بسم الله الرحمن الرحيم
وجاء في التوراة الرائجة، في الإصحاح السابع والعشرين من سفر التكوين [ما حاصله]: إنّ إسحاق لمّا شاخ وذهب بصره قال لابنه عيسو: أخرج وتصيّد صيداً، واصنع لي أطعمة كما أحبّ لكي آكل، حتى تباركك نفسي; فذهب عيسو إلى الصيد.
وكانت رفقة أمّ عيسو ويعقوب سمعت كلام إسحاق مع عيسو، وكانت تحب يعقوب، فأرادت أن تسرق ليعقوب بركة الله من إسحاق، فقالت ليعقوب: خذ من الغنم جديين من المعزى فاصنعهما أطعمة لأبيك كما يحب، لكي يباركك; فقال يعقوب: كيف ينخدع أبي وعيسو رجل أشعر وأنا أملس؟! فأخذت رفقة ثياب عيسو وألبستها ليعقوب، وألبست يديه وملاسة عنقه من جلود الجديين، وأعطته الأطعمة، فدخل يعقوب إلى أبيه وقال: أنا عيسو، بكرك! قد فعلت كما كلّمتني! كُل من صيدي! فتقدّم يعقوب لإسحاق، وجسّه إسحاق، فقال: الصوت صوت يعقوب، ولكن اليدين يدا عيسو! وقال له: هل أنت ابني عيسو؟! فقال يعقوب: أنا هو! فقدّم له الطعام فأكل، وأحضر له خمراً فشرب، وباركه ببركة الله، وأعطاه الرئاسة والسيادة. فقل: كم كذبة تدوّي في هذا الكلام بالخديعة والغشّ!! ويا للعجب أن بركة الله كيف تؤخذ من نبيّ الله بهذا الكذب والخداع! يأخذها بذلك من يكون بهذه البركة نبيّ الله وإسرائيل الله، عجباً عجباً للرشد والعقول!!
|