بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في كتاب (الف سؤال واشكال) للشيخ علي الكوراني العاملي الاشكال التالي:
مما يشكل به عليهم أن إمامهم أحمد بن حنبل نص على مشروعية التوسل بالنبي (صلى الله عليه وآله) واستحبابه.
قال الحافظ الممدوح في رفع المنارة: (وهو - التوسل - السؤال بالنبي أو بالولي أو بالحق أو بالجاه أو بالحرمة أو بالذات وما في معنى ذلك. وهذا النوع لم ير المتبصر في أقوال السلف من قال بحرمته أو أنه بدعة ضلالة، أو شدد فيه وجعله من موضوعات العقائد، كما نرى الآن. لم يقع هذا إلا في القرن السابع وما بعده! وقد نقل عن السلف توسلٌ من هذا القبيل.
وقال ابن تيمية في التوسل والوسيلة: هذا الدعاء ( أي الذي فيه توسل بالنبي) ونحوه قد روي أنه دعا به السلف، ونقل عن أحمد بن حنبل في منسك المروزي التوسل بالنبي (صلى الله عليه واله) في الدعاء(1). انتهى.
وقال ايضا: والسؤال به (أي بالمخلوق) فهذا يجوزه طائفة من الناس ونقل في ذلك آثار عن بعض السلف، وهو موجود في دعاء كثير من الناس. ثم ذكر ابن تيمية أثراً فيه التوسل بالنبي (صلى الله عليه واله) لفظه: اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة (صلى الله عليه واله) تسليما. يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك وربي يرحمني مما بي. وقال: فهذا الدعاء ونحوه روي أنه دعا به السلف، ونقل عن أحمد بن حنبل في منسك المروزي التوسل بالنبي (صلى الله عليه واله) في الدعاء(2). انتهى.
وهذا نص عبارة أحمد بن حنبل، قال في منسك المروزي بعد كلام ما نصه: (وسل الله حاجتك متوسلاً إليه بنبيه (صلى الله عليه واله) تقض من الله عز وجل). هكذا ذكره ابن تيمية في الرد على الأخنائي ص168. انتهى.!
الأسئلة
1 ـ ما دام التوسل بالميت شركاً، فلماذا لم تحكموا على أحمد بن حنبل بأنه مشرك واتخذتموه إماماً؟!
2 ـ إذا كنتم ترون أن فتوى إمامكم أحمد بالتوسل خطأ مغفور لأنه حصل عن شبهة فلا يستوجب الحكم عليه بالشرك، فلماذا لا تحكمون بذلك على غيره من المسلمين؟!
3- إذا اختلفت فتوى إمامكم أحمد مع ابن تيمية، بأي الفتويين تعملون؟!
__________
(1) ابن تيمية في التوسل والوسيلة: ص98.
(2) نفس المصدر: ص65.
|