• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : عقائدنا (الشيعة الامامية) .
              • القسم الفرعي : في توحيد الله .
                    • الموضوع : التوحيد في الصفات‏ .

التوحيد في الصفات‏

بسم الله الرحمن الرحيم

المرتبة الثانية من مراتب التوحيد هو: التوحيد في صفات الذات الإلهيّة.
نحن نعتقد أنّ الله تعالى موصوف بكلّ الصفات الكمالية، وأنّ العقلَ والوحيَ معاً يَدُلّان على وجودِ هذه الكمالات في الذات الإلهيّة المقدسة. وعلى هذا الأساس فإنّ الله عالمٌ ، قادرٌ، حيٌ ، سميعٌ ، بصيرٌ و .. و.
وهذه الصفات تتفاوت فيما بينها من حيث المفهوم، فما نفهمه من لفظة «عالِم» غير ما نفهمه من لفظة: «قادر».
ولكن النقطة الجديرة بالبحث هو أن هذه الصفات كما هي متغايرة من حيث المفهوم هل هي في الواقع الخارجيّ متغايرة أم متحدة؟ يجب القول في معرض الإجابة على هذا السؤال: حيث إنّ تغايرَها في الوجود، والواقع الخارجي، يستلزم الكثرةَ والتركّب في الذات الإلهيّة المقدسة، لذلك يجب القولُ حتماً بأنّ هذه الصفات مع كونها مختلفةً ومتغايرةً من حيث المعنى والمفهوم إلّا أنّها في مرحلة العينيةِ الخارجيةِ، والواقع الخارجِي متحدةٌ.
وبتعبير آخر: إن الذات الإلهيّة في عين بساطتها، واجدةٌ لجميع هذه الكمالات، لا أنّ بعض الذات الإلهيّة «عِلم» وبعضها الآخر «قُدرة» والقسم الثالث هو «الحياة» بل هو سبحانه- كما يقول المحقّقون:- علمٌ‏
كلُّه وقدرةٌ كلّهُ وحياةٌ كلهُ ...
وعلى هذا الأساس فإنّ الصفاتِ الذاتية الله تعالى، مع كونها قديمةً وأزليةً فهي في نفس الوقت عين ذاته سبحانه لا غيرها. وأمّا ما يقولهُ فريقٌ من أنّ الصفات الإلهية قديمةٌ وأزليةٌ ولكنها زائدةٌ على الذات غير صحيح، لأنّ هذه النظرة تنبع- في الحقيقة- من تشبيه صفات الله بصفات الإنسان وحيث إنّ صفاتِ الإنسان زائدةٌ على ذاته فقَد تصوَّروا أنّها بالنسبة إلى الله  كذلك. يقول الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): «لم يَزلِ اللَّهُ- جلّ وعزّ- ربُّنا والعلمُ ذاتُه ولا معلومَ، والسَمعُ ذاتُه ولا مسموعَ، والبَصَرُ ذاتُه ولا مُبْصَرَ، والقدرةُ ذاتُه ولا مقدورَ» «1». ويقول الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): «وكمالُ الإخلاصِ له نفي الصفاتِ عنه، لشهادة كلِّ صفَةٍ أنها غيرُ الموصوف، وشهادةِ كلّ موصوفٍ أنّه غير الصفة» «2». «3»

-------------------------------------------------
((1))التوحيد للصدوق ص139الباب 211الحديث1
((2))نهج البلاغة الخطبة1
((3))سمى بعض من لا المام له بالمسائل الكلامية هذه النظرية بالتعطيل بينما اصطلاح المعطلة يطلق على من لا يثبتون لله الصفات الثبوتية ويلزم خلو الذات من الكمالات وهذه العقيدة لا علاقة لها بنظرية عينية الصفات للذات فانها في عين انها تثبت الصفات لله تنفي زيادتها عنه فتتخلصت من جميع ما يرد على القول بزيادة الصفات على الذات.

 

 

 

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=7
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 02 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12