بسم الله الرحمن الرحيم
قد عرفنا مذهب الشيخ ابن تيمية في التوحيد وما التزم به من تشبيه فهل التزم اتباعه المعاصرون بذلك؟
1- الدرر السنية في الأجوبة النجدية، مجموعة رسائل ومسائل علماء نجد الأعلام من عصر الشيخ محمد بن عبد الوهاب الى عصرنا هذا، ج3، كتاب الأسماء والصفات، ص260 جمع عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي الحنبلي المتوفى 1392هـ: السؤال هذا (وسُئل الشيخ فلان عن قوله (خلق الله آدم بيده على صورته) هل الكناية في قوله (على صورته) راجعة الى آدم؟ فأجاب: هذا الحديث المسئول ثابت وصحيح ولقد نص الإمام أحمد على صحة الحديث وإبطال هذه التأويلات واللفظ الذي فيه على صورة الرحمن رواه الدارقطني والطبراني عن النبي عن ابن أبي عاصم عن أبي هريرة قال: من قاتل فلجتنب الوجه فأن صورة وجه الإنسان على صورة وجه .
2- مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، التوحيد وما يلحق به، ج6، ص353تأليف ابن باز وهو من أعلامهم المعاصرين، جمع وترتيب وإشراف الدكتور محمد بن سعد الشويعر، دار أصداء المجتمع (السؤال الرابع: أن الله خلق آدم على صورته هل معنى ذلك أن جميع ما لآدم من صفات تكون لله؟ الجواب: هذا ثبت عن رسول الله، وجاء في رواية أحمد وجماعة من أهل الحديث على صورة الرحمن فالضمير في الحديث الأول يعود الى الله ولا يلزم من ذلك أن تكون صورته سبحانه مثل صورة الآدمي كما أنه لا يلزم إثبات الوجه لله سبحانه واليد والأصابع والقدم والرضا والغضب وغير ذلك أن تكون مثل صفات بني آدم>
3- وهذا المعنى أشار إليه ابن باز في (مجموعة فتاوى ومقالات متنوعة، ج25، ص127 يقول: (ما صحة حديث أن الله خلق آدم على صورته، يقول: الجواب هذا هو الصحيح يعني أن الله خلق آدم على صورته سميعاً بصيراً متكلماً له يد وله قدم وليس مثل ابن آدم تعالى الله عن الشبيه والنظير).
4- ومن أولئك الذين صرحوا بتلك الحقيقة ما ورد في (فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، ج3، ص505 جمع وترتيب أحمد بن عبد الرزاق الدويش، ج3، دار المؤيد السائل يقول أن هناك فتوى عن أبي هريرة أنه قال خلق الله آدم على صورته فهل هذا الحديث صحيح، يقول: (نص الحديث كذا ... وله معنيان) يأتي الى المعنى الثاني وهو القول الذي يختاره (الثاني أن الضمير في قوله على صورته يعود على الله بدليل ما جاء في رواية أخرى صحيحة على صورة الرحمن، وهو ظاهر السياق ولا يلزم على ذلك التشبيه فإن الله سمى نفسه بأسماء سمى بها خلقه ووصف نفسه بصفات ووصف بها خلقه ولم يلزم من ذلك التشبيه وكذا الصورة ولا يلزم من اتيانها لله تشبيهه بخلقه لأن الاشتراك بالاسم وفي المعنى الكلي (ليس كمثله شيء).
5- ومن أولئك الذين صرحوا كما أشرنا قبل قليل، هذه رسالة مفصلة وردت في رسائل في العقيدة كما أشرنا إليه للأنصاري الذي هو محدث المدينة النبوية، توجد رسالة الأخوة أهل العلم من يريد المراجعة تبدأ الرسالة من (ص169) وتنتهي في (ص180) وهنا يوجد تصريح جيد، يقول: (وحفاظاً على السنة النبوية والعقيدة السلفية من التلاعب بهما) ثم ينقل رواية فأن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن، ثم يأتي في (ص180) من الكتاب يقول: (والحق الذي عليه أهل السنة ومن تبعهم ... فيقولون أن لله وجهاً وعينين ويدين وقدمين وأصابع
كذلك له صورة وعلم وسمع وبصر وغير ذلك وهذا الذي نعتقده وندين به حتى نلقاه الله إن شاء الله).
6- وهناك موارد أخرى أشير لها منها (شرح الأربعين النووية، ص45 و 46) للعثيمين وهو من علمائهم الكبار، دار الثريا للنشر، الطبعة الثالثة سنة 1425هـ، يقول: (مسائل الأسماء والصفات التي حصل فيها خلاف معنى حديث أن الله خلق آدم ... فحرفه قوم تحريفاً مشيناً قالوا لأنك لو قلت أنها صورة الرب عز وجل لمثلت الله بخلقه لأن صورة الشيء مطابقة له وهذا تمثيل وجوابنا على هذا أن نقول لو أعطيت النصوص حقها لقلت خلق الله آدم على صورة الله لكن ليس كمثل الله شيء).
7- ومن الموارد الأساسية المهمة في هذا المجال أيضاً ما ورد في (تعليقات الفتوى الحموية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية) حمد بن عبد المحسن التويجري (ص404) (والرأي الراجح والله أعلم أن الضمير يعود الى الله وهذا ما ذهب إليه الأئمة
8- فتح الباري بشرح صحيح البخاري، هذا الذي أشرنا إليه (ج16، ص392) وهي بتحقيق إذن أتصور كلمات واضحة التي تشير الى هذه الحقيقة.
ولهذا نجدهم فرعوا على ذلك جواز رؤيه الله اما في هذه الدنيا او في الاخرة وقبلوا هذه الروايات:
1- الرواية الأولى وردت في (صحيح البخاري، ج5، ص256، رقم الحديث 7437) الطبعة الحديثة التي هي طبعة الرسالة العالمية بتحقيق شعيب الأرنؤوط وعادل مرشد، الرواية (عن أبي هريرة أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة، فقال رسول الله: هل تضارون في القمر ليلة البدر، قالوا: لا قالوا: لا يا رسول الله، قال: فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب، قالوا: لا يا رسول الله، قال: فأنكم ترونه كذلك يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول فإذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه)
2- الرواية الثانية وردت في (صحيح مسلم، ص193) دار الخير، تحقيق مسلم بن محمود عثمان السلفي الاثري، باب معرفة طريق الرؤية، كتاب الإيمان، ص193، ج1، رقم الحديث 299، (أن أبا هريرة أخبره أن الناس قالوا لرسول الله يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ... ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول أنا ربك فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه فيأتيه الله تعالى في صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا) وانظروا كلام اهل البيت المنزهون لله حقاً: (كلما ميزتموه بأوهامكم فهو مخلوق مصنوع مردود إليكم).
هذه الروايات الواردة في أصح كتابين عندهم.
|