• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين .
              • القسم الفرعي : في عصمة النبي محمد (ص) .
                    • الموضوع : افتراؤهم على النبي صلى الله عليه وآله أنه شهد بشفاعة الأصنام وسجد لها! .

افتراؤهم على النبي صلى الله عليه وآله أنه شهد بشفاعة الأصنام وسجد لها!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

زعموا أن النبي (صلى الله عليه وآله) مدح الأصنام وسجد لها! وتبنت صحاح الخلافة القرشية رواية هذه الفرية مع الأسف!

قال السيوطي(1): (وأخرج البزار والطبراني وابن مردويه والضياء في المختارة بسند رجاله ثقات من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إن رسول الله (صلى الله عليه واله) قرأ أفرأيتم اللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى! ففرح المشركون بذلك وقالوا قد ذكر آلهتنا! فجاء جبريل فقال: إقرأ على ماجئتك به، فقرأ: أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى! فقال ما أتيتك بهذا! هذا من الشيطان فأنزل الله: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته)....!

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه بسند صحيح عن سعيد بن جبير..الخ)!.

وزعمت رواياتهم أن النبي (صلى الله عليه وآله) سجد للأصنام! (فقال: وإنهن لهن الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لهي التي ترتجى، فكان ذلك من سجع الشيطان وفتنته، فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك بمكة، وذلقت بها ألسنتهم وتباشروا بها وقالوا: إن محمداً قد رجع إلى دينه الأول ودين قومه! فلما بلغ رسول الله (صلى الله عليه واله) آخر النجم سجد وسجد كل من حضر من مسلم ومشرك!! ففشت تلك الكلمة في الناس وأظهرها الشيطان حتى بلغت أرض الحبشة فأنزل الله: (وما أرسلنا من قبلك...)!!

وفي بعض رواياتهم: (ألقى الشيطان على لسانه: وهي الغرانيق العلى شفاعتهن ترتجى، فلما فرغ من السورة سجد وسجد المسلمون والمشركون إلا أبا أحيحة سعيد بن العاص فإنه أخذ كفاً من تراب فسجد عليه وقال: قد آن لابن أبي كبشة أن يذكر آلهتنا بخير! فبلغ ذلك المسلمين الذين كانوا بالحبشة أن قريشاً قد أسلمت فأرادوا أن يقبلوا، واشتد على رسول الله (صلى الله عليه واله) وعلى أصحابه ما ألقى الشيطان على لسانه فأنزل الله: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي..الآية) .

وقد روى قصة الغرانيق في مجمع الزوائد(2)، ورواها البخاري ومسلم لكنهما حذفا جزءاً يسيراً منها! ففي البخاري(3): (عن عبد الله أن النبي (صلى الله عليه واله) قرأ سورة النجم فسجد بها فما بقي أحد من القوم إلا سجد! فأخذ رجل من القوم كفاً من حصى أو تراب فرفعه إلى وجهه وقال يكفيني هذا). ومسلم(4): وبذلك تعرف من أين أخذ المستشرقون وسلمان رشدي ما كتبوه!!

فما حكم من يزعم أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد خان الرسالة واتبع الشيطان ومدح الأصنام وسجد لها؟!

وكيف تثقون بمصادركم التي تنسب هذه الفرية العظيمة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟!

ثم هل عرفتم من أين دخلت الإسرائيليات والقرشيات الى مصادركم، وصارت منفذاً للمستشرقين للطعن في الإسلام ونبيه (صلى الله عليه وآله)؟!

وما رأيكم في روايات البخاري في أول كتابه عن عائشة عن أحد الطلقاء، تحت عنوان (باب كيف كان بدء الوحي) وأن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يكن واثقاً بنبوته، وأنه جاء من جبل حراء وهو يرتجف، فأخذته خديجة الى النصراني ورقة بن نوفل فطمأنه أنه نبي! قال البخاري فيما قال: (عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت أول ما بدئ به رسول الله (صلى الله عليه واله) من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه، وهو تعبد الليالي ذوات العدد، قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك, ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال إقرأ. قال: ما أنا بقارئ. قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: إقرأ. قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: إقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني! فقال: إقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق. إقرأ وربك الأكرم، فرجع بها رسول الله (صلى الله عليه واله) يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد فقال: زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي، فقالت خديجة: كلا والله ما خزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة وكان امرأً قد تنصّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخاً كبيراً قد عمي، فقالت له خديجة: يا ابن عم إسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله (صلى الله عليه واله) ما رأى فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعاً، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك! فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) أوَ مخرجيَّ هم؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً. ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي)! انتهى.

فهل رواية البخاري عن بعثة الله تعالى لرسوله (صلى الله عليه وآله) ولقائه بجبرئيل (عليه السلام) في هذا الأفق البدوي الملبد بالشك والريب هي الصحيحة، أم الأفق المبين الذي قال فيه تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ . ذِى قُوَةٍ عِنْدَ ذي الْعَرْشِ مَكِينٍ . مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ . وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ . وَلَقَدْ رَآهُ بِالآفُقِ الْمُبِينِ . وَمَا هُوَعَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ )(5)؟!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الدر المنثور، للسيوطي:4/366.

(2) مجمع الزوائد: 6/32 و:7/70.

(3) صحيح البخاري: 2/32.

(4) صحيح مسلم: 2/ 88.

(5) سورة التكوير: 19 ـ 24.

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=682
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12