• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : ردودنا العقائدية على فرق المسلمين .
              • القسم الفرعي : حول اهل البيت (ع) .
                    • الموضوع : ردودنا على الاشكالات حول اية التطهير .

ردودنا على الاشكالات حول اية التطهير

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد تركزت شبهات القوم في النقاط التالية:
1- أن عبد الله بن عباس وزيد بن أرقم قد ذهبا إلى أن نساء النبي من أهل البيت.
2- أن السياق قبل الآية وبعدها ظاهر في أن نساء النبي داخلات في أهل البيت.
3- أن نساء الرجل من أهله في المصطلح اللغوي.

وسنتناول هذه النقاط بالتفصيل إن شاء الله تعالى.

1- قول عبد الله بن عباس وزيد بن أرقم:

أولا : رواية زيد بن أرقم: يلاحظ أن رواية زيد بن أرقم فيها من التناقض ما فيه فلا يصح أن يُحتج برواية زيد بن أرقم

فقد جاء قول زيد بن أرقم في صحيح مسلم: صحيح مسلم [12 /134] فقال له حصين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم قال هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال كل هؤلاء حرم الصدقة قال نعم
وفي ذات الرواية أيضا ...
صحيح مسلم [12 /134] فقلنا من أهل بيته نساؤه قال لا وايم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده
فمن جهة نرى زيد بن أرقم ينص على أن " نساء النبي " من أهل بيته ثم من جهة أخرى ينفي ذلك ...
فإن قيل : فأي القولين أصح؟
قلنا : روايات النفي أكثر كما صرح النووي في شرح مسلم: شرح النووي على مسلم [8 /151] وأما قوله في الرواية الأخرى : ( نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة ) قال : وفي الرواية الأخرى: فقلنا : ( من أهل بيته نساؤه قال : لا ) فهاتان الروايتان ظاهرهما التناقض، والمعروف في معظم الروايات في غير مسلم أنه قال نساؤه لسن من أهل بيته
فإن قيل: أين الدليل على هذا الإدعاء؟
قلنا: هذه الروايات ...
مصنف ابن أبي شيبة [3 /104] حدثنا ابن فضيل عن أبي حيان عن يزيد بن حيان قال انطلقت أنا وحصين ابن عقبة إلى زيد بن أرقم فقال له يزيد وحصين من أهل بيته أليس نساؤه من أهل بيته قال لا ولكن أهل بيته من حرم الصدقة عليه فقال له حصين ومن هم قال هم آل عباس وآل علي وآل جعفر وآل عقيل فقال له حصين على هؤلاء تحرم الصدقة قال نعم.
المعجم الكبير للطبراني [5 /110] حدثنا محمد بن حيان المازني، حدثنا كثير بن يحيى، حدثنا حيان بن إبراهيم, حدثنا سعيد بن مسروق، أو سفيان الثوري، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم، قال: دخلنا عليه، فقلنا: لقد رأيت خيرا، أصحبت  رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وصليت خلفه، قال: لقد رأيت خيرا، وخشيت أن أكون إنما أخرت لشر، ما حدثكم فاقبلوا، وما سكت عنه فدعوه، قام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بواد بين مكة والمدينة، فخطبنا، ثم قال: أنا بشر يوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم اثنين أحدهما كتاب الله فيه حبل الله، من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة، وأهل بيتي؟ أذكركم الله في أهل بيت ، ثلاث مرات ، فقلنا: من أهل بيته نساؤه؟ قال : لا ، إن المرأة قد يكون يتزوج بها الرجل العصر من الدهر، ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وأمها، أهل بيته أهله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده، آل علي، وآل العباس، وآل جعفر، وآل عقيل.
فإن قيل: لكن أكثر طرق الرواية فيها إيجاب لا نفي زيد بن أرقم كما في النسائي وغيره
قلنا : يجب الرجوع للمخطوطات فهذا تعارض واضح في الرواية

