بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في كتاب (الف سؤال واشكال) للشيخ علي الكوراني العاملي الاشكال التالي:
صفات الله الذاتية عندنا عين ذاته سبحانه وتعالى ولا اثنينية بينهما، بينما قال المخالفون إن صفاته غير ذاته، ويلزم من قولهم أن تكون الذات الإلهية المقدسة مركبة من جزءين، لأن الصفات شيء والذات شيء آخر!
قال الصدوق رحمه الله في كتاب التوحيد: عن هشام بن الحكم من حديث الزنديق مع الإمام الصادق (عليه السلام)، فكان من قوله (عليه السلام) أن قال له: ثم يلزمك إن ادعيت اثنين فلا بد من فرجة بينهما حتى يكونا اثنين فصارت الفرجة ثالثاً بينهما، قديماً معهما، فيلزمك ثلاثة! فإن ادعيت ثلاثة لزمك ما قلنا في الإثنين، حتى يكون بينهم فرجتان فيكون خمساً، ثم يتناهى في العدد إلى ما لا نهاية في الكثرة(1).
وقال ايضا: (أن أعرابياً قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين أتقول إن الله واحد؟ قال: فحمل الناس عليه، قالوا يا أعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): دعوه فإن الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم، ثم قال: يا أعرابي إن القول في أن الله واحد على أربعة أقسام: فوجهان منها لا يجوزان على الله عز وجل، ووجهان يثبتان فيه، فأما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل: واحد يقصد به باب الأعداد، فهذا ما لا يجوز، لأن ما لا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد، أما ترى أنه كفر من قال ( ثالث ثلاثة ). وقول القائل: هو واحد من الناس، يريد به النوع من الجنس، فهذا ما لا يجوز عليه لأنه تشبيه، وجل ربنا عن ذلك وتعالى. وأما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل: هو واحد ليس له في الأشياء شبه، كذلك ربنا، وقول القائل: إنه عز وجل أحديُّ المعنى، يعنى به أنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم. كذلك ربنا عز وجل)(2). انتهى.
وقد نتج من قولهم بالإثنينية أنهم قالوا إن القرآن كلام الله فهو جزء من ذاته تعالى، وهو قديم غير مخلوق ولا محدث!
ورد عليهم أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بأن القرآن كلام الله تعالى وهو محدث مخلوق، وليس معنى كونه كلام الله تعالى أنه جزء من ذاته، بل معناه أنه تعالى خلقه وارتضاه ونسبه إلى نفسه. قال الله تعالى: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ)(3).
الأسئلة
1 ـ مادامت صفات الله تعالى غير ذاته عندكم، فأيهما كان قبل الآخر؟
2 ـ إذا كانت صفات الله تعالى غير ذاته يلزم أن يكون تعالى مركباً من أجزاء، فهل تلتزمون بلوازم ذلك؟
3 ـ كيف تفسرون قوله تعالى: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ)(4).
__________
(1) كتاب التوحيد, للصدوق: ص243.
(2) كتاب التوحيد, للصدوق: ص83.
(3) سورة الأنبياء: 2.
(4) سورة الأنبياء: 2.
|