بسم الله الرحمن الرحيم
قد يحاول البعض أن يصرف سبب نزول القرآن الكريم بحق أهل البيت (عليهم السلام)، فمثلاً الآية التي نزلت يوم الغدير بحق أمير المؤمنين (عليه السلام) وأن الدين قد اكتمل بتبليغ النبي للمسلمين أن الولي والخليفة والإمام بعده هو أمير المؤمنين (عليه السلام). فيحاول البعض أن ينفي نزولها بحق امير المؤمنين. ولذا فلنا سلسلة من علامات استفهام نسجلها للفضلاء من أهل السنة وأولها هو هذا الاستفهام الحاصل من خلال الربط بين مقدمتين:
الاولى: قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)(1).
الثانية: في صحيح البخاري 53 - باب (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ). (53) 4544 - حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمٍ عَنِ الشَّعْبِىِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (رضي الله عنه) قَالَ آخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ عَلَى النَّبِىِّ (صلى الله عليه وسلم) آيَةُ الرِّبَا. تحفة 5771.
فالسؤال هو: اذا لم تكن الآية نازلة في امر عقائدي كولاية علي (عليه السلام) وانما في مسئلة فرعية فقهية ـ ايا كانت ـ فكيف تكون آخر آية نزلت هي آية الربا? ومعنى ذلك ان تشريع الربا لم يكن مبلغاً ومشرعاً قبل الآية الواردة في المقدمة الاولى فكيف اكتملت الدين تبليغاً بلا تشريع الربا اذن؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة المائدة: 3. |