بسم الله الرحمن الرحيم
اخرج عدة من علماء أهل السنة والجماعة في كتبهم المعتبرة حديث رسول الله مع زوجاته حينما قال لهن: (أيتكنّ تنبحها كلاب الحوأب), فعن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن ابي حازم قال: لما أقبلت عائشة مياه بني عامر ليلاً نبحت الكلاب قالت: أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب، قالت: ما أظنني الا راجعه، فقال بعض من كان معها: بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله عز وجل ذات بينهم، فقالت ان رسول الله (صلى الله عليم وسلم) قال لها ذات يوم: ( كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب )...(1) ورووا: لما كانوا بالحوأب نبح كلابه، فقالوا: اي ماء هذا؟ فقال دليلهم: هذا ماء حوأب، فصرخت عائشة بأعلى صوتها، وقالت: إنا لله وان اليه راجعون، إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول وعند نساؤه: ( ليت شعري، أيتكّن تنبحها كلاب الحوأب ), ثم ضربت عضد بعيرها فأناخته وقالت: ردوني، والله انا صاحبة ماء الحوأب، فأناخوا حولها يوماً وليلة، فقال لها عبد الله بن الزبير: إنه كذب، ولم يزل بها وهي تمتنع، فقال لها النجاء! المجاء! فقد أدرككم على بن ابي طالب. وهذا الحديث صحيح ورجاله ثقات, كما صححه الالباني(2) يقول الالباني ما نصه: ولا نشك أن خروج أم المؤمنين كان خطأ من أصله و لذلك همت بالرجوع حين علمت بتحقق نبؤة النبي (صلى الله عليه وسلم) عند الحوأب, و لكن الزبير رضي الله عنه أقنعها بترك الرجوع بقوله: “ عسى الله أن يصلح بك بين الناس “ ولا نشك أنه كان مخطئا في ذلك أيضا. و العقل يقطع بأنه لا مناص من القول بتخطئة إحدى الطائفتين المتقاتلتين اللتين وقع فيهما مئات القتلى و لا شك أن عائشة رضي الله عنها المخطئة لأسباب كثيرة و أدلة واضحة, و منها ندمها على خروجها, و ذلك هو اللائق بفضلها و كمالها. انتهى
فهنا يثب الالباني صحة حديث الحوأب وما تنبأ به رسول الله (صلى الله عليه واله ) لكن يحق لنا ان نتساءل بعد هذه الاعترافات ونقول بذمة من أريقت هذه الدماء؟؟ ولأجل من؟؟ وهل فعلاً كان قتل هؤلاء جميعاً على خطأ ام كان عن عمد؟؟ وأين هم من كلام الله من هذه الآية: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}.
___________
(1) أخرجه أحمد: ( 6 / 52 ، 97 ) وابن حبان: ( 1831- موارد ) وابن عدي في (الكامل): ( 4/320 ) والحاكم: ( 3/120 ) وغيرهم.
(2) السلسلة الصحيحة: المجلد الاول رقم الحديث 474. |