بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في كتاب (الف سؤال واشكال) للشيخ علي الكوراني (حفظه الله):
يتعمد ابن تيمية في مؤلفاته وكذا أتباعه، يتعمدون الخلط بين مفهوم النداء، والتوسل، والإستشفاع، والإستغاثة، والدعاء، والعبادة!
فيجعلونها كلها عبادة للمنادى، والمتوسل به، والمستشفع به، والمستغاث به! فعندما تقول: يا رسول الله أتوسل بك، أو أستشفع بك، أو أغثني، يقولون لك إنك عبدته من دون الله تعالى!
والحيلة في كلام إمامهم أنه افترض مسبقاً أن المتوسل أو المستغيث بالنبي (صلى الله عليه وآله) (يدعوه) وجعل معنى: (يدعوه)، يطلب منه بدل الطلب من الله تعالى، لا أنه يطلب من الله بواسطته! فيقول له: ها، لقد اعترفت أنك دعوت الرسول والولي بدل الله تعالى! فأنت إذن كافر! وهذا من أسوأ أنواع المصادرة على المطلوب، حيث يضع الحكم المختلف عليه في لفافة ويجعله جزءً من مقدمة مسلَّمة عند مخالفه!
مع أن المتوسل البريء لم يَدْعُ النبي (صلى الله عليه وآله) بدلَ الله تعالى! بل توسل به واستغاث به واستشفع به إلى الله تعالى، لكرامته عند ربه!
ومثل ابن تيمية في ذلك كمثل شرطي رأى شخصاً يتوسل إلى رئيس مكتب الملك، ليتوسط له عند الملك! فقال له: إنك تعديت على شرعية الملك وجعلت رئيس مكتبه هو الملك! فعملك هذا محاولة انقلاب يدخل في جرائم أمن الدولة الكبرى، وتستحق به الإعدام!!
وقد حاول أن يستدل على هذه المصادرة المفضوحة بأن المستغيث يطلب من الرسول (صلى الله عليه وآله) أو الولي ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى، وهذا يستلزم أنه يؤلهه!
لكن هذا كذب وافتراء على المسلمين المتوسلين لأنهم يعرفون أن الأمر كله لله تعالى، وأنه ليس للنبي (صلى الله عليه وآله) ولا لمخلوق مع الله ذرة شراكة، وإنما يستشفعون بنبيه لكرامته على ربه، فهو يطلب من الله بواسطة نبيه، أو يطلب من نبيه أن يشفع له إلى ربه!
أو كمثل شرطي من هيئة الأمر بالمعروف الوهابية رآك وقد تعطلت سيارتك في الطريق فناديت شخصاً: يا محمد ساعدني، أغثني أتوسل بك، فأخذك وسلمك إلى مشايخه ويقول لهم: رأيته يعبد شخصاً من دون الله تعالى، فأقيموا عليه الحد الشرعي! فأخذوك إلى الإعدام وأنت تصرخ والله ما عبدته بل توسلت به ليساعدني مما أعطاه الله من قدرة!
الأسئلة
1 ـ إذا كان التوسل والإستغاثة إشراكاً بالله تعالى، فلا فرق فيهما بين الميت والحي، فكيف صار قولكم: يا جعموص بن فنحوص ساعدنا وأغثنا، إيماناً! وقولنا يا رسول الله ساعدنا وأغثنا، شركاً أكبر!
2- إن قول المتوسل أو المستغيث: (يا محمد) ، أو (يا علي) ما هو إلا نداء لا أكثر! والنداء يتبع النية والغرض منه، وأغراض الناس من النداء عديدة مديدة، فلماذا تلغونها جميعاً وتفسرون ندائهم بالعبادة؟! ولا تسألون المنادي عن نيته وغرضه من ندائه؟!
3 ـ ما دام ابن تيمية يدعي أن (لازم المذهب ليس مذهباً) فعندما يقال له يلزم على قولك هذا أن يكون الله تعالى جسماً، يقول إن لازم المذهب ليس بمذهب! فكيف احتج على المتوسل بلوازم عمله، وحسب فهمه هو؟!
|