بسم الله الرحمن الرحيم

في مسألة التجسيم والتشبيه يختلف العلماء وتختلف المذاهب في ذلك فيقول البعض بالتجسيم وينفيه الآخر عن الله جل وعلا. وعندما يأتي ابن القيم الجوزية في الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة (1) وبعد أن ينقل نظرية القائلين بالتجسيم والنفاة له، يقول: حتى لو سلمنا وقبلنا ان التزامنا بهذه الصفات على ظاهرها يؤدي الى الجسمية والتشبيه والتمثيل، فلو كان خصومكم ـ كما زعمتم وحاشاهم ـ كانوا مشبهة ممثلة مجسمة، لكانوا أقل تنقصا لرب العالمين وكتابه وأسمائه وصفاته منكم بكثير كثير لو كان قولهم يقتضي التنقص. إذن هذا رأي ابن القيم وهذا معتقده، فهو بدفاعه هذا عن القائلين بالتجسيم فهو على رأيهم ومعتقدهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة (1) ج1 ص263 تصنيف ابن القيم الجوزية حققه وخرج أحاديثه وعلّق عليه الدكتور علي بن محمد الدخيل الله.