• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين .
              • القسم الفرعي : في الامامة .
                    • الموضوع : اثبات حديث الطير .

اثبات حديث الطير

بسم الله الرحمن الرحيم

من المعلوم ان الطريق الوحيد لاثبات امامة وخلافة ابي بكر هي انه افضل الصحابة بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) وعلامة افضليته هو انه أحب الناس الى رسول الله (صلى الله عليه واله) لكن رواية الطير تكذب ذلك وهذه الاسانيد الصحيحة للحديث:
ولذلك نجد كثير من علمائهم يحاول بكل الطرق تكذيب الحديث:


1-الذهبي:

يقول الذهبي : " وروى عن عبد الملك حديث الطير ولم يصح ". (1)
وقال في ترجمة " عبد السلام بن راشد عن عبد الله بن المثنى بحديث الطير لا يعرف والخبر لا يصح ". وكذا قال في المغني في الضعفاء  :" عن ثُمامة فذكر حديث الطير لا يُدرَى من هذا والحديث منكر".(2)
وقال ايضا: " وحديث الطير على ضعفه فله طرق جمة وقد أفردتها في جزء ولم يثبت ولا انا بالمعتقد بطلانه ". (3)
وقال ابن كثير في البداية والنهاية : " قال الحاكم وقد رواه عن انس اكثر من ثلاثين نفسا قال شيخنا الحافظ الكبير ابو عبد الله الذهبي فصلهم بثقة يصح الاسناد اليه ثم قال الحاكم وصحت الرواية عن علي وابي سعيد وسفينة قال شيخنا ابو عبد الله لا والله ما صح شىء من ذلك ".(4)
وقال ايضا  : " ثم قال - الذهبي - بعد ان ذكر الجميع الجميع بضعة وتسعون نفسا اقربها غرائب ضعيفة واردؤها طرق مختلفة مفتعلة وغالبها طرق واهية ". (5)


2-ابن حجر العسقلاني :

يقول في لسان الميزان : "وروى أبو الصلت الهروي عن الدراوردي عن سليمان هذا عن أنس رضي الله عنه حديث الطير وهو موضوع والمتهم به أبو الصلت". (6)
وقال العسقلاني أيضا في : "وأورد له الدارقطني في الغرائب عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس حديث الطير وهو خبر منكر وقال تفرد به القداحى عن مالك وغيره اثبت منه ". (7)


3- ابن الجوزي: قال عن حديث الطير : " قال المؤلف هذا حديث لا يصح ". (8)


4- أبو يعلى الخليلي: " فأما الموضوعات فمثل صخر بن محمد الحاجبي عن الليث عن الزهري عن انس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حديث الطير لعلي بن ابي طالب (رضي الله عنه) ". (9)
وقال ابن حجر: " وقال أبو أحمد بن عدي روى حديث الطير وغيره من الأحاديث البلاء فيها منه وقال الخليلي في الإرشاد ما روى حديث الطير ثقة رواه الضعفاء مثل إسماعيل بن سلمان الأزرق وأشباهه ". (10)


5- ابن أبي داود السجستاني :

قال الذهبي : " سألت ابن أبي داود عن حديث الطير فقال ان صح حديث الطير فنبوة النبي (صلى الله عليه وسلم) باطل لانه حكى عن حاجب النبي (صلى الله عليه وسلم) خيانة يعني أنسا وحاجب النبي لا يكون خائنا قلت هذه عبارة رديئة وكلام نحس بل نبوة محمد (صلى الله عليه وسلم) حق قطعي ان صح خبر الطير وان لم يصح وما وجه الارتباط هذا انس قد خدم النبي (صلى الله عليه وسلم) قبل ان يحتلم وقبل جريان القلم فيجوز ان تكون قصة الطائر في تلك المدة فرضنا انه كان محتلما ما هو بمعصوم من الخيانة بل فعل هذه الجناية الخفيفة متأولا ثم انه حبس عليا عن الدخول كما قيل فكان ماذا والدعوة النبوية قد نفذت واستجيبت فلو حبسه أو رده مرات ما بقي يتصور ان يدخل ويأكل مع المصطفى سواه ". (11)


6- ابن تيمية قال : " فصل والخطأ المغفور في الاجتهاد هو فى نوعي المسائل الخبرية والعلمية...
أو اعتقد ان عليا أفضل الصحابة لاعتقاده صحة حديث الطير وان النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: اللهم ائتنى بأحب الخلق اليك يأكل معى من هذا الطائر ". (12)
وقال في منهاج السنة النبوية : " أن حديث الطائر من المكذوبات الموضوعات عند أهل العلم و المعرفة بحقائق النقل ". وختمها بـ: " إن حديث الطير من الموضوعات ". (13)


