بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرة هي الادلة من الكتاب والسنة على وجوب الانقياد والطاعة للنبي (صلى الله عليه واله وسلم) طاعة مطلقة غير مقيدة كقوله تعالى: (ومن يطع الله ورسوله فاولائك مع الذين انعم الله عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولائك رفيقاً) وقوله تعالى: (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم قل اطيعوا الله والرسول فان تولوا فان الله لا يحب الكافرين) وقوله تعالى: (من يطع الرسول فقد اطاع الله) وقال: (من يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فاولائك هم الفائزون).
فاذن اوامر صريحة بوجوب طاعة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) طاعة مطلقة لا مقيدة كما لو قلت لاحدهم عليك باطاعة زيد في الفعل الكذائي او في الوقت الكذائي كاطاعة الوالدين فانها مقيدة بما اذا امروك بالكفر والعصيان لله تعالى.
ومن وجبت طاعته طاعة مطلقة بلا قيد ولا شرط وجب ان يكون معصوماً من العصيان ومصوناً من الخطا والزلل وبعبارة اوضح:ان دعوة النبي تتحقق بامرين:
1- القول.
2- العمل.
وعند ذلك فلو كان كل ما يدعو اليه النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بقوله وعمله صادقاً ومطابقاً للواقع غير مخالف قيد شعرة لصح الامر بالاقتداء به وان طاعته هي طاعة الله سبحانه كما قال [من اطاع الرسول فقد اطاع الله) واما لو كان بعض ما يدعو به باللفظ او بالعمل على خلاف الواقع وعلى خلاف ما يرضى به سبحانه فيجب حينئذ تقييد الدعوة الى طاعته بقيد يخرج هذة الصورة فالحكم بوجوب طاعته على الاطلاق بكشف عن ان اوامره وافعاله مطابقة للواقع.
فان النبي حجة الله سبحانه وتعالى على خلقه والخلق ايضاً ان انقادوا لهذا الامام وامتثلوا اوامره وطبقوا احكامه واخذوا بهديه وسيرته سوف يحتجون على الله سبحانه وتعالى بهذا النبي (صلى الله عليه واله وسلم) اذن النبي حجة الله سبحانه على خلقه وحجة للخلائق اذا كانوا مطيعين له ولهذا صار قول النبي وفعله وتقريره حجة والا ماهو سبب حجية السنة؟
فجميع افعال النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وحركاته وحالاته يجب ان تكون بحيث لو ان احداً اقتدى به في تلك الحالات او الاقوال يمكنه ان يحتج عند الله تعالى عندما يسال لماذا فعلت هذا؟
|