بسم الله الرحمن الرحيم
من تناقضات المخالفين لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) أنهم يوسعون الشفاعة من جهة لتشمل من يحبونهم من المنافقين وحتى اليهود والنصارى! فإذا وصلوا إلى من يخالفهم في صحابتهم المفضلين الستة ضيقوا عليهم الشفاعة وحكموا بحرمانهم من الشفاعة!
روى الديلمي في فردوس الأخبار: (عن عبد الرحمن بن عوف عن النبي (صلى الله عليه واله) أنه قال: شفاعتي مباحة إلا لمن سب أصحابي)!!(1).
وفي: (عن عبد الرحمن بن عوف أيضاً وفيه: فشفاعتي محرمة على من شتم أصحابي)(2).
وروى الشيرازي في الألقاب وابن النجار كما في كنز العمال: (عن أم سلمة قالت قال رسول الله (صلى الله عليه واله): نعم الرجل أنا لشرار أمتي! فقال له رجل من مزينة: يا رسول الله أنت لشرارهم فكيف لخيارهم؟ قال: خيار أمتي يدخلون الجنة بأعمالهم، وشرار أمتي ينتظرون شفاعتي. ألا إنها مباحةٌ يوم القيامة لجميع أمتي إلا رجل ينتقص أصحابي). انتهى(3).
فهل تصححون هذه الأحاديث؟ وهل تبقونها عامة شاملة لكل من سب صحابياً فتشمل معاوية وغيره من الصحابة أنفسهم، أم تحصرونها بمن سب صحابتكم الستة المفضلين أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة ومعاوية؟! وتبيحون الباقين؟
إذن لماذا لا تحكمون بحرمان الصحابي من الشفاعة إذا سب صحابياً وشتمه، كعمر الذي سب سعد بن عبادة في السقيفة وأمر بقتله، ثم ذم الستة الذين عينهم للشورى ذماً أشد من الشتم! ومعاوية الذي لعن أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) على منابر المسلمين؟
وإذا كان حب الصحابة ديناً، وسبهم كفراً، فلماذا لم تذكر ذلك آية صريحة في القرآن كآية المودة لأهل البيت (عليهم السلام) ولا أحاديث صريحة متفق عليها من النبي (صلى الله عليه وآله) كأحاديثه في حب أهل البيت (عليهم السلام) وبغضهم؟!
ألا ترون أن راية صحابة النبي (صلى الله عليه وآله) رفعت بعده في مقابل عترته وأهل بيته (عليهم السلام)؟ وأن أحاديث حب الصحابة وعدالتهم والشهادة لهم بالجنة وتحريم سبهم ... وأمثالها، ما هي إلا نسخة مقابلة للآيات والأحاديث النبوية في أهل البيت (عليهم السلام)؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فردوس الأخبار، للديلمي: 2/498.
(2) فردوس الأخبار، للديلمي:1/98، ورواه في حلية الأولياء كما في كنز العمال:14/398.
(3) كنز العمال: 14/635، وحياة الصحابة: 3/45. |