7- ابن القيم الجوزية  في كتابه الفروسية : " فكيف ولم يصححه إلا من تصحيحه كالقبض على الماء وقد عهد منه تصحيح الموضوعات وهو أبو عبد الله الحاكم وله في مستدركه ما شاء الله من الاحاديث الموضوعة قد صححها وقد ذكر الحافظ عبد القادر الرهاوي في كتاب المادح والممدوح له أن أبا الحسن الدارقطني لما وقف عليه أنكره وقال يستدرك عليهما حديث الطير فبلغ ذلك الحاكم فضرب عليه من كتابه وذكر عن بعض الأئمة الحفاظ أنه لما وقف عليه قال ليس فيه حديث واحد يستدرك عليهما وبالجملة فتصحيح الحاكم لا يستفاد منه حسن الحديث ألبتة فضلاً عن صحته ". (14)


8- باقي أصحاب الحديث: : " قال جمع أبو عبد الله الحاكم أحاديث وزعم أنها صحاح على شرط البخاري ومسلم منها حديث الطير وحديث: من كنت مولاه فعلي مولاه فأنكر عليه أصحاب الحديث ذلك ولم يلتفتوا إلى قوله ". (15)


9- ابن كثير: : " حديث الطير وهذا الحديث قد صنف الناس فيه وله طرق متعددة وفي كل منها نظر ". (16)
وقال ايضا: " فهذه طرق متعددة عن انس بن مالك وكل منها فيه ضعف ومقال ". (17)
وقال: " وبالجملة ففي القلب من صحة الحديث هذا نظر وان كثرت طرقه والله اعلم ". (18)


10-ابن طاهر المقدسي: : " وقال محمد بن طاهر المقدسي قال الحاكم حديث الطير لم يخرج في الصحيح وهو صحيح قال ابن طاهر : بل موضوع لا يروى إلا عن أسقاط أهل الكوفة من المجاهيل عن أنس فإن كان الحاكم لا يعرف هذا فهو جاهل والا فهو معاند كذاب ". (19)


11- السبكي : " وأما ما رواه الرواة عن الدارقطني إن صح فليس فيه ما يرمي به الحاكم بل غايته أنه استقبح منه ذكر حديث الطير في المستدرك وليس هو بصحيح فهو يكثر من الأحاديث التي أخرجها في المستدرك واستدركت عليه ". (20)
وقال ايضا: " فمعاذ الله أن يظن ذلك بالحاكم ثم ينبغي أن يتعجب من ابن طاهر في كتابه هذا الجزء مع اعتقاده بطلان الحديث - أي حديث الطير الصحيح - ومع أن كتابته سبب شياع هذا الخبر الباطل واغترار الجهال به أكثر مما يتعجب من الحاكم ممن يخرجه وهو يعتقد صحته ". (21)