بل إن ابن تيمية نفسه يؤكد " نفي " زيد بن أرقم كما في فتاواه

الفتاوى الكبرى [2 /356] وللناس في ذلك قولان مشهوران : أحدهما : إنهم أهل بيته الذين حرموا الصدقة ، وهذا هو المنصوص عن الشافعي وأحمد ، وعلى هذا ففي تحريم الصدقة على أزواجه وكونهم من أهل بيته روايتان عن أحمد: إحداهما: لسن من أهل بيته، وهو قول زيد بن أرقم الذي رواه مسلم في صحيحه عنه.
ثانيا: رواية عبد الله بن عباس: جاءت رواية ابن عباس من طريق عكرمة مولاه وسعيد بن جبير
أما طريق عكرمة فأخرجه ابن عساكر في تاريخه وابن كثير نقلا عن ابن أبي حاتم
تاريخ دمشق [69 /150] أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص حدثنا عبد الله بن محمد بن زياد حدثنا علي بن حرب حدثنا زيد بن الحباب حدثني حسين بن واقد عن زيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت قال نزلت في أزواج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) خاصة قال عكرمة ومن شاء باهلته أنها نزلت في نساء النبي (صلى الله عليه وسلم)
تفسير ابن كثير [6 /410] وهكذا روى ابن أبي حاتم قال: حدثنا علي بن حرب الموصلي، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا حسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة عن ابن عباس في قوله: { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت } قال: نزلت في نساء النبي (صلى الله عليه واله وسلم) خاصة.

نقول : هذا طريق لا يصح وأفضل أحواله أن يكون حسنا لا صحيحا لعلل.
أولها : الحسين بن واقد ثقة لكن له أوهام, وقد ذكره في الضعفاء العقيلي وغيره.
ثانيها : زيد بن الحباب صدوق يخطئ ومثله يكون حسن الحديث لا صحيحه, فبمثل هذا لا يعارض به الأحاديث الصحيحة الثابتة,عن أم سلمة وعائشة وسعد وغيرهم الناصة على أن أصحاب الكساء هم أهل البيت دون غيرهم فضلا عن أن تكون الآية خاصة بنساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
وأما طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس, أخرجه الثعلبي في تفسيره كما في نسختي من تفسير الكشف والبيان
الكشف والبيان [11 /129] أخبرنا عبد الله بن حامد، عن محمد بن جعفر، عن الحسن بن علي بن عفان قال: أخبرني أبو يحيى، عن صالح بن موسى عن خصيف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: أنزلت هذه الآية : {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} الآية في نساء النبي (صلى الله عليه واله).
نقول : هذا سند ضعيف
فيه صالح بن موسى الطلحي المتروك بالاتفاق بهذا يسقط احتجاج القوم بهاتين الروايتين لزيد بن أرقم وعبد الله بن عباس

