• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : إشكالاتنا الفقهية على فرق المسلمين .
              • القسم الفرعي : مواضيع مختلفة .
                    • الموضوع : مخالفتهم للمسلمين في زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله) والتوسل به .

مخالفتهم للمسلمين في زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله) والتوسل به

بسم الله الرحمن الرحيم

 

جاء في كتاب (الف سؤال واشكال) للشيخ علي الكوراني العاملي الاشكال التالي:

أجمع المسلمون على استحباب زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله)، وقبور الأئمة من أهل بيته (عليهم السلام)، وقبور المؤمنين والأولياء.. وعلى ذلك جرت سيرتهم على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، من صدر الإسلام إلى عصرنا هذا.

لكن جاء ابن تيمية في القرن الثامن وخالف عامة المسلمين، وقال لا يستحب زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله) ولا غيره! وحكم بأن من نوى زيارته (صلى الله عليه وآله) ولو بخطوة، ولو من داخل المسجد فهو عاص! فإن كان ناوياً التوسل إلى الله بصاحب القبر فهو مشرك، مهدور الدم، واجب القتل!

قال الذهبي في سير أعلام النبلاء راداً على ابن تيمية مانصه: (فمن وقف عند الحجرة المقدسة ذليلاً مسلماً مصلياً على نبيه فيا طوبى له فقد أحسن الزيارة وأجمل في التذلل والحب، وقد أتى بعبادة زائدة على من صلى عليه في أرضه أو في صلاته، إذ الزائر له أجر الزيارة وأجر الصلاة عليه، والمصلي عليه في سائر البلاد له أجر الصلاة فقط. فمن صلى عليه واحدةً صلى الله عليه عشراً. ولكن من زاره (صلوات الله عليه) وأساء أدب الزيارة، أو سجد للقبر أو فعل ما لا يشرع، فهذا فعل حسناً وسيئاً، فيُعَلَّم برفق والله غفور رحيم. فوالله ما يحصل الإنزعاج لمسلم والصياح وتقبيل الجدران وكثرة البكاء، إلا وهو محب لله ولرسوله، فحبه المعيار والفارق بين أهل الجنة وأهل النار، فزيارة قبره من أفضل القرب، وشد الرحال إلى قبور الأنبياء والأولياء، لئن سلَّمنا أنه غير مأذون فيه لعموم قوله (صلوات الله عليه): (لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد), فشد الرحال إلى نبينا (صلى الله عليه واله) مستلزمٌ لشد الرحل إلى مسجده وذلك مشروعٌ بلا نزاع، إذ لا وصول إلى حجرته إلا بعد الدخول إلى مسجده، فليبدأ بتحية المسجد، ثم بتحية صاحب المسجد، رزقنا الله وإياكم ذلك)(1). انتهى.

وقال الحافظ الممدوح في كتابه(2): كلام الأئمة الفقهاء في استحباب زيارة القبر الشريف: قال الإمام المجمع على علمه وفضله أبو زكريا النووي: واعلم أن زيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه واله) من أهم القربات وأنجح المساعي، فإذا انصرف الحجاج والمعتمرون من مكة استحب لهم استحباباً متأكداً أن يتوجهوا إلى المدينة لزيارته (صلى الله عليه واله) وينوي الزائر مع الزيارة التقرب وشد الرحل إليه والصلاة فيه(3).

وقال أيضاً في الإيضاح في مناسك الحج: (إذا انصرف الحجاج والمعتمرون من مكة فليتوجهوا إلى مدينة رسول الله (صلى الله عليه واله) لزيارة تربته (صلى الله عليه واله) فإنها من أهم القربات وأنجح المساعي، وقد روى البزار والدارقطني بإسنادهما عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (من زار قبري وجبت له شفاعتي)(4).

وعلق الفقيه ابن حجر الهيتمي على الحديث فقال في حاشية الإيضاح: الحديث يشمل زيارته (صلى اله عليه واله) حياً وميتاً، ويشمل الذكر والأنثى، والآتي من قرب أو بُعد، فيستدل به على فضيلة شد الرحال لذلك وندب السفر للزيارة، إذ للوسائل حكم المقاصد(5). انتهى.‍

وقال الإمام المحقق الكمال ابن الهمام الحنفي في شرح فتح القدير: ( المقصد الثالث في زيارة قبر النبي (صلى الله عليه واله) : قال مشايخنا رحمهم الله تعالى من أفضل المندوبات. وفي مناسك الفارس وشرح المختار: إنها قريبة من الوجوب لمن له سعة، ثم قال بعد كلام مانصه: والأولى فيما يقع عند العبد الضعيف تجريد النية لزيارة قبر النبي (صلى الله عليه واله) ثم إذا حصل له إذا قدم زيارة المسجد، أو يستفتح فضل الله سبحانه في مرة أخرى ينويهما فيها، لأن في ذلك زيادة تعظيمه وإجلاله (صلى الله عليه واله). انتهى(6).

وقال محقق مذهب الحنابلة أبو محمد بن قدامة المقدسي: (ويستحب زيارة قبر النبي (صلى الله عليه واله) لما روى الدارقطني بإسناده عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (من حج فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي) وفي رواية: (من زار قبري وجبت له شفاعتي)، رواه باللفظ الأول سعيد، حدثنا حفص بن سليمان عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر). انتهى كلام الحافظ الممدوح.

الأسئلة

1 ـ سيرة المسلمين عبر العصور إجماع عملي على زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله) وقبور الأنبياء والأولياء (عليهم السلام) والصلاة والدعاء عندها؟ وقد أقرها أهل البيت (عليهم السلام) والصحابة والسلف، وزاروا هذه القبور المباركة وصلوا عندها، فما حكم من خرج عن هذا الإجماع العملي للأمة؟!

2 ـ عامة الأمة يقصدون الحج وزيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله)، فهل هم بسبب هذه النية كفارٌ أو ضُلاَّل، ماعدا حفنة قليلة يقلدون ابن تيمية؟!

3 ـ هل رأيتم أحداً مثلكم يكفر عامة المسلمين أو يضللهم، ثم ينصب نفسه ناطقاً رسمياً باسمهم، فيقول نحن أهل التوحيد وأهل السنة والجماعة؟!

____________

(1) سير أعلام النبلاء: 4/484.

(2) رفع المنارة لتخريج أحاديث التوسل والزيارة: ص51ـ54

(3) المجموع:8 / 204.

(4) الإيضاح في مناسك الحج: ص214.

(5) حاشية الايضاح: ص 214.

(6) شرح فتح القدير: 3 / 179 ـ 180.

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=647
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18