• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين .
              • القسم الفرعي : في التجسيم .
                    • الموضوع : الامام الرضا يرد على حديث الاطيط .

الامام الرضا يرد على حديث الاطيط

بسم الله الرحمن الرحيم


جاء في كتاب (الف سؤال واشكال) الاشكال التالي:

روى السلفية عن عمر وغيره، أن الله تعالى يجلس على عرشه، وأن العرش له أطيط، وصرير، وأزيز، من ثقل الله!! (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ).
ففي مجمع الزوائد: (عن عمر أن امرأة أتت النبي (صلى الله عليه واله) فقالت: أدع الله أن يدخلني الجنة، فَعَظَّمَ الرب تبارك وتعالى وقال: إن كرسيه وسع السموات والأرض، وإن له أطيطاً كأطيط الرَّحْل الجديد إذا رُكب من ثقله)!!(1).
وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح)!!
فما رأيكم فيما رويناه في الكافي: (عن صفوان بن يحيى قال: سألني أبو قرة المحدث أن أدخله على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فأستأذنته فأذن لي فدخل فسأله عن الحلال والحرام، ثم قال له: أفتقرُّ أن الله محمول؟ فقال أبو الحسن (عليه السلام): كل محمول مفعول به مضاف إلى غيره محتاج، والمحمول اسم نقص في اللفظ، والحامل فاعل وهو في اللفظ مدحة، وكذلك قول القائل: فوق وتحت وأعلى وأسفل، وقد قال الله: (وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ولم يقل في كتبه، إنه المحمول بل قال: إنه الحامل في البر والبحر، والممسك السماوات والأرض أن تزولا، والمحمول ما سوى الله! ولم يسمع أحد آمن بالله وعظمته قط قال في دعائه: يا محمول!!
قال أبو قرة: فإنه قال: (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) وقال: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ
فقال أبو الحسن (عليه السلام): العرش ليس هو الله، والعرش اسم علم وقدرة، وعرشه فيه كل شيء، ثم أضاف الحمل إلى غيره: خلق من خلقه، لأنه استعبد خلقه بحمل عرشه، وهم حملة علمه، وخلقاً يسبحون حول عرشه وهم يعملون بعلمه، وملائكة يكتبون أعمال عباده؟ واستعبد أهل الأرض بالطواف حول بيته، والله (عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) كما قال، والعرش ومن يحمله ومن حول العرش الله الحامل لهم، الحافظ لهم، الممسك القائم على كل نفس، وفوق كل شيء، وعلى كل شيء، ولا يقال: محمول ولا أسفل، قولاً مفرداً لا يوصل بشيء فيفسد اللفظ والمعنى.
قال أبو قرة: فتكذب بالرواية التي جاءت أن الله إذا غضب إنما يعرف غضبه أن الملائكة الذين يحملون العرش يجدون ثقله على كواهلهم، فيخرون سجداً، فإذا ذهب الغضب خف ورجعوا إلى مواقفهم؟
فقال أبو الحسن (عليه السلام): أخبرني عن الله تبارك وتعالى منذ لعن إبليس إلى يومك هذا هو غضبان عليه، فمتى رضي؟ وهو في صفتك لم يزل غضبان عليه وعلى أوليائه وعلى أتباعه! كيف تجترئ أن تصف ربك بالتغيير من حال إلى حال وأنه يجري عليه ما يجري على المخلوقين؟! سبحانه وتعالى، لم يزُل مع الزائلين، ولم يتغير مع المتغيرين، ولم يتبدل مع المتبدلين، ومن دونه يده وتدبيره، وكلهم إليه محتاج، وهو غني عمن سواه)(2).

فهل من رد على هذا الاستدلال؟

_________

(1) مجمع الزوائد: 1/83.

(2) الكافي: 1/130.

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=625
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12