• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين .
              • القسم الفرعي : المعاد يوم القيامة .
                    • الموضوع : ما قولكم في شفاعات عمر المخترعة؟ .

ما قولكم في شفاعات عمر المخترعة؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إن لله قوانين في العقاب والثواب، لا يمكن لأي شخص ان يتلاعب بها، لأن الله قد خلق الجنة لمن أطاعه، وخلق النار لمن عصاه. فمن ادعى ان هذه القوانين قد نقضت فهو كاذب ومفتر على الله ورسوله.

ومن جهة أخرى لا يمكن لخبر الآحاد ان تكون دليلاً على ثبوت عقيدة معينة، فالعقائد لا تبنى على خبر الآحاد. وكذا لا يمكن لأخبار الآحاد هذه أن تخصص عمومات وإطلاقات القرآن الكريم.

لكنك لو راجعت كتب السير لوجدت من خالف هذه القوانين الإلهية الثابتة. فهذا عمر بن الخطاب يتبنى عقيدة المصادفة التي تلغي قانون الثواب والعقاب.

كما وصف اليهود معبودهم! بمنطقهم وسخريتهم بأنفسهم وربهم، ولقد روته صحاحهم مع الأسف! فهذا البخاري في صحيحه(1) يقول: (عن أبي الأسود قال: قدمت المدينة وقد وقع بها مرض فجلست إلى عمر بن الخطاب فمرت بهم جنازة فأثنى على صاحبها خيراً فقال عمر: وجبت. ثم مر بأخرى فأثنى على صاحبها خيراً، فقال عمر: وجبت. ثم مر بالثالثة فأثنى على صاحبها شراً، فقال: وجبت. فقال أبو الأسود فقلت: وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال النبي (صلى الله عليه واله): أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة، فقلنا وثلاثة قال: وثلاثة. فقلنا واثنان قال: واثنان. ثم لم نسأله عن الواحد)! ورواه النسائي وفيه: ( فقلت وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : أيما مسلم شهد له أربعة قالوا خيراً أدخله الله الجنة. قلنا: أو ثلاثة؟ قال: أو ثلاثة. قلنا: أو اثنان؟ قال: أو اثنان)!! 

وإليكم هذه الرواية التي تدل على أن هذه العقيدة من أخبار الآحاد وأن أصلها وأساسها من عمر الذي تفرد بها من بين الصحابة! قال أحمد(3) في مسنده: (حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا وكيع حدثنا عمر بن الوليد الشني عن عبد الله بن بريدة قال: جلس عمر مجلساً كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يجلسه، فمر عليه الجنائز، قال فمروا بجنازة فأثنوا خيراً فقال: وجبت. ثم مروا بجنازة فأثنوا خيراً فقال: وجبت. ثم مروا بجنازة فقالوا خيراً فقال: وجبت. ثم مروا بجنازة فقالوا هذا كان أكذب الناس، فقال: إن أكذب الناس أكذبهم على الله، ثم الذين يلونهم من كذب على روحه في جسده، قال قالوا: أرأيت إذا شهد أربعة؟ قال: وجبت. قالوا: أو ثلاثة؟ قال: وثلاثة، قال وجبت. قالوا: واثنين؟ قال: وجبت، ولأن أكون قلت واحد أحب إلي من حمر النعم. قال فقيل لعمر: هذا شيء تقوله برأيك أم شيء سمعته من رسول الله (صلى الله عليه واله)؟ قال: لا، بل سمعته من رسول الله (صلى الله عليه واله). انتهى. فالمجلس هو ذلك المجلس الرسمي الذي كان يجلسه رسول الله (صلى الله عليه وآله) لوداع الجنائز، وقد تعجب الصحابة الحاضرون من قول عمر لأن ذلك ينقض عدالة قوانين العقاب والثواب الإلهية، ولم يسمعوا شبيهه من النبي (صلى الله عليه وآله)! وقد تجرأ بعضهم أن يسأل عمر رغم عنفه وسطوته، فأكد لهم أنه سمع ذلك من النبي (صلى الله عليه وآله)!!

هذه هي الفرية العمرية على الله تعالى، التي تلغي قانون العقاب والثواب، وتجعلهما تابعين للمصادفة، شبيهاً بلعب القمار. فما رأي أهل السنة فيها؟

فهل تبنون عقيدتكم على خبر الواحد كخبر عمر المذكور وتخصصون به عمومات القرآن وإطلاقاته، كما فعلتم في خبر أبي بكر: ( نحن معاشر الأنبياء لا نورث) ، فجعلتم به عترة الأنبياء (عليهم السلام) مُسْتَثْنَوْنَ من قانون الإرث!!

ولنا أن نتسائل: ما سبب تبني عمر لهذه المقولة ونسبته إياها الى النبي (صلى الله عليه وآله)؟

وهل رأيتم روايات انعدام الحكمة في إرادة الله تعالى وأفعاله وتبعيتها للمصادفة، إلا في ثقافة اليهود وفي رواياتكم؟!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) صحيح البخاري: 2/100، و3/149.

(2) النسائي : 4/51، ورواه الترمذي: 2/261. ورواه أحمد: 1 /21 و22 و27 و30 و45 و46، والبيهقي في سننه: 10/124.

(3) مسند أحمد: 1/54.

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=693
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 05 / 9