بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في كتاب (الف سؤال واشكال) للشيخ علي الكوراني الاشكال الاتي:
روى السنيون بسند صحيح عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه عَلَّمَ المسلمين أن يتوسلوا به إلى الله تعالى، وقد توسلوا به في حياته فاستجاب الله لهم. روى الترمذي: (حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا عثمان بن عمر، أخبرنا شعبة، عن أبي جعفر، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت، عن عثمان بن حنيف: أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي (صلى الله عليه واله) فقال: أدع الله أن يعافيني. قال: إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خير لك. قال: فادعه. قال فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعوه بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة. يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي، اللهم فشفعه فيَّ. هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر، وهو غير الخطمي)(1), ورواه ابن ماجة(2)، وقال: قال أبو اسحاق هذا حديث صحيح. ورواه أحمد في مسنده بروايتين(3). ورواه الحاكم في المستدرك(4)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه! ورواه في:1/519، بسندين آخرين، وقال بعدهما: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ورواه في:1/ 526، وقال: تابعه شبيب بن سعيد الحبطي عن روح بن القاسم، مع زيادات في المتن والإسناد والقول... وقال أيضاً: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه، وإنما قدمت حديث عون بن عمارة لأن من رسمنا أن نقدم العالي من الأسانيد. ورواه الطبراني في كتاب الدعاء(5), وما بعدها بعدة طرق(6).
وفي السنن الكبرى للنسائي: ( عن عثمان بن حنيف أن رجلاً أعمى أتى النبي (صلى الله عليه واله) فقال: يا رسول الله إني رجل أعمى، فادع الله أن يشفيني، قال: بل أدَعُك، قال: أدع الله لي مرتين أو ثلاثاً. قال: توضأ ثم صل ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيي محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى الله أن يقضي حاجتي، أو حاجتي إلى فلان، أو حاجتي في كذا وكذا. اللهم شفع في نبيي وشفعني في نفسي. انتهى . ثم رواه النسائي بروايتين أيضاً(7).
الأسئلة
1 - بأي وجه شرعي تردون الأحاديث الصحيحة حتى على موازينكم كحديث الأعمى، وتتمسكون في مقابلها باستحسانكم وشبهاتكم؟!
2 - لماذا تصرون على مقولتكم الباطلة بأن النبي (صلى الله عليه وآله) ميت لا ينفع، وتردون الأحاديث الصحيحة في حياته عند ربه ونفعه لنا حياً وميتاً (صلى الله عليه وآله)؟!
3- تعترضون على المسلمين قائلين: لماذا تتوسلون بالمخلوق، ولا تدعون الله تعالى مباشرة؟! هلاَّ وجهتم اعتراضكم الى النبي (صلى الله عليه وآله) لماذا علَّم هذا الأعمى أن يتوسل به الى الله تعالى، ولم يعلمه أن يدعو ربه مباشرة؟!
4- لماذا لا تعترضون على الله تعالى لأنه أمرنا أن نبتغي اليه الوسيلة فقال في آخر سورة أنزلها على نبيه (صلى الله عليه وآله): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(8)، أم تقولون بأن هذه الآية منسوخة بفتوى أحمد عبد الحليم الحراني؟!.
_____________
(1) الترمذي: 5/229رقم3649.
(2) ابن ماجة: 1/441.
(3) أحمد في مسنده: 4/138.
(4) الحاكم في المستدرك: 1/313.
(5) الطبراني في كتاب الدعاء: ص320.
(6) وكذا في المعجم الكبير:9/31، والصغير:1/183 ، وصححه. ورواه في مجمع الزوائد:2/ 279، وقال: قلت: روى الترمذي وابن ماجه طرفاً من آخره خالياً عن القصة، وقد قال الطبراني عقبه: والحديث صحيح، بعد ذكر طرقه التي روى بها. ورواه في كنز العمال:2/181، و6/521 ( ت، هـ، ك، عن عثمان بن حنيف. حم. ت. حسن صحيح غريب. هك. وابن السني، عن عثمان بن حنيف) ورواه ابن خزيمة في صحيحه:2 / 225 ).
(7) السنن الكبرى للنسائي:6 /168.
(8) سورة المائدة: 35.
|