• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين .
              • القسم الفرعي : المعاد يوم القيامة .
                    • الموضوع : شهدوا أن أكثر الصحابة في النار لا تشملهم الشفاعة! .

شهدوا أن أكثر الصحابة في النار لا تشملهم الشفاعة!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لو تصفحت أصح صحاح أهل السنة لوجدت فيها: أن الصحابة من أهل النار ولا ينجو منهم إلا مثل همل النعم! وهمل النعم: ما ينفرد عن القطيع، ومعناه أن قطيع الصحابة في النار، والمنفرد عنهم الخارج عن قطيعهم قد يدخل الجنة! في البخاري: (عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: بينا أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلمَّ فقلت أين؟ قال إلى النار والله! قلت وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى! ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم! قلت أين؟ قال: إلى النار والله! قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى! فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم)!! وقد صرحت الرواية الآتية للبخاري بأن هؤلاء المطرودين عن الحوض من الصحابة، وفسرها شراحه بالصحابة! انتهى(1). وفي البخاري: (عن ابن المسيب أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: يرد على الحوض رجالٌ من أصحابي فيحلؤون عنه فأقول يا رب أصحابي! فيقول: فإنه لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أعقابهم القهقرى)(2)! وفي مسلم: (عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ترد علي أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه، قالوا يا نبي الله أتعرفنا؟ قال: نعم تردون عليَّ غراً محجلين من آثار الوضوء. ولَيُصَدَّ عني طائفةٌ منكم فلا يصلون فأقول يارب هؤلاء من أصحابي؟! فيجيبني ملكٌ فيقول: وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟!)(3). وفي مسلم:7/70: (عن أبي هريره أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: لأذودن عن حوضي رجالاً كما تذاد الغريبة من الإبل)(4). وروى مسلم(5) وأحمد(6): (عن عمار بن ياسر قال: أخبرني حذيفة عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: في أصحابي إثنا عشر منافقاً، منهم ثمانيةٌ لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط)! انتهى. وقال المفيد في الإفصاح ص50: وقال النبي (عليه الصلاة والسلام): أيها الناس بينا أنا على الحوض إذ مُر بكم زمراً فتفرق بكم الطرق فأناديكم: ألا هلموا إلى الطريق، فيناديني مناد من ورائي: إنهم بدلوا بعدك، فأقول: ألا سحقاً، ألا سحقاً.(7).

وقال عليه السلام: (ما بال أقوام يقولون إن رحم رسول الله لا تنفع يوم القيامة! بلى والله إن رحمي لموصولةٌ في الدنيا والآخرة، وإني أيها الناس فرطكم على الحوض، فإذا جئتم قال الرجل منكم يا رسول الله أنا فلانٌ بن فلان، وقال الآخر: أنا فلانٌ بن فلان فأقول: أما النسب فقد عرفته، ولكنكم أحدثتم بعدي فارتددتم القهقرى)(8). وقال عليه السلام، وقد ذكر عنده الدجال: أنا لفتنة بعضكم أخوف مني لفتنة الدجال(9). وقال (عليه السلام): إن من أصحابي من لا يراني بعد أن يفارقني(10).

في أحاديث من هذا الجنس يطول شرحها، وأمرها في الكتب عند أصحاب الحديث أشهر من أن يحتاج فيه إلى برهان.

على أن كتاب الله عز وجل شاهد بما ذكرناه، ولو لم يأت حديث فيه لكفى في بيان ما وصفناه. قال الله سبحانه وتعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ)(11).

فأخبر تعالى عن ردتهم بعد نبيه (صلى الله عليه وآله) على القطع والثبات!

فهل لكم أن تجيبونا على هذه الأسئلة؟

1 ـ كيف تتعقلون أن الله تعالى أمرنا أو أجاز لنا أن نأخذ ديننا من الصحابة الذين شهد النبي (صلى الله عليه وآله) بأن أكثريتهم الساحقة من أهل النار؟!

2 ـ ما دامت أكثرية الصحابة في النار، فالقاعدة تقضي أن يكون الأصل في الصحابي الفسق وعدم العدالة، حتى يثبت أنه من أهل الجنة. فكيف صار الصحابة كلهم عدولاً؟!

3 ـ عندما يخبر النبي (صلى الله عليه وآله) أمته أن أكثر أصحابه من أهل النار، فلا بد أن يعين لها ميزاناً لمعرفة الصالح والفاسق منهم، فما هو الميزان؟

4 ـ ما هي النسبة بين أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله) هذه في الصحابة، وبين الآيات التي تستدلون فيها على مدحهم وأنهم من أهل الجنة. فلماذا لا تكون هذه الأحاديث مخصصة لتلك الآيات، ومفسرة لها؟

5 ـ ما هي النسبة بين هذه الأحاديث القطعية في الصحابة، وبين الأحاديث التي تعارضها، وتشهد لهم جميعاً أو لأكثرهم بالصلاح والجنة؟!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) صحيح البخاري: 7/208. وروى شبيهاً به في:7/195 و207ـ210 وص84 و87 و:8/86 و87، ونحوه مسلم:1/150 و:7/66 وابن ماجة:2/1440 وأحمد:2/25 و408 و:3/28 و:5/21 و24 و50 و:6/16، والبيهقي في سننه:4/ 14، ونقل رواياته المتعددة في كنز العمال:13/157و:14/48 و:15/647 وقال رواه( مالك والشافعي حم م ن ـ عن أبي هريرة.

(2) صحيح البخاري:2/975. وشبيه به في: 8/86.

(3) صحيح مسلم:1/150.

(4) صحيح مسلم:7/70. ورواه أحمد:2/298، المسند الجامع تحقيق د. عواد:3/343 و:5/135 و18 /471، والبيهقي في البعث والنشور ص125 ومجمع الزوائد:10/665.

(5) صحيح مسلم:2/369.

(6) صحيح أحمد:5/390.

(7) مسند أحمد: 6/ 29.

(8) مسند أحمد: 3: 18 و62 قطعة منه.

(9) كنز العمال: 14/ 322 / 28812.

(10) مسند أحمد: 6/ 307.

(11) سورة آل عمران: 144.

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=750
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 05 / 9