• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : ردودنا التاريخية على فرق المسلمين .
              • القسم الفرعي : في عهد الخلفاء .
                    • الموضوع : الدليل على خروج المؤمنين من بني امية من دائرة اللعن .

الدليل على خروج المؤمنين من بني امية من دائرة اللعن

بسم الله الرحمن الرحيم


وورد في الزيارة: اللهم العن بني أمية قاطبةً, فهل يا ترى المؤمنين من بني أمية مشمولين باللعن؟ أم لا؟
لنرى:
في الاختصاص للمفيد: حدثني أبو عبد الله محمد بن أحمد الكوفي الخزاز قال: حدثني أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، عن ابن فضال، عن إسماعيل بن مهران، عن أبي مسروق النهدي، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، قال: دخل سعد بن عبد الملك وكان أبو جعفر (عليه السلام) يسميه سعد الخير وهو من ولد عبد العزيز بن مروان دخل على أبي جعفر (عليه السلام) فبينا ينشج كما تنشج النساء(1) قال: فقال له أبو جعفر (عليه السلام): ما يبكيك يا سعد؟ قال: وكيف لا أبكي وأنا من الشجرة الملعونة في القرآن، فقال له: لست منهم أنت أموي منا أهل البيت أما سمعت قول الله عز و جل يحكي عن إبراهيم: "(فمن تبعني فإنه مني)(2)".
فنرى ان الإمام (عليه السلام) ينسب سعداً الى أهل البيت رغم أنه من بني امية اللعناء، وهذا إن دل على شيء انما يدل على أن المقياس والمعيار هو التقوى، كن ابن من تكن ولكن بشرط التقوى وموالاة أهل البيت (عليهم السلام).
ونذكر مثال قرآني على ما بيناه و هو في قضية ابن نوح (على نبينا وعليه السلام)
قال تعالى(ونَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)(3) فمن أوجه تفسير المعنى أنه ليس من أهلك (أي ليس على دينك), ونذكر بعض الروايات المشيرة على أن الشخص ينسب حسب العمل ولا علاقة له بما إقترفه الآباء فقد جاء في حديث جابر بن عبد الله الأنصاري حينما زار الإمام الحسين في زيارة الأربعين وزار أهل بيته وأصحابه، فكان فيما قال في زيارتهم: والذي بعث محمداً (صلى الله عليه و آله) بالحق نبياً لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه، قال عطية: فقلت: يا جابر كيف نشاركهم فيما دخلوا فيه؟ ولم نهبط وادياً وَلم نعلُ جبلاً ولم نضرب بسيف؟ فقال يا عطية: سمعت رسول الله حبيبي يقول: مَن أحب قوماً حُشر معهم، ومَن أحب عمل قومٍ اُشرك في عملهم، والذي بعث محمداً نبياً أن نيّتي ونية أصحابي على ما مضى عليه الحسين (عليه السلام) وأصحابه..الخ(4). وأيضاً روى العياشي في تفسيره، والكليني في (أصول الكافي) في باب: أن الأئمة في كتاب الله إمامان إمام يدعو إلى الله وإمام يدعو إلى النار، ورواه المولى محسن الفيض في تفسيره الصافي مسنداً عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) انه قال: لما نزلت هذه الآية: ( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ) قال المسلمون: يا رسول الله ألست إمام الناس كلهم أجمعين؟ فقال (صلى الله عليه و آله): (أنا رسول الله إلى الناس أجمعين، ولكن سيكون من بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي يقومون في الناس فيُكَذّبون ويظلمهم أئمة الكفر وأشياع الضلالة – فمن والاهم – أي الأئمة من الله واتّبعهم فهو مني وسيلقاني، ألا ومَن ظلمهم وكذّبهم فليس مني ولا معي وأنا منه بريء)(5). وفي النهاية أذكر أمر مشابه وهو في سلمان المحمدي رضي الله عنه الذي هو فارسي من أهل شيراز فكيف أصبح محمدي؟!
