بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في كتاب ( الف سؤال واشكال ) للشيخ علي الكوراني الاشكال الاتي:
جوَّز الوهابيون أن يتوسل المسلم إلى الله تعالى بأي شخص حتى بالكافر، فالشرط الوحيد عندهم أن يكون حياً لا ميتاً، حتى لو كان كافراً! وقد رووا أن عائشة مرضت، فدعت يهودية لترقيها، وهو نوع من التوسل!
روى مالك في الموطأ: ( عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، أن أبا بكر الصديق دخل على عائشة وهي تشتكي، ويهودية ترقيها! فقال أبوبكر: إرقيها بكتاب الله )(1). انتهى، ولعله يقصد بكتاب الله التوراة، لأن اليهودية لا تقر بالقرآن!
كما أن سيرة أئمة المذاهب السنية وأتباعهم حتى الحنابلة حافلةٌ بالتوسل بمن يعتقدون صلاحه من ائمة المذاهب وشيوخ العلم والتصوف، وقد تقدم توسل إمامهم أحمد بقبر الشافعي، وتوسلهم بقبر أحمد!
كما ورد عندهم وعندنا الحث على التوسل في صلاة الإستسقاء بالأخيار والضعفاء والمرضى. كما في مجموع النووي(2).
أما في مذهب أهل البيت (عليهم السلام) فعمدة التوسل والإستشفاع روايةً وعملاً بالله تعالى وأسمائه الحسنى، وبالنبي وآله المعصومين (صلوات الله عليهم). ولم أجد في سيرة أئمتنا (عليهم السلام) ولا في سلوك أصحابهم وشيعتهم ذكراً للتوسل بأحد غير المعصومين، وإن وجد فهو تبعٌ للتوسل بهم وفي موارد خاصة كصلاة الإستسقاء. كما ورد في بعض الأدعية تعليم التوسل بالملائكة المقربين والأنبياء السابقين (عليهم السلام) وكتب الله المنزلة وعباده الصالحين، وبالأعمال الصالحة(3).
الأسئلة
1 ـ ما قولكم بفتاوى فقهاء المذاهب الأربعة هذه التي تنص على التوسل بالصالحين والضعفاء والمرضى والحيوانات والأعمال، وتنص على أنه توسل واستشفاع؟
2ـ كيف تقبلون أن يكون مذهبكم أن التوسل بالكافر طاعة وإيمان والتوسل برسول الله (صلى الله عليه وآله) كفر وإشراك بالله تعالى؟!
3ـ التوسل يعني أن المتوسل به يؤمل أن يكون أقرب وسيلة الى الله تعالى، فهل ترى عائشة أن المرأة اليهودية أقرب وسيلة الى الله منها ومن أبيها؟!
____________
(1) مالك في الموطأ:2/943.
(2) مجموع النووي: 5/66: و: 5/70.
(3) مصباح المتهجد: ص358 و302.
|