بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في كتاب (الف سؤال واشكال) للشيخ علي الكوراني العاملي الاشكال الاتي:
قال الحافظ الممدوح(1): قال الله تبارك وتعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً)(2)، وهذه الآية تشمل حالتي الحياة وبعد الإنتقال، ومن أراد تخصيصها بحال الحياة فما أصاب، لأن الفعل في سياق الشرط يفيد العموم، وأعلى صيغ العموم ما وقع في سياق الشرط، كما في إرشاد الفحول(3).
إلى أن قال الممدوح: وقد فهم المفسرون من الآية العموم ولذلك تراهم يذكرون معها حكاية العتبي الذي جاء للقبر الشريف، فقال ابن كثير في تفسيره: وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو النصر بن الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبي قال: كنت جالساً عند قبر النبي (صلى الله عليه واله) فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله. سمعت الله يقول: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً) وقد جئتك مستغفراً لذنبي مستشفعاً بك إلى ربي. ثم أنشأ يقول:
يا خيرَ من دُفنتْ بالقاع أعظمُهُ*****فطابَ من طيبهنَّ القاعُ والنَّسَمُ
نفسي الفداءُ لقبرٍ أنتَ ساكنُـه*****فيه العفافُ وفيه الجودُ والكرمُ
ثم انصرف الأعرابي، فغلبتني عيني فرأيت النبي (صلى الله عليه واله) في النوم فقال: يا عتبي إلحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له(4)
وقد ذكر قصة العتبي الإمام المجمع على فضله وعلمه يحيى بن شرف النووي الشافعي في كتابه الأذكار، ولكن خلع "المحقق" ربقة الأمانة! فحذف قصة العتبي في الطبعة التي حققها لحساب دار الهدى بالرياض سنة1409!!
ولم يكتف بهذا التحريف فله نظائر أخرى منها: قال الإمام النووي في الأذكار:(فصل في زيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه واله) وأذكارها: إعلم أنه ينبغي لكل من حج أن يتوجه إلى زيارة رسول الله (صلى الله عليه واله) سواء كان ذلك طريقه أو لم يكن، فإن زيارته (صلى الله عليه واله) من أهم القربات وأربح المساعي وأفضل الطلبات..إلخ). هذه عبارة الإمام النووي، ولكن المحقق حرَّف عبارة النووي، وهذا نص تحريفه ص295: (فصل في زيارة مسجد رسول الله (صلى الله عليه واله)...الخ.).!! انتهى كلام الممدوح.
فانظروا إلى انعدام الأمانة العلمية عند هؤلاء! وجرأتهم على تحريف مصادر المسلمين، وتزوير كتاب الأذكار للنووي، مع أنه كتاب مطبوع ومؤلفه فقيه معروف! وهذا مثلٌ من تحريفاتهم، ولها أمثال أخرى!
الأسئلة
1 ـ ما قولكم في المواد الجنائية والأخلاقية التي توجد في مثل هذا العمل:
أ ـ خيانة الأمانة العلمية في كتاب النووي بحذف قسم منه.
ب ـ تزوير نسبة الكتاب المحرف إلى صاحبه بعد تحريفه.
جـ ـ كتمان العلم على المسلمين بحذف فتاوى علمائهم.
2 ـ ما قولكم في الذي ارتكب هذا التحريف في كتاب النووي، وما هو واجب المحكمة تجاهه، وحكم قاضيكم فيه؟!
3- هل تسقط عدالة الفقيه أو الراوي إذا ارتكب التحريف والتزوير؟!
_____________
(1) رفع المنارة: ص57.
(2) سورة النساء: 64.
(3) إرشاد الفحول: ص122.
(4) تفسير ابن كثير: ج2ص306.
|