• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين .
              • القسم الفرعي : في عصمة النبي محمد (ص) .
                    • الموضوع : ابن باز يقول: إن تدخل الشيطان في الوحي أمر ثابت فاين العصمة في التبليغ؟ .

ابن باز يقول: إن تدخل الشيطان في الوحي أمر ثابت فاين العصمة في التبليغ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

العصمة في اخذ الشريعة وتبليغها الى الناس هي كذلك من المسائل التي وقع الكلام فيها بين فرق المسلمين.
فعقيدتنا أنه لا خلاف ايضاً في عصمة الانبياء في تلقي الوحي وابلاغه الى الناس. فالنبي لا يخطأ في تلقيه فيما يتلقاه من الاحكام والمعارف الالهية ولا يكذب عمداً او سهواً في ابلاغ ذلك ولا يعرضه سهو ولا نسيان في ذلك وانما نسب الى الباقلاني تجويز الخطأ في تبليغ الشريعة سهواً زعماً منه ان المعجزة تدل على صدقه فيما قصد تبليغه لا مطلقاً وقال بعضهم: ان الباقلاني لا ينكر العصمة في التبليغ ولكنه يقول: إن دليلهم لا يثبت العصمه في التبليغ مطلقاً بل ان الدليل هو الاجماع والنصوص لا المعجزة. ولكنا نجد ان من المتاخرين من جوز الخطأ والسهو على النبي في تلقي الوحي وتبليغه واجازوا تدخل الشيطان في الوحي منهم ابن باز فيذكر في موقعه الاليكتروني في قسم الفتاوي العقائدية قال: (القاء الشيطان في قرائته لى الله عليه وسلم) في ايلت النجم وهي قوله افرايت اللات والعزى شئ ثابت بنص الاية في سورة الحج وهي قوله سبحانه (وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم اياته والله عليم حكيم) فقوله سبحانه (الا اذا تمنى) اي يتلى وقوله (القى الشيطان في امنيته) اي في تلاوته. فان قيل ان كثير من علماءهم قد انكر الحديث؟ قلنا الحديث صحيح عندهم بشهادة كبار علمائهم مثل:
1- ابن حجر العسقلاني في فتح الباري بشرح صحيح البخاري(1) ج8 ص561 حققه الشيخ ابن باز فيقول بعد كلام طويل يحمل به على ابي بكر ابن الوبي والقاضي عياض بسبب تضعيفهم الحديث [وجميع ذلك لا يتمشى على القواعد، فإن الطرق إذا كثرت وتباينت مخارجها دل ذلك على أن لها أصلا، وقد ذكرت أن ثلاثة أسانيد منها على شرط الصحيح وهي مراسيل يحتج بمثلها من يحتج بالمرسل وكذا من لا يحتج به لاعتضاد بعضها ببعض، وإذا تقرر ذلك تعين تأويل ما وقع فيها مما يستنكر وهو قوله: "ألقى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى" فإن ذلك لا يجوز حمله على ظاهره لأنه يستحيل عليه (صلى الله عليه وسلم) أن يزيد في القرآن عمدا ما ليس منه، وكذا سهوا إذا كان مغايرا لما جاء به من التوحيد لمكان عصمته - وقد سلك العلماء في ذلك مسالك. ثم يذكر وجوها لتوجيه الحديث.
2- سليمان بن عبد الله بن عبد الله بن عبد الوهاب – وهو حفيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب – في شرح كتاب جده التوحيد(2): [وهي قصة مشهورة صحيحة رويت عن ابن عباس بطرق بعضها صحيح ورويت عن جماعة من التابعين باسانيد صحيحة منهم عروة وسعيد ابن جبير وابو العالية وابو بكر بن عبد الرحمن وعكرمة والضحاك وقتادة ومحمد بن كعب القرضي ومحمد بن قيس والسدي وغيرهم]. وليس ابن باز الوحيد القائل بهذا القول الخطير بل هناك العديد من علمائهم منهم:
ورد في تفسير الطبري(3) في تفسير (وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا انا تمنى فالقى الشيطان في امنيته) قال :[قيل ان السبب الذي من اجله نزلت هذه الاية على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ان الشيطان كان قد القى لسانه في بعض مما يتلوه مما انزل الله عليه من القران ما لم ينزله الله عليه فاشتد ذلك على رسول الله واغتم فسلاه الله مما به من ذلك بهذه الايات.
ويقول السيوطي عن كلام ابن جرير الطبري: (واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم وابن مردويه بسند صحيح عن سعيد بن جبير قال قرأ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمكة والنجم فلما بلغ هذا الموضع افرايتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى القى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى). ويقول الالوسي في تفسير روح المعاني(4): [وذهب الى صحة القصة ايضا خاتمة المتاخرين الشيخ ابراهيم الكوراني ثم المدني وذكر بعد كلام طويل انه تحصل من ذلك ان الحديث اخرجه غير واحد من اهل الصحة وانه رواه بسند سليم متصل عن ابن عباس وبثلاث اسانيد صحيحة عن ثلاثة من التابعين من ائمة الاخذين عن الصحابة وهم سعيد بن جبير وابو بكر بن عبد الرحمن وابو العالية وغيرهم كثير ولولا خوف الاطالة لذكرت اخرين. اذا هناك العديد من علماء اهل الاسنة والجماعة ينفون عصمة النبي في التبليغ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) فتح الباري بشرح صحيح البخاري، لابن حجر العسقلاني: ج8 ص561 حققه الشيخ ابن باز

(2) شرح كتاب جده التوحيد بقوله بشان حديث الغرانيق في كتاب تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد: ص219.

(3) تفسير الطبري: ج17 ص186.

(4) تفسير روح المعاني، للآلوسي: ج10 ص264 دار الفكر بيروت.

 

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=341
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 02 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 05 / 9