• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : إشكالاتنا التاريخية على فرق المسلمين .
              • القسم الفرعي : في عهد الخلفاء .
                    • الموضوع : هل خرجت عائشة للاصلاح؟ .

هل خرجت عائشة للاصلاح؟

بسم الله الرحمن الرحيم


عائشة ام المؤمنين خرجت للاصلاح بين المسلمين هذا ما يقوله الوهابية فهل هو حق؟
فلنرجع الى كتب التاريخ لنرى:, فهذا المسعودي يرى انها تامرت مع طلحة والزبير وبعض عمال عثمان الذين سرقوا بيت المال وراحوا يجهزون جيش البصرة يقول: ودخل طلحة و الزبير مكة، وقد كانا استأذنا عليّاً في العمرة، فقال لهما، لعلكم تريدان البصرة أو الشام، فأقسما أنهما لا يقصدان غير مكة، وقد كانت عائشة رضي الله عنها بمكة، وقد كان عبد الله بن عامر عامل عثمان على البصرة هرب عنها حين أخذ البيعة لعلي بها على الناس حارثة بن قُدَامة السعدي، ومسير عثمان بن حُنَيْف الأنصاري أليها على خراجها من قبل علي رضي الله عنه! وانصرف عن اليمن عامل عثمان وهو يعلى بن منية، فأتى مكة وصادف بها عائشة وطلحة والزبير ومروان بن الحكم في آخرين من بني أمية، فكان ممن حَرضَ على الطلب بدم عثمان، وأعطى عائشة وطلحة والزبير أربعمائة ألف درهم، ودرعا وسلاحاً، وبعث إلى عائشة بالجمل المسمى عسكراً، وكان شراؤه عليه باليمن مائتي دينار، فأرادا الشام، فصدَهم ابن عامر، وقال: إن به معاوية، ولا ينقاد إليكم ولا يطيعكم، لكن هذه البصرة لي بها صنائع وعدد؛ فجهزهم بألف ألف درهم ومائة من الإِبل وغير ذلك.
فالمسعودي يرى تواطائهم على الخروج على امير المؤمنين (عليه السلام) فخروجها كان بدافع الخروج على الامام وليس الصلح.
ثم ان امير المؤمنين طالبهم بالصلح مرارا فأبوا الا الحرب فلم بقيت في جانبهم؟
يقول المسعودي: وراسَلَ القوم وناشدهم الله، فأبَوْا إلا قِتَاله.
وقال ايضا في موضع اخر: وبعث إليهم من يناشدهم الله في الدماء، وقال: عَلامَ تقاتلونني؟ فأبوا إلا الحرب، فبعث إليهم رجلاً من أصحابه يُقال له مسلم معه مصحف يدعوهم إلى الله، فرموه بسهم فقتلوه، فحمل إلى علي.
ثم انها صرحت بان خروجها لم يكن للصلح قال المسعودي: ثم قام عمار بن ياسر بين الصفين فقال: أيها الناس، ما أنصفتم نبيكم حين كففتم عقائلكم في الخدور وأبرزتم عقليته للسيوف، وعائشة على جَمَل في هَوْدج من دفوف الخشب قد ألبسوه المسوح وجلود البقر، وجعلوا دونه اللبود، وقد غشي على ذلك بالدروع، فدنا عمار من موضعها، فنادى: إلى ماذا تدعين؟ قالت: إلى الطلب بدم عثمان، فقال: قَاتَلَ الله في هذا اليوم الباغي والطالب بغير الحق، ثم قال: أيها الناس، إنكم لتعلمون أينا الدم إلى في قتل عثمان. ثم أنشأ يقول وقد رَشَقُوه بالنبل:
فمنك البكاء، ومنك العويل ... ومنك الرياح، ومنك المَطَر
وأنت أمَرْتَ بقتل الإمام .....  وقاتُله عندنا مَنْ أمر
وخلفت ماسي في الامة لقتلها الكثير منهم وخرجت امرأة من عبد القيس تطوف في القتلى، فوجدت ابنين لها قد قتلا، وقد كان قُتِلَ زوجها وأخوان لها فيمن قتل قبل مجيء علي البصرة، فأنشأت تقول:
شهدت الحروب فشيبنني ... فلم أر يوما ًكيوم الجمل
أضر على مؤمن فتنةً ... وأقتله لشجاع بطل
فليت الظعينة في بيتها ... وليتك عسكر لم ترتحل
وقد ذكر المدائني أنه رأى بالبصرة رجلاً مصطلم الأذن، فسأله عن قصته، فذكر أنه خرج يوم الجمل ينظر إلى القتلى، فنظر إلى رجل منهم يخفض رأسه ويرفعه وهو يقول:
لقد أوردَتْنَا حومَةَ الموتِ امُنَا ... فلم تنصرف إلا ونحن رِوَاء
أطعنا بني تَيْمٍ لشقوة جدنا ... وما تيم إلا أعبدٌ وإماء
فقلت: سبحان الله! أتقول هذا عند الموت؟ قل لا إلهَ إلا الله، فقال: يا ابن اللَّخْنَاء، إياي تأمر بالجزع عند الموت؟ فولَّيْتُ عنه متعجباً منه، فصاح بي ادْنُ منى ولقني الشهادة، فصرت إليه، فلما قربت منه استدناني، ثم التقم أذني فذهب بها، فجعلت ألعنه وأدعو عليه، فقال: إذا صرت إلى أمك فقالت مَنْ فعل هذا بك؟ فقل عمير بن الأهلب الضبي مخدوع المرأة التي أرادت أن تكون أمير المؤمنين. وقال المسعودي: وقد قدمنا فيما سلف من هذا الكتاب أن الذي قتل من أصحاب علي في ذلك اليوم خمسة الاف نفس ومن أصحاب الجمل وغيرهم من أهل البصرة وغيرهم ثلاثة عشر ألفاً، وقيل غير ذلك(1).

___________

(1) مروج الذهب للمسعودي فصل خلافة امير المؤمنين علي بن ابي طالب - تدبير الخروج على علي -.

 

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=552
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12