بسم الله الرحمن الرحيم
لا خلاف في عصمة الانبياء (عليهم السلام) في الاعتقاد الديني فهم كانوا معصومين من الشرك والكفر بعد النبوة وقبلها لم يخالف فيه احد الا الازارقة فانهم يجيزون صدور المعصية عن النبي قبل البعثة وعندهم كل معصية كفر فيجوز ان يكون كافراً. وكذلك ابن تيمية يجوز ان يكون النبي كافراً قبل البعثة كما ذكر ذلك في مجموع الفتاوي(1): [قوله سبحانه (قال الملا الذين استكبروا من قومه لنخرجنك ياشعيب والذين امنوا معك من قريتنا او لتعودن في ملتنا قال اولوا كنا كارهين قد افترينا على الله كذباً) ظاهره دليل على ان شعيباً والذين امنوا معه كانوا على ملة قومهم لقولهم او لتعودن في ملتنا ولقول شعيب انعود فيها ولو كنا كارهين ولقوله قد افترينا على الله كذباً ان عدنا في ملتكم فدل على انه كان فيها ولقوله بعد اذ نجانا الله منها فدل على ان الله اندجاهم منها بعد التلوث بها].
فالنبي شعيب (عليه السلام) كان على ملة قومه أي كان كافرا قبل بعثته وهذا مما يخالف اجماع المسلمين فقد نص العلماء على ان الانبياء معصومون في العقائد قبل البعثة وبعدها يقول التفتزاني شارح المقاصد(2) {والجمهور على وجوب عصمتهم عما ينافي مقتضى المعجزة وقد جوزه القاضي سهواً زعماً انه لا يدخل في التصديق المقصود بالمعجزة وعن الكفر وجوزه الازارقة وكذا عن تعمد الكبائر بعد البعثة وجوزه الحشوية اما لعدم دليل الامتناع واما لما سيجيء من شبه الوقوع وكذا عن الصغائر المنفرة لاخلالها بالدعوة الى الاتباع}.
اذاً جمهور المسلمين على ان الانبياء معصومون عن الكفر فقول ابن تيمية واتباعه شاذ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مجموع الفتاوي ج15 ص29.
(2) شرح المقاصدج5 ص50.
|