمامية أجلاء، إلاَّ غياث بن كلوب، وهو عامِّيٌّ ثقة.
ومن طريقه الشيخ الصدوق - قُدِّس سرُّه - (ت 381 هـ) في كتابه معاني الأخبار(2)،وعنه العلامة المجلسي - قُدِّس سرُّه - (ت 1111 هـ) في بحار الأنوار(3)
وقال الشيخ الصدوق - رضي الله عنه - في معاني الأخبار: إن أهل البيت (عليهم السلام) لا يختلفون ولكن يفتون الشيعة بمر الحق وربما أفتوهم بالتقية فما يختلف من قولهم فهو للتقية والتقية رحمة للشيعة. انتهى
أقول: في هذه الرواية الموثقة دلالة على أمور، منها:
1 – لزوم الأخذ بالقرآن الكريم فيما وجدنا دلالته عليه فيه.
2 – لزوم الأخذ بالسنة النبوية فيما لم نجد فيه قرآناً ووجدنا فيه سُنَّة.
3 – لزوم الرجوع إلى أهل البيت (عليهم السلام) كمرجعية لتشخيص حكم الله تعالى فيما لا نجده في الكتاب والسنة.
4 – الدلالة على أنَّ حديث (أصحابي كالنجوم) صحيح، بيد أنه في أئمة الهدى من أهل بيت النبوة، لا في غيرهم كما زعم المبطلون، وعليه: لا ينبغي التسرع إلى ردِّ هذا الخبر ببعض الوجوه الواهية.
5 – الدلالة على أنَّ أئمَّة أهل البيت (عليهم السلام) أكَّدوا على مرجعية الكتاب والسنة، وقد اعتنى شيعتهم برواية ذلك عنهم، فما أبعد ما يتصوّره غير المطلعين من التنافي بين التشيع والالتزام بالكتاب والسنة..! والحق الذي لا ريب فيه أنَّ شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، هم الدعاة الحقيقيون إلى الكتاب الكريم والسنة الشريفة.
والحمد لله رب العالمين.
(1) بصائر الدرجات، ج1، ص43، برقم ، انتشارات المكتبة الحيدرية، تحقيق السيد محمد المعلم، 49
(2) معاني الأخبار، ص156، برقم 1، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة.
(3) بحار الأنوار، ج22، ص307، برقم8.
|