بسم الله الرحمن الرحيم
صرّحت الآيات القرآنية والأحاديث على أنّ معاد الإنسان: جسماني وروحاني، ويراد من الأوّل هو حشر الإنسان ببدنه في النشأة الأُخرى، وأنّ النفس الإنسانية تتعلّق بذلك البدن في تلك النشأة فيثاب أو يعاقب بأُمور لا غنى في تحقّقها عن البدن والقوى الحسية.
ويراد من الثاني أنّ للإنسان وراء الثواب والعقاب الحسيّين لذّات والآم روحيّة ينالها الإنسان دون حاجة إلى البدن، وقد أُشير إلى هذا النوع من الجزاء في قوله سبحانه: «وَرِضَوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكَبرُ ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ» «1»
وقال سبحانه: «وأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأمْرُ وَهُمْ في غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ» «2».
فرضوانه سبحانه من أكبر اللذائذ للصالحين، كما أنّ الحسرة من أكبر الآلام للمجرمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة التوبة: 72.
(2) سورة مريم: 3.
|