بسم الله الرحمن الرحيم
لو سأل سائل عن أدلتنا على عصمة الأنبياء (عليهم السلام)، فإن الأدلة على عصمتهم كثيرة. وإليك هذين الدليلين على عصمتهم: الدليل الاول: ان الله سبحانه وتعالى قد اثبت العصمة للملائكة فقال: (عليها ملائكة شداد غلاظ لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون) والانبياء خير من الملائكة باتفاق اهل الملة. فيجب ان يكونوا معصومين. الدليل الثاني: وهو ما يعرف بدليل التضاد: لا شك ان المكلفين يجب عليهم اتباع النبي وهذا ما يدل عليه العقل الصريح ويرشد اليه الوحي هذا من جانب. ومن جانب اخر ان العقل والشرع متفقان على حرمة اطاعة احد في معصية الله تعالى فاذا امر النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بفعل او نهى عنه ولم يكن معصوماً من المعصية فيحتمل انه امر بما هو محرم واقعاً. وعلى هذا يلزم التكليف بالمتقابلين والجمع بينهما في امر واحد مستحيل. وبعبارة اوضح : ان النبي لو لم يكن معصوماً لجاز ان يعصي وهنا لو فعل فعلاً مخالفاً للواقع ونحن لا نعلم انه مخالف فحينئذ يتوجب علينا اتباعه لاننا مأمورون باتباعه ويحرم علينا اتباعه لانه محرّم فيلزم التكليف بالمتقابلين وهما الوجوب والحرمة وهذا محال لانه تكليف بما لا يطاق.
|