• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : إشكالاتنا التاريخية على فرق المسلمين .
              • القسم الفرعي : في عهد الخلفاء .
                    • الموضوع : سؤال الى اتباع الصحابة .

سؤال الى اتباع الصحابة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يدعي السلفية انهم اتباع السلف الصالح من الصحابة والتابعين وان افعال الصحابة هي سيرتهم التي يلتزمون بها لانهم جميعا عدول فنجد ان سند الرواية يبحث ويخضع رجاله لموازين الجرح والتعديل لكن عندما يصل السند الى صحابي قد رأى النبي للحظة واحدة مثلا فانهم لا يخضعونه للجرح والتعديل بل هو عندهم صادق في كل مايقوله لانهم جميعا عدول؛ واما افعالهم فمحمولة على الصحة وان قتل عترة النبي (صلى الله عليه واله) او سرق او زنى او او او... الخ. يقول ابن خلدون:

وأما غير الحسين من الصحابة الذين كانوا بالحجاز ومع يزيد بالشام، والعراق ومن التابعين لهم، فرأوا أن الخروج على يزيد وإن كان فاسقاً لا يجوز لما ينشأ عنه من الهرج والدماء فأقصروا عن ذلك ولم يتابعوا الحسين، ولا أنكروا عليه، ولا أثموه، لأنه مجتهد وهو أسوة المجتهدين. ولا يذهب بك الغلط أن تقول بتأثيم هؤلاء بمخالفة الحسين وقعودهم عن نصره، فإنهم أكثر الصحابة وكانوا مع يزيد ولم يروا الخروج عليه، وكان الحسين يستشهد بهم وهو يقاتل بكربلاء على فضله وحقه، ويقول: " سلوا جابر بن عبد الله وأبا سعيد الخدري وأنس بن مالك، وسهل بن سعيد، وزيد بن أرقم وأمثالهم. ولم ينكر عليهم قعودهم عن نصره ولا تعرض لذلك، لعلمه أنه عن اجتهاد منهم كما كان فعلة عن اجتهاد منه. وكذلك لا يذهب بك الغلط أن تقول بتصويب قتله لما كان عن اجتهاد وإن كان هو على اجتهاد، ويكون ذلك كما يحد الشافعي والمالكي الحنفي على شرب النبيذ. واعلم أن الأمر ليس كذلك وقتاله لم يكن عن اجتهاد هؤلاء وإن كان خلافه عن اجتهادهم، وإنما انفرد بقتاله يزيد وأصحابه. ولا تقولن إن يزيد وإن كان فاسقاً ولم يجز هؤلاء الخروج عليه فأفعاله عندهم صحيحة. واعلم أنه إنما ينفذ من أعمال الفاسق ما كان مشروعاً. وقتال البغاة عندهم من شرطه أن يكون مع الإمام العادل، وهو مفقود في مسألتنا، فلا يجوز قتال الحسين مع يزيد ولا ليزيد، بل هي من فعلاته المؤكدة لفسقه، والحسين فيها شهيد مثاب، وهو على حق واجتهاد، والصحابة الذين كانوا مع يزيد على حق أيضاً واجتهاد(1).
المهم انني اتسائل هل هذه السيرة وهي حمل اقوال جميع الصحابة على الصدق وافعالهم على الصحة موجودة في سيرة الصحابة انفسهم - السلف الصالح - ام كانت سيرة السلف هي الاخذ بقول الثقة فقط دون من سواه؟
ولكلامنا شواهد كثيرة يطول ذكرها وهذه كتب التاريخ بين ايدينا فمن يراجع يجد تكذيب بعضهم لبعض وحمل افعال بعضهم على اسوأ المقاصد. وللتمثيل فقط نذكر موردين والا فالموارد اكثر من ان تذكر:
1- عبد الله بن الزبير يحمل رجوع اباه من المعركة على الجبن فيذكر المسعودي في مروج الذهب باب خلافة امير المؤمنين علي بن ابي طالب فصل معركة الجمل يقول: فقال ابنه عبد الله: أين تذهب وتَدَعُنَا؟ فقال: يا بني أذْكَرَنِي أبو الحسن بأمر كنت قد أنسيته. فقال: لا والله، ولكنك فررت من سيوف بني عبد المطلب، فإنها طوال حِدَاد، تحملها فتية أنجاد، قال: لا والله، ولكني ذكرت ما أنسانيه الدهر، فاخترت العار على النار، أبا لجبن تعيرني(2).
2- مالك الاشتر يحذر امير المؤمنين من ارسال جرير الى معاوية:
ووجَّه بجرير بن عبد الله إلى معاوية وقد كان الأشتر حَذره من ذلك، وخوفه من جرير، وقد كان جرير قال لعليّ: ابعثني إليه، فإنه لم يزل لي مستنصحاً وواداً، فاتيه وأدعوه إلى أن يسلم لك هذا الأمر، وأدعوا أهل الشام إلى طاعتك، فقال الأشتر: لا تبعثه ولا تصدقه، فوالله إني لأظن هواه هواهم ونيته نيتهم، فقال علي: دعه حتى ننظر ما يرجع به إلينا(3).
___________

(1) مقدمة ابن خلدون - مقتل الحسين بن علي.
(2) مروج الذهب باب خلافة امير المؤمنين علي بن ابي طالب - معركة الجمل.
(3) وقعة الجمل: ص25.

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=558
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28