2- الاحتجاج بالسياق: لعل هذا هو أقوى حجة لدى القوم في زعمهم أن نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) داخلات في آية التطهير ولكن يدفع هذا الاحتجاج عدة أمور :
أولها ... أن آية التطهير قد نزلت مستقلة بدلالة حديث الكساء فالاستدلال بالسياق باطل بلا شك
ثانيها ... أن السياق ليس بحجة في كل الأحوال فالقرآن مليء بآية مدنية وسط آيات مكية والعكس كذلك, وبآية في موضوع وسط آيات تتحدث عن أمر آخر, ولعل خير مثال على ذلك هي الآية في سورة النمل : (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89) وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (90)) [النمل: 89 - 91]
يُلاحظ أن الآيات ما قبلها وما بعدها تتحدث عن يوم القيامة أما الآية ذاتها فهي عن قدرة الله وإتقان صنعه سبحانه، فهذا سياق لا يُحتج به للتباين بين الآيات ووجود سبب للنزول يخالف الآيات الأخريات ...
3- المعنى اللغوي للأهل: وهذا مدفوع بأمور: لا يدعي عاقل أن زوجة الرجل ليست من أهله اصطلاحا لكن مصطلح " أهل البيت " في الآية هل يعادل الأهل؟
يجب أولا معرفة أي بيت هو ذلك " البيت " المقصود ... عندها نعرف أهل ذلك " البيت "
فنقول : نلاحظ في حديث الكساء أن البيت المقصود في الآية هو بيت أم سلمة و" أهل البيت " هم المتواجدون فيه في ذلك الوقت ...
فإن قيل : بهذا تكون أم سلمة من " أهل البيت "
قلنا : لا ... فالرواية تدل على أنها كانت خارج البيت
مصنف ابن أبي شيبة [7 /501] فقال: تنحي لي عن أهل بيتي، فتنحت في ناحية البيت
المعجم الكبير للطبراني [17 /158] فقلت وأنا عند عتبة الباب: يا رسول الله، وأنا معهم؟
ثم إن عممنا وقلنا - جدلا - أن زوجات النبي (صلى الله عليه وآله) من " أهل البيت " فإن استثناء النبي - كما في حديث الكساء - يدفع هذا التعميم فدفعه أم سلمة وجذبه الكساء من يدها دال بكل وضوح على التخصيص فهذا استثناء للفظ للغوي دلت عليه السنة ...
وقبل الختام لا بأس بذكر شواهد قطعية على تخصيص أهل البيت بالخمسة أصحاب الكساء ...
الشاهد الأول : قول أهل البيت عامتهم بأنهم المقصودون في الآية الشريفة
1- قول أمير المؤمنين (عليه السلام):
رواه ابن الأعرابي بسند صحيح : معجم ابن الأعرابي [4 /431] حدثنا أبو رفاعة ، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، نا إبراهيم بن مهدي ، عن عيسى بن يونس، عن إسماعيل، عن قيس قال: قال علي: ما زال الزبير منا أهل البيت حتى نشأ ابنه عبد الله فغلبه.
فكيف خرج الزبير وابنه عن منهج أهل البيت وعبد الله بن الزبير خالته زوجة النبي عائشة بنت أبي بكر، فهو منها وهي منه؟
2- قول الإمام الحسن (عليه السلام): المعجم الكبير للطبراني [3 /157] حدثنا محمود بن محمد الواسطي، حدثنا وهب بن بقية، حدثنا خالد، عن حصين، عن أبي جميلة، أن الحسن بن علي (رضي الله تعالى عنه) حين قتل علي (رضي الله تعالى عنه) استخلف، فبينما هو يصلي بالناس إذ وثب عليه رجل، فطعنه بخنجر في وركه، فتمرض منها أشهرا، ثم قام على المنبر يخطب، فقال : " يا أهل العراق اتقوا الله فينا ، فإنا أمراؤكم وضيفانكم، ونحن أهل البيت الذي قال الله عز وجل : {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} [الأحزاب : 33 ] " ، فما زال يومئذ يتكلم حتى ما يرى في المسجد إلا باكيا.
3- قول الإمام الباقر (عليه السلام): حجة الوداع لابن حزم [1 /303] حدثنا حمام، حدثنا الباجي، عن ابن خالد، عن الكشوري، عن الحذاقي، عن عبد الرزاق، عن أبي بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، أنه ذكر حديث ابن مسعود هذا لأبي جعفر محمد بن علي، فقال : أما نحن أهل البيت فهكذا نصنع.
الشاهد الثاني : لم يرد احتجاج من نساء النبي بالآية المذكورة في حقها في مقابل استدلال الأئمة بالآية الشريفة، لم ترد رواية واحدة إطلاقا على استدلال إحدى نساء النبي بالآية على فضلها, وهذا إن دل فإنما يدل على قناعتهن التامة أنهن لسن المقصودات بالآية.

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=639
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12