• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : إشكالاتنا الفقهية على فرق المسلمين .
              • القسم الفرعي : مواضيع مختلفة .
                    • الموضوع : الطلب من النبي (صلى الله عليه وآله) ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى .

الطلب من النبي (صلى الله عليه وآله) ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

 

جاء في كتاب (الف سؤال واشكال) للشيخ الكوراني الاشكال الاتي:

قال محمد بن عبد الوهاب: (الشفاعة شفاعتان: منفية ومثبتة، فالمنفية: ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله لقوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون). والمثبتة: هي التي تطلب من الله والشافع مكرم بالشفاعة والمشفوع له من رضي الله قوله وعمله بعد الإذن كما قال: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )(1).

وقال السيد محسن الأمين في (كشف الإرتياب عن أتباع محمد بن عبد الوهاب): وقال ابن تيمية أيضاً في رسالة زيارة القبور ما حاصله: مطلوب العبد إن كان مما لا يقدر عليه إلا الله فسائله من المخلوق مشرك، من جنس عُبَّاد الملائكة والتماثيل ومن اتخذ المسيح وأمه إلاهين، مثل أن يقول لمخلوق حي أو ميت: إغفر ذنبي أو أنصرني على عدوي أو إشف مريضي أو عافني أو عاف أهلي أو دابتي، أو يطلب منه وفاء دينه من غير جهة معينة، أو غير ذلك(2).

وإن كان مما يقدر عليه العبد فيجوز طلبه منه في حال دون حال، فإن مسألة المخلوق قد تكون جائزة، وقد تكون منهياً عنها، قال الله تعالى: (فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب)، وأوصى النبي (صلى الله عليه واله) ابن عباس: إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، وأوصى طائفة من أصحابه أن لا يسألوا الناس شيئاً، فكان سوط أحدهم يسقط من كفه فلا يقول لأحد ناولني إياه. وقال: فهذه المنهي عنها. والجائزة طلب دعاء المؤمن لأخيه... الخ..(3). انتهى.

الأسئلة

1 ـ إذا كان ميزانكم لجواز التوسل بالميت أنه لا يجوز أن نطلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى، فلماذا جعلتم طلبنا الشفاعة من النبي (صلى الله عليه وآله) شركاً أكبر وكفراً، مع أنها مقدورة له (صلى الله عليه وآله) بنص القرآن والسنة؟!

2 ـ لقد طلب نبي الله سليمان من وزرائه أن يأتوه بعرش بلقيس من اليمن: (قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْل َأَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)(4), وهو أمر لا يقدر عليه إلا الله تعالى، فهل تحكمون بشرك نبي الله سليمان وكفره؟!

3 ـ ما هو السر في جعلكم طلب ما لا يقدر عليه إلا الله، شركاً؟ فإن قلتم إن الطالب يدَّعي للحي أو للميت شراكةً في قدرة الله تعالى، فهذا غير صحيح ( بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ)(5).

وإن قلتم إن التوسيط لله تعالى حرام وشرك، فلا فرق في التوسيط بين ما يقدر عليه المخلوق وما لا يقدر، ولا فرق في توسيط الحي أو الميت.

وعليه يجب أن تردوا كل أنواع التوسل والشفاعة، ولا يبقى فيها حلال وحرام، كما زعمتم!

4ـ إن قلتم إن التوسل والإستشفاع والإستغاثة منها ما أذن به الله تعالى فهذا ليس شركاً، ومنها ما لم يأذن به فهذا شرك.

فجوابه: نعم، وهذا هو جوهر خلافكم مع المسلمين، فهم يقولون إن الله تعالى أكرم النبي وآله (صلى الله عليه وآله) وأذن بالتوسل والإستغاثة بهم بل وأمر به، بمثل قوله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(6) فصار ذلك عبادةً لله وامتثالاً لأمره سبحانه، ومحالٌ أن يأمرنا بما هو شركٌ وكفرٌ، كما تزعمون!

5 - ما معنى قول إمامكم: (مثل أن يقول لمخلوق حي أو ميت: إغفر ذنبي أو أنصرني على عدوي... أو يطلب منه وفاء دينه من غير جهة معينة، أو غير ذلك) وما هو مثال التوسل الحلال بالميت ليقضي له دينه من جهة معينة؟!

_____________

(1) كشف الإرتياب: ص 208، عن رسالة أربع قواعد: ص25طبعة المنار بمصر .

(2) ابن تيمية في كتاب رسالة زيارة القبور: ص153 ـ 155 طبع المنار بمصر.

(3) كشف الإرتياب عن أتباع محمد بن عبد الوهاب: ص229. ونحوه في فتح القدير: 2/450.

(4) سورة النمل: 38.

(5) سورة الأنبياء:26ـ27.

(6) سورة المائدة: 35.

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=671
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12