• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين .
              • القسم الفرعي : في التجسيم .
                    • الموضوع : حديث: أن الله خلق آدم على صورته وطوله ستون ذراعاً! .

حديث: أن الله خلق آدم على صورته وطوله ستون ذراعاً!

بسم الله الرحمن الرحيم


جاء في كتاب (الف سؤال واشكال) للشيخ علي الكوراني العاملي الاشكال التالي:

روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله) رأى شخصاً يسب صاحبه ويقول له: (قبح الله وجهك)، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) : (لا تقبح وجهه فإن الله خلق آدم على صورته) أي خلقه على صورة المشتوم، فلا تلعن صورة أخيك التي اختارها الله لأبينا آدم وأولاده.
ولكنهم حرفوه فقالوا كما قال اليهود إن الله على صورة البشر، وإن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إن الله خلق آدم على صورة الرحمن، وطوله ستون ذراعاً!
ففي فتاوي ابن باز: (سؤال: عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه واله) أنه قال: خلق الله آدم على صورته ستون ذراعاً، فهل هذا الحديث صحيح؟
الجواب: نص الحديث: خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً، ثم قال: إذهب فسلم على أولئك النفر، وهم نفر من الملائكة جلوس فاستمع فما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فذهب فقال: السلام عليكم ، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعاً، فلم يزل الخلق تنقص بعده إلى الآن. رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم. وهو حديث صحيح، ولا غرابة في متنه فإن له معنيان (كذا والصحيح: معنيين): الأول: أن الله لم يخلق آدم صغيراً قصيراً كالأطفال من ذريته ثم نما وطال حتى بلغ ستين ذراعاً، بل جعله يوم خلقه طويلاً على صورة نفسه النهائية طوله ستون ذراعاً.
والثاني: أن الضمير في قوله (على صورته) يعود على الله بدليل ما جاء في رواية أخرى صحيحة (على صورة الرحمن) وهو ظاهر السياق ولا يلزم على ذلك التشبيه فإن الله سمى نفسه بأسماء سمى بها خلقه ووصف نفسه بصفات وصف بها خلقه، ولم يلزم من ذلك التشبيه، وكذا الصورة، ولا يلزم من إثباتها لله تشبيهه بخلقه، لأن الإشتراك في الإسم وفي المعنى الكلي لا يلزم منه التشبيه فيما يخص كلاً منهما، لقوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَئٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير)(1) انتهى.الأسئلة
1 ـ اعترف إمامكم أن العقيدة لا يصح أن تبنى على خبر الواحد، فكيف ناقض نفسه وبنى لكم عقيدتكم في الذات الإلهية وهي أعظم العقائد على خبر واحد مطعون في راويه؟ قال ابن تيمية في منهاجه: (الثاني: أن هذا من أخبار الآحاد فكيف يثبت به أصل الدين الذي لا يصح الإيمان إلا به)!(2). وقد عقد ابن الجوزي باباً لتقرير ذلك في كتابه دفع شبه التشبيه، فقال: (الباب الثالث إثبات أن خبر الواحد يفيد الظن ولا يفيد العلم عند السلف وأئمة المحدثين وأنه لا يبنى عليه أصول الإعتقاد..)(3).
2 ـ لماذا أخذتم بتفسير هذا الحديث بالمتشابه، ولم تأخذوا بالمحكم، وقد رأيتم كلام أئمة المذاهب في تفسيره!
3 ـ مادام ابن باز يقول إن آدم على صورة الله، والله تعالى على صورة آدم وأن هذا ليس تشبيهاً أبداً! فهل تقبلون أن نقول: إن فلاناً على صورة آدم، وآدم على صورته، ولكنه لا يشبه آدم أبداً، فننفيه من شبه ولد آدم؟! وهل يقبل قاضيكم أن يقال له: هذه الصورة صورة المجرم لكنها لا تشبهه أبداً؟!

 ___________

(1) فتاوي ابن باز: 4/368 رقم2331.

(2) منهاج السنة النبوية: ج1ص133.

(3) دفع شبه التشبيه: ص27.

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=624
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 05 / 9