بسم الله الرحمن الرحيم
إن التبرّك بالصالحين وآثارهم لا يعني إثبات شريك لله (جل وعلا)، بل إنما يتبرك به ويتوسل به وبآثاره إلى الله ويدعو الله أن يقضي حاجته بواسطة هذا النبي أو العبد الصالح او أثره.
لكن القوم مع نقلهم لأسلافهم وبعض علماءهم بأنهم كانوا يتبركون بآثار الصالحين والأنبياء، يتهمّون الشيعة بأنهم يشركون بالله.
فلو راجعت كتاب (المنتقى - شرح الموطأ - باب جامع الحج) الذي ينقل تبرك عبد الله بن عمر بشجرة لوجدت وضوح بطلان اتهام السنة لشيعة أهل البيت (عليهم السلام) ورميهم بالشرك، وإليك نص الحديث:
844 - و حَدَّثَنِي عَنْ مَالِك عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدِّيلِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ عَدَلَ إِلَيَّ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ وَأَنَا نَازِلٌ تَحْتَ سَرْحَةٍ بِطَرِيقِ مَكَّةَ فَقَالَ مَا أَنْزَلَكَ تَحْتَ هَذِهِ السَّرْحَةِ فَقُلْتُ أَرَدْتُ ظِلَّهَا فَقَالَ هَلْ غَيْرُ ذَلِكَ فَقُلْتُ لَا مَا أَنْزَلَنِي إِلَّا ذَلِكَ فَقَالَ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ قَالَ رَسُولُ الله (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): إِذَا كُنْتَ بَيْنَ الْأَخْشَبَيْنِ مِنْ مِنًى وَنَفَخَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ فَإِنَّ هُنَاكَ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ السِّرَرُ بِهِ شَجَرَةٌ سُرَّ تَحْتَهَا سَبْعُونَ نَبِيًّا
844 - ( ش ): قَوْلُهُ غَدَا إلَيَّ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ وَأَنَا نَازِلٌ تَحْتَ سَرْحَةٍ بِطَرِيقِ مَكَّةَ السَّرْحَةُ الشَّجَرَةُ الْعَظِيمَةُ وَإِنَّمَا عَدَلَ إِلَيْهِ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ لَمَّا كَانَ عِنْدَهُ مِنْ الْعِلْمِ لِيَخْتَبِرَ إِنْ كَانَ ذَلِكَ أَنْزَلَهُ أَوْ أَنْزَلَهُ الظِّلُّ فَيُعْلِمُهُ بِمَا عِنْدَهُ فِي ذَلِكَ اغْتِنَامًا لِلْأَجْرِ وَحِرْصاً عَلَى تَعْلِيمِ الْعِلْمِ وَلَعَلَّ ابْنَ عُمَرَ قَدْ قَصَدَ مَعَ ذَلِكَ التَّبَرُّكَ بِالْوُصُولِ إلَيْهَا وَذِكْرَ اللهِ عِنْدَهَا لَمَّا كَانَ عِنْدَهُ مِنْ عِلْمِ فَضْلِهَا إِنْ كَانَتْ السَّرْحَةُ مُعَيَّنَةً عِنْدَهُ أَوْ لِظَنِّهِ أَنَّهَا تِلْكَ لِعَدَمِ مِثْلِهَا فِي تِلْكَ الْجِهَةِ أَوْ لَعَلَّهُ رَجَا أَنْ يَكُونَ عِنْدَ عِمْرَانَ الْأَنْصَارِيِّ عِلْمٌ بِعَيْنِهَا وَالله أَعْلَمُ.
فهل ثمة اختلاف بين تبرك عبد الله بن عمر وبين تبرك الشيعة ومحبي أهل البيت (عليهم السلام)؟! بل إنها باء تجر هناك ولا عمل لها هنا.
|