بسم الله الرحمن الرحيم
إن من العلماء عند أهل السنة القائلين بالتجسيم هو ابن عثيمين. فهو يصرح بذلك الرأي فيقول في كتابه (شرح العقيدة الواسطية): (قوله: استوى على العرش، قوله استوى بمعنى علا، والدليل على ذلك كلمة (على)، لأن (على) لا تستعمل في استوى إلا في إثبات العلو المادي، وهو ذلك السقف المحيط بالمخلوقات، ولا نعلم مادة هذا العرش وأصل العرش في اللغة السرير الذي يختص به الملك، ومعلوم أن السرير الذي يختص به الملك سيكون سريراً عظيماً ضخماً لا مثيل له. فإن سألت ما معنى الاستواء عندهم فمعناه العلو والاستقرار. وفي (ص320) من الكتاب يقول: (فعندنا في هذا جواب آخر، أن نقول: أن العلو نوعان: علو حسي كاستوائنا على السرير. وعلو معنوي بمعنى السيطرة والغلبة. أما قولكم: إنه يلزم من تفسير الاستواء بالعلو الجسم. فجوابه: كل شيء يلزم من كتاب الله وسنة رسوله فهو حق ويجب علينا أن نلتزم به ... فإذا ثبت أنه لازم فليكن ولا حرج علينا إذا قلنا به إن أردتم بالجسم الذي قلتم يمتنع أن يكون الله جسماً الجسم المركب من العظام واللحم والدم وما أشبه ذلك، فهذا ممتنع على الله. إلى أن يأتي العلامة العثيمين في (ص389) يقول: (وأما أدلة نفاة الرؤية العقلية - هذه العقلية ليست وصف الرؤية بل وصف للأدلة، يعني الأدلة العقلية لنفاة الرؤية - فقالوا لو كان الله يرى لزم أن يكون جسماً والجسم ممتنع على الله لأنه يلزم التشبيه والتمثيل؟
والرد عليهم: إنه إن كان يلزم من رؤية الله أن يكون جسماً فليكن ذلك. لكننا نعلم علم اليقين أنه لا يماثل أجسام المخلوقين. ثم يقول في (ص321) من الكتاب، يقول: (إن أردتم بأنه ليس لله ذات تتصف بالصفات اللازمة واللائقة بها فقولكم باطل. وإن أردتم بالجسم الذي قلتم يمتنع أن يكون الله جسماً الجسم المركب من العظام واللحم والدم وما أشبه ذلك فهذا ممتنع على الله).
إذن هو جسم لا كاجسام المخلوقين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) شرح العقيدة الواسطية، للشيخ محمد بن صالح العثيمين: ص317، دار الثريا للنشر.
|