وفي بحار الإنوار للعلامة المجلسي (رحمه الله) نقل عن: محمد بن علي قال: حدثني محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثني عبد الله بن جعفر قال: حدثني أحمد بن محمد، عن أبيه قال: حدثني أبو أحمد الأزدي، عن أبان الأحمر، عن أبان بن تغلب قال: حدثني سعد الخفاف، عن الأصبغ بن نباتة قال: سألتُ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن سلمان الفارسي - رحمة الله عليه - وقلت: ما تقول فيه؟ فقال: ما أقول في رجل خلق من طينتنا، وروحه مقرونة بروحنا، خصه الله تبارك وتعالى من العلوم بأولها وآخرها، وظاهرها وباطنها، وسرها وعلانيتها، ولقد حضرت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسلمان بين يديه فدخل أعرابي فنّحاه عن مكانه وجلس فيه, فغضب رسول الله (صلى الله عليه وآله ) حتى در العرق بين عينيه واحمرتا عيناه، ثم قال: يا أعرابي أتنحي رجلاً يحبه الله تبارك وتعالى في السماء ويحبه رسوله في الأرض، يا أعرابي أتنحي رجلا ما حضرني جبرائيل إلا أمرني عن ربي عز و جل أن أقرئه السلام، يا أعرابي إن سلمان مني، من جفاه فقد جفاني، ومن آذاه فقد آذاني، ومن باعده فقد باعدني ومن قربه فقد قربني، يا أعرابي لا تغلظن في سلمان فإن الله تبارك وتعالى قد أمرني أن أطلعه على علم المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب، قال: فقال الأعرابي يا رسول الله ما ظننت أن يبلغ من فعل سلمان ما ذكرت أليس كان مجوسيا ثم أسلم؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا أعرابي أخاطبك عن ربي و تقاولني، إن سلمان ما كان مجوسيا ولكنه كان مظهرا للشرك مضمرا للإيمان، يا أعرابي أما سمعت الله عز و جل يقول: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما), أما سمعت الله عز وجل يقول: (ما آتاكم الرسول فخذوه ومانهيكم عنه فانتهوا), يا أعرابي خذ ما آتيتك وكن من الشاكرين ولا تجحد فتكون من المعذبين وسلم لرسول الله قوله تكن من الآمنين.
وأيضاً الثانية من بحار الأنوار:
(بلغنا أن سلمان الفارسي (رضي الله عنه) دخل مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم فعظموه وقدموه وصدروه إجلالا لحقه  وإعظاما لشيبته، واختصاصه بالمصطفى وآله، فدخل عمر فنظر إليه فقال: من هذا العجمي المتصدر فيما بين العرب؟ فصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله ) المنبر فخطب فقال: إن الناس من آدم إلى يومنا هذا مثل أسنان المشط، لا فضل للعربي على العجمي، ولا للأحمر على الأسود إلا بالتقوى سلمان بحر لا ينزف، وكنز لا ينفد، سلمان منا أهل البيت).
والخلاصة من هذا نستنتج أن الإنتساب الى بني اميه كعشيرة أو الى أي طائفة وإن كانت مشركة لا يعني الخروج عن الدين وإستحقاق اللعن بل أن المحور هو نصب العداء لأهل البيت (عليهم السلام) أو مدح أولئك الذين حاربوهم وقاتلوهم واغتصبوا حقهم فإنه ملعون مطرود من رحمة الله يقيناً.
____________

(1) نشج الباكى: غص بالبكاء من غير انتحاب.
(2) سورة إبراهيم: آية 39. والخبر نقله المجلسي من كتاب الاختصاص للمفيد. 
(3) هود: الآية 45 – 46.
(4) كتاب بشارة المصطفى: ص90.
(5) تفسير العياشي: ج2 ص304، والشافي في شرح أصول الكافي: مجلد3 ص146، والبحار: ج8 ص13، وتفسير البرهان: ج2 ص430، والصافي والمحاسن للبرقي وغيرها.

 

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=570
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12