بسم الله الرحمن الرحيم
إن المقولة المشهورة أو المثل القائل (حدّث العاقل بما لا يليق فإن لاق له (أو صدق به) فلا عقل له) تنطبق على هذه الأحاديث الآتية التي يذكرها البخاري في صحيحه (المزعوم). يأتي بأحاديث لا يمكن أن يصدقها العقل فضلاً عن العاقل، حيث يذكر أن النبي يصلي من غير وضوء. فهو صاحب الرسالة والمبلغ لرسالة رب العالمين والمؤمّن عليها من قبله سبحانه وتعالى، حيث اصطفاه واختاره من بين كل البشر ليكون الرسول والحامل للشريعة الإسلامية إلى الأمة، فهل يعقل أن يكون أول المخالفين للتعاليم الإسلامية؟ وإليك ما جاء في صحيح البخاري من أحاديث تظهر مخالفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للشريعة الإسلامية التي جاء بها هو ليبلغها إلى الأمة وليكون هو القدوة والأسوة الحسنة لهم.قال تعالى: (ولكم في رسول الله أسوة حسنة) فأين هؤلاء القوم من هذه الآية الكريمة؟ وكيف يفسّرونها مع إيمانهم بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلي من غير وضوء؟!!! يذكر البخاري في صحيحه (1) - الوضوء - التخفيف في الوضوء -: حدثنا: علي بن عبد الله قال: حدثنا سفيان، عن عمرو قال: أخبرني: كريب، عن إبن عباس أن النبي (ص) نام حتى نفخ ثم صلى وربما قال: إضطجع حتى نفخ ثم قام فصلى ثم، حدثنا به سفيان مرة بعد مرة، عن عمرو، عن كريب، عن إبن عباس، قال: بت عند خالتي ميمونة ليلة فقام النبي (ص) من الليل فلما كان في بعض الليل قام النبي (ص) فتوضأ من شن معلق وضوءاً خفيفاً يخففه عمرو ويقلله وقام يصلي فتوضأت نحواً مما توضأ ثم جئت فقمت، عن يساره وربما قال سفيان: عن شماله فحولني فجعلني، عن يمينه ثم صلى ما شاء الله، ثم إضطجع فنام حتى نفخ ثم أتاه المنادي فآذنه بالصلاة فقام معه إلى الصلاة فصلى ولم يتوضأ ، قلنا لعمرو: إن ناساً يقولون: أن رسول الله (ص) تنام عينه ولا ينام قلبه قال عمرو: سمعت عبيد بن عمير يقول: رؤيا الأنبياء وحي ثم قرأ إني أرى في المنام أني أذبحك. وفي صحيح البخاري(2) - الأذان - إذا قام الرجل عن يسار الإمام فحوله الإمام إلى يمينه -: حدثنا أحمد قال: حدثنا: إبن وهب قال: حدثنا: عمرو، عن عبد ربه بن سعيد، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب مولى إبن عباس، عن إبن عباس (ر) قال: نمت عند ميمونة والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عندها تلك الليلة فتوضأ ثم قام يصلي فقمت على يساره فأخذني فجعلني، عن يمينه فصلى ثلاث عشرة ركعة ثم نام حتى نفخ وكان إذا نام نفخ ثم أتاه المؤذن فخرج فصلى ولم يتوضأ، قال: عمرو: فحدثت به بكيراً فقال: حدثني: كريب بذلك. فما معنى نفخ؟النَّفْخ: معروف، نَفَخ فيه فانْتَفَخ. ابن سيده: نَفَخ بفمه يَنْفُخ نَفْخاً إِذا أَخرج منه الريح يكون ذلك في الاستراحة والمعالجة ونحوهما. ونَفخ بها: ضَرَط؛ قال أَبو حنيفة: النفْخة الرائحة الخفيفة اليسيرة، والنفخة: الرائحة الكثيرة؛ قال ابن سيده: ولم أَر أَحداً وصف الرائحة بالكثرة ولا القلة غير أَبي حنيفة. قال: وقال أَبو عمرو بن العلاء دخلت محراباً من محاريب الجاهلية فنَفَخ المسكُ في وجهي. هذا في لسان العرب.
اما في القاموس المحيط: نَفَخَ بفَمِه: أخْرَجَ منه الرِّيح، كَنَفَّخَ، وبها: ضَرَطَ. هذا هو البخاري وهذا هو صحيحه الذي يحتج به السنة وبأحاديثه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) صحيح البخاري: رقم الحديث: (135).
(2) صحيح البخاري: رقم الحديث: (657).
|