بسم الله الرحمن الرحيم
كانت زيارة القبور في بداية الإسلام مباحة على البراءة الأصلية، فكان الناس يزورون المقابر ويذهبون إليها، ولا خلاف معتد به بين فقهاء المسلمين على جوازه وما قيل من نهي النبي (صلى الله عليه واله) فملحوق باعترافهم باجازة النبي (صلى الله عليه واله) زيارة القبور فقال: إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها, وعلى هذا بنى جمهور علماء الاسلام الى ان ظهر في العصور الاخيرة من اقتصر على الاحاديث الناهية عن الزيارة فحرمها وهنا نذكر فتوى محدث كبير بوزن شمس الدين الذهبي فيصرح ان زيارة النبي (صلى الله عليه واله) من افضل القرب الى الله تعالى فيقول: هذا مرسل وما استدل حسن في فتواه بطائل من الدلالة فمن وقف عند الحجرة المقدسة ذليلا مسلما مصليا على نبيه فيا طوبى له فقد أحسن الزيارة وأجمل في التذلل والحب وقد أتى بعبادة زائدة على من (صلى عليه) في أرضه أو في صلاته إذ الزائر له أجر الزيارة وأجر (الصلاة عليه) والمصلي عليه في سائر البلاد له أجر الصلاة فقط فمن صلى عليه واحدة (صلى الله عليه) عشرا ولكن من زاره (صلوات الله عليه) وأساء أدب الزيارة أو سجد للقبر أو فعل ما لا يشرع (فهذا فعل حسنا وسيئا) فيعلم برفق والله غفور رحيم (فوالله ما يحصل الانزعاج لمسلم والصياح وتقبيل الجدران وكثرة البكاء إلا وهو محب لله ولرسوله فحبه المعيار والفارق بين أهل الجنة وأهل النار) فزيارة قبره من أفضل القرب وشد الرحال إلى قبور الأنبياء والأولياء (لئن سلمنا) أنه غير مأذون فيه لعموم قوله (صلوات الله عليه): لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد, فشد الرحال إلى نبينا (صلى الله عليه وسلم) مستلزم لشد الرحل إلى مسجده وذلك مشروع بلا نزاع إذ لا وصول إلى حجرته إلا بعد الدخول إلى مسجده فليبدأ بتحية المسجد ثم بتحية صاحب المسجد رزقنا الله وإياكم ذلك آمين(1).
____________
(1) سير أعلام النبلاء: ج4 ص484-485.
|