• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : إشكالاتنا التاريخية على فرق المسلمين .
              • القسم الفرعي : في عهد المماليك .
                    • الموضوع : بعض الصور من عصر المماليك والدولة العثمانية .

بعض الصور من عصر المماليك والدولة العثمانية

بسم الله الرحمن الرحيم


بعد انتهاء حروب الفرنج في بلاد الشام، بسقوط مدينة (عكا) عام 1291، كانت عواقب هذه الحروب مفجعة على سوريا. فقد خشي المماليك، ومن قبلهم الأيوبيون، من رجوع الفرنج، فعمدوا إلى تخريب المدن والقلاع والمرافئ الساحلية (كما يذكر أبو الفداء وابن بطوطة) بدلا من تحصينها وتقويتها. وعلى سبيل المثال، فقد أمر (العزيز غياث الدين) حفيد صلاح الدين الأيوبي، عام 1223 بهدم قلعة (اللاذقية) هدما تاما، مثل هذا جرى في كل من بيروت وصيدا وصور وعكا وغيرها..
وكانت (عكا) بعد صور أشد المدن ازدهارا في سوريا زمن الفرنج، وقد ألفاها الرحالة (ابن جبير) المتوفى عام 1217، مدينة منقطعة النظير بحصونها، فإذا (أبو الفداء) ت 1331، يجدها بعد ذلك بقرن خرابا يبابا.. وقد عمد سلاطين المماليك - استئنافا لسياسة التخريب - إلى تدمير لبنان، تدميرا منظما. وكانت حملة ( الناصر) سنة 1306، أشد الحملات فجيعة، إذ أسفرت عن إبادة أهل كسروان إبادة تامة.
وهناك نماذج من أعمال الولاة والحكام، والأمراء والسلاطين، مع رعاياهم، تلك التي كانوا يفعلونها مفاخرين، ويأمرون بتدوينها، ليبقى التدوين من بعدهم، شاهدا على أنهم هم الفاعلون، وليس غيرهم، ويورد المؤرخون من القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ومنهم (القاري - المرادي - ميخائيل الدمشقي - الغزي - المطران يوسف الدبس - الشيخ أحمد البديري الحلاق - الأمير حيدر أحمد شهاب - حسن آغا العبد - إبراهيم الأسود والدكتور ميخائيل مشاقة) وغيرهم، وكذلك الرحالة الأجانب، ومنهم (فولين Volney) الآلام والشقاء، وأنواع العذاب، التي كان يلاقيها الشعب من حكامه المتسلطين على البلاد والعباد، وهذه نماذج بسيطة وعاجلة، مما كان يحصل يوميا، وغيرها كان أبشع وأشنع:
أمر (حسام الدين لاجين) حاكم طرابلس (1296 - 1298) العساكر المنصورة بالتوجه إلى كسروان والجرد في لبنان، ليقتلوا ويسبوا، وينهبوا ويحرقوا.. وكل من نهب امرأة كانت له جارية، أو سبى صبيا، كان له مملوكا، ومن أحضر منهم رأسا، فله دينا.. هذا أمر حسام الدين لاجين!!؟
ووصل (جمال الدين أقوش) الملقب (بالأفرم) لاحظ جلال اللقب؟! وهو حاكم مدينة طرابلس (1311 - 1312) وصل إلى جبال جرد كسروان، فاحتوى العسكر على جبالهم، وخربوا القرى وأحرقوها، وقطعوا أشجارها، وسبوا جميع من فيها (ومن المعروف أن غالبية سكان كسروان، كانوا من الشيعة في ذلك الحين).
في الثامن عشر من شهر تموز 1717 كبست الدولة العثمانية بلدة (زحلة) ونهبتها، ثم عادت إليها العساكر في السابع من شهر آب، فأحرقوا البلدة، وقتلوا من أهلها خلقا كثيرا!؟
ويقول ( الشيخ أحمد البديري) في مذكراته: "دخل مصطفى باشا متولي طرابلس، وهو رجل سفاك لدماء، ظلوم غشوم، أهرق دماء كثيرة في طرابلس، وكان يقتل ضحاياه بالمئات كل يوم، وكان له ولع خاص بقتل المساكين والفقراء والضعفاء بالكلاليب والشناكل، ويعلقهم، ويتركهم معلقين بالكلاليب حتى يموتوا جوعا وعطشا.." ويتابع (البديري) حديثه، في مكان آخر من مذكراته، فيقول: "أمر أسعد باشا العظم (والي الشام) أن تحصد غلال الجبل كلها وتضبط، وأن تحرق الغلال، التي يتعذر حصدها" (والمقصود بالجبل هنا هو لبنان).
ويقول (حسن آغا العبد) في تاريخه عن أحداث عام 1808 وبلغته الخاصة: "ويوسف باشا الوزير حالا..دخل هو وعسكره إلى طرابلس، ونهب البلد جميعا، وما أبقى شيء في البلد، والبقية هللي تموا في البلد، من غير الذي فروا، قتلهم جميعا، فلا حول ولا قوة إلا بالله!"
ويتحدث (إبراهيم بك الأسود) عما حصل في عكار قال: "وجمع جعفر باشا العساكر بأمر السلطان مراد - أدام الله سلطانه - وزحف بهم الى عكار، في طلب يوسف باشا، ففر هذا من وجه الزاحفين، فأحرق جعفر باشا بلاد عكار بكاملها، حتى صارت رمادا..".
يقول الأمير حيدر أحمد شهاب:
«في 26 تموز من عام 1791 أتت الدولة العثمانية، وخرجت زحلة وقتلت كل من بقي فيها، ولم يهرب من غضب الدولة.." في كتاب سمي (مذكرات تاريخية ) لمؤلف مجهول، ورد بلغة المؤلف ما يلي: "وهجمت عساكر الأمير على بلدة جبيل، فقتلوا، ثم التهوا بالنهب داخل البيوت وخارجها، وفي ذلك الوقت، كانت عساكر درويش باشا، تكبس القرايا في البقاع، وتنهب ما فيها، وتقتل الفلاحين في بيوتهم، فيما كانت عساكر مصطفى باشا والي حلب، تنهب قرية المزة قرب دمشق..».

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=582
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12