بسم الله الرحمن الرحيم
يحاول علماء السنة العمل على التقليل من شأن علي (عليه السلام) ومقامه وطمس كل ما ذكر من كرامات ومقامات وأحاديث واردة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بحقه، هذا من جهة، ومن جهة أخرى محاولة إثبات بعض الكرامات والمقامات لمن غصب الخلافة عنهم مثل أبي بكر وعمر وعثمان.
فترى ابن تيمية يقول: وعلي (رضي الله عنه) قد خفى عليه من سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أضعاف ذلك ومنها ما مات ولم يعرفه.
ثم يقال عمر رضي الله عنه قد بلغ من علمه وعدله ورحمته بالذرية أنه كان لا يفرض للصغير حتى يفطم، ويقول يكفيه اللبن فسمع امرأة تكره ابنها على الفطام ليفرض له. فأصبح فنادى في الناس: أن أمير المؤمنين يفرض للفطيم والرضيع وتضرر الرضيع كان بإكراه أمه لا بفعله هو لكن رأى يفرض للرضعاء ليمتنع الناس عن إيذائهم فهذا إحسانه إلى ذرية المسلمين(1).
قلت : لاحظوا المقارنة فبعد رميه للإمام بالجهل يلمز الإمام ويلمح لتفوق عمر عليه في مقارنة واضحة الهدف وهي انتقاص أمير المؤمنين (عليه السلام) فقد عقب بعدها بقوله: (ثم يقال عمر رضي الله عنه قد بلغ من علمه وعدله ورحمته بالذرية).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) منهاج السنة: ج 6، ص 43. |