بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في كتاب (الف سؤال واشكال) للشيخ علي الكوراني العاملي الاشكال التالي:
قال ناصر القفاري في كتابه أصول مذهب الشيعة الإمامية:
الفصل الثالث :عقيدتهم في أسماء الله وصفاته.
للشيعة في هذا الفصل أربع ضلالات:
الضلالة الأولى: ضلالة الغلو في الإثبات، وما يسمى بالتجسيم.
الضلالة الثانية: تعطيلهم الحق جل شأنه من أسمائه وصفاته.
الضلالة الثالثة: وصف الأئمة بأسماء الله وصفاته.
الضلالة الرابعة: تحريف الآيات بدافع عقيدة التعطيل للأسماء والصفات(1).
وسأتوقف عند كل مسألة من هذه المسائل الأربع وأبين مذهب الشيعة فيها من خلال مصادرها إن شاء الله.
المبحث الأول: الغلو في الإثبات (التجسيم):
اشتهرت ضلالة التجسيم بين اليهود، ولكن أول من ابتدع ذلك بين المسلمين هم الروافض، ولهذا قال الرازي(؟): اليهود أكثرهم مشبهة، وكان بدء ظهور التشبيه في الإسلام من الروافض مثل هشام بن الحكم، وهشام بن سالم الجواليقي، ويونس بن عبد الرحمن القمي وأبي جعفر الأحول(2).
وكل هؤلاء الرجال المذكورين هم ممن تعدهم الإثنا عشرية في الطليعة من شيوخها، والثقات من نقلة مذهبها(3). . . وقد حدد شيخ الإسلام ابن تيمية أول من تولى كبر هذه الفرية من هؤلاء فقال: (وأول من عرف في الإسلام أنه قال إن الله جسم هو هشام بن الحكم)(4).
وقبل ذلك يذكر الأشعري في مقالات الإسلاميين أن أوائل الشيعة كانوا مجسمة، ثم بين مذاهبهم في التجسيم ونقل بعض أقوالهم في ذلك إلا أنه يقول بأنه قد عدل عنه قوم من متأخريهم إلى التعطيل(5).
وهذا يدل على أن اتجاه الإثني عشرية إلى التعطيل قد وقع في فترة مبكرة، وسيأتي ما قيل في تحديد ذلك(6).
وقد نقل أصحاب الفرق كلمات مغرقة في التشبيه والتجسيم منسوبة إلى هشام بن الحكم وأتباعه تقشعر من سماعها جلود المؤمنين. يقول عبد القاهر البغدادي: زعم هشام بن الحكم أن معبوده جسم ذو حد ونهاية وأنه طويل عريض عميق وأن طوله مثل عرضه...(7).
ويقول: إن هشام بن سالم الجواليقي مفرط في التجسيم والتشبيه لأنه زعم أن معبوده على صورة الإنسان... وأنه ذو حواس خمس كحواس الإنسان(8). وكذلك ذكر أن يونس بن عبد الرحمن القمي مفرط أيضاً في باب التشبيه، وساق بعض أقواله في ذلك(9). وقال ابن حزم: ( قال هشام إن ربه سبعة أشبار بشبر نفسه )(10). انتهى.
الأسئلة
1 ـ وعد القفاري أن ينقل نصوص عقائد الشيعة من مصادرهم، فلماذا لم ينقل أي نص من مصادرهم؟!
2 ـ ما حكم الشيخ الذي يكذب؟ فالمصدر الشيعي الوحيد الذي نقل منه القفاري هو كتاب أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين، وعند مراجعته وجدناه لا يتعلق بالموضوع أبداً؟!
3 ـ ما حكم الشيخ الذي يدلس؟ فيقول: (قال الرازي)، فيوهم أنه الفخر الرازي المعروف، لأنه هو المتبادر إلى الذهن من اسم الرازي مجرداً، فهل تعرف من هو الرازي الذي نقل كلامه في اتهام الشيعة؟!
4 ـ ما هو الفرق بين (توحيدكم) وما نسبتموه الى هشام بن الحكم وتلاميذه من التشبيه والتجسيم؟!
_____________
(1) أصول مذهب الشيعة الإمامية: 2/527.
(2) اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص 97.
(3) أنظر محسن الأمين/ أعيان الشيعة:1/106.
(4 ) منهاج السنة :1/20.
(5) أنظر :مقالات الإسلاميين:1/106 – 109.
(6) في المبحث الثاني.
(7) الفرق بين الفرق ص 65.
(8 ) المصدر السابق: ص 68 69.
(9) السابق ص 70.
(10) الفصل :5/40.
|