12-السخاوي . قال : " وأورد الدارقطني في الغرائب عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس حديث الطير وهو خبر منكر ويقال تفرد به القداحي عن مالك وغيره أثبت منه ". (22)
هؤلاء من أكابر القوم وعلمائهم أما المعاصرين كالألباني وشعيب أرنؤوط والسليماني والوادعي والحويني، فلا داعي لإقحام كلماتهم لأنهم في الغالب عيال على من سبقهم وتبع لهم
وإتماما للفائدة نذكر ما فعلوه بمن روى حديث الطير من علمائهم:
قال الذهبي في تذكرة الحفاظ : " قال السلفي سألت الحافظ خميساً الحوزي عن بن السقاء فقال هو من مزينة مضر ولم يكن سقاء بل لقب له من وجوه الواسطيين وذوي الثروة والحفظ رحل به أبوه فأسمعه من أبي خليفة وأبي يعلى وابن زيدان البجلي والمفضل بن الجندي وبارك الله في سنه وعلمه واتفق انه أملى حديث الطير فلم تحتمله نفوسهم فوثبوا به واقاموه وغسلوا موضعه فمضى ولزم بيته فكان لا يحدث أحداً من الواسطيين فلهذا قلّ حديثه عندهم ". (23)
ولا ننسى ذكر ما قاله الذهبي أخيراً والسبكي وكذا ابن حجر الهيتمي من أن مشكلة هذا الحديث فقط عدم وجود إسناد صحيح له أو يحتج به وهذه كلماتهم:
قال الذهبي ـ أخيراً ـ في تذكرة الحفاظ : " واما حديث الطير فله طرق كثيرة جداً قد افردتها في مصنف ومجموعها يوجب ان يكون الحديث له أصل ".
وقال في سير أعلام النبلاء: " وحديث الطير على ضعفه فله طرق جمة وقد أفردتها في جزء ولم يثبت ولا انا بالمعتقد بطلانه ".
وقال السبكي طبقات الشافعية الكبرى: " وأما الحكم على حديث الطير بالوضع فغير جيد ورأيت لصاحبنا الحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي عليه كلاماً قال فيه بعد ما ذكر تخريج الترمذي له وكذلك النسائي في خصائص علي (رضي الله عنه) إن الحق في الحديث أنه ربما ينتهي إلى درجة الحسن أو يكون ضعيفا يحتمل ضعفه قال فأما كونه ينتهي إلى أنه موضوع من جميع طرقه فلا قال وقد خرجه الحاكم من رواية محمد بن أحمد بن عياض قال حدثنا أبي حدثنا يحيى بن حسان عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن أنس رضي الله تعالى عنه قال ورجال هذا السند كلهم ثقاة معروفون سوى أحمد بن عياض فلم أر من ذكره بتوثيق ولا جرح ". (24)
وقال ابن حجر في شرح الهمزية ص306 ط دار الفكر: " ورد في مناقب علي حديث كثر كلام الحفاظ فيه فأردت أن ألخص المعتمد فيه ولفظه عن أنس ... رواه الترمذي والمعتمد عند محققي الحفاظ أنه ليس بموضوع - وهو ما زعمه ابن تيمية - بل له طرق كثيرة قال الحاكم في المستدرك رواه عن أنس أكثر من ثلاثين نفسا انتهى. (كلمة غير واضحة) فيتقوى كل من تلك الطرق بمثله ويصير سنده حسنا لغيره والمحققون أيضاً على أن الحسن لغيره يحتج به كالحسن لذاته ومن جملة طرقه طريق رواتها كلهم ثقات إلا واحدا قال بعض الحفاظ لم أر من وثقه ولا من جرحه ومن طريق أخرى رواتها كلها ثقات إلا واحدا قال النسائي فيه ليس بالقوي وهو معارض بان غير واحد وثقه وذكر الحاكم أنه صح عن علي وأبي سعيد وسفينة ولكن تساهل في التصحيح معلوم فالحق ما سبق من أن كثرة طرقه صيرته حسناً يحتج به وأما قول بعضهم أنه موضوع وقول ابن طاره طرقه كلها باطلة معلولة فهو الباطل وابن طاهر معروف بالغلو الفاحش وابن الجوزي مع تساهله في الحكم بالوضع كما هو معلوم ذكر في كتابه العلل المتناهية له طرقا كثيرة واهية ولذلك لم يذكره في موضوعاته فالحق ما تقررأولا من أنه حسن يحتج به.(25)

والان لنرى هل لذلك الحديث سند صحيح:

1- ما أخرجه ابن عساكر في تاريخه : وهو الإسناد الرابع الصحيح لذاته برواية الثقات:
" أخبرنا أبو غالب بن البناء - الثقة الحافظ مسند العراق - أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي - الثقة - أنبأنا أبو الحسن الدارقطني - الحجة الحافظ - أنبأنا محمد بن مخلد بن حفص - الإمام المفيد الثقة مسند بغداد -، أنبأنا حاتم بن الليث - الثقة الثبت الحافظ -، أنبأنا عبيد الله بن موسى - الثقة الحافظ -، عن عيسى بن عمر المقرئ - الثقة -، عن السدي - ثقة واحتج به مسلم - قال أنبأنا أنس بن مالك قال: أهدي إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أطياراً، فقسمها وترك طيراً، فقال: اللهم! ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير، فجاء علي بن أبي طالب، فدخل يأكل معه من ذلك الطير ".(26)

2- روى الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين 3/141 فقال: (حدثني أبو علي الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أيوب الصفار وحميد بن يونس بن يعقوب الزيات قالا حدثنا محمد بن أحمد بن عياض بن أبي طيبة حدثنا أبي حدثنا يحيى بن حسان عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كنت أخدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقدم لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فرخ مشوي فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير قال فقلت اللهم اجعله رجلا من الأنصار فجاء علي (رضي الله عنه) فقلت إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على حاجة ثم جاء فقلت إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على حاجة ثم جاء فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): افتح, فدخل فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ما حبسك علي, فقال: إن هذه آخر ثلاث كرات يردني أنس يزعم إنك على حاجة, فقال: ما حملك على ما صنعت؟ فقلت يا رسول الله سمعت دعاءك فأحببت أن يكون رجلاً من قومي فقال رسول الله: إن الرجل قد يحب قومه).
قال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه...). (27)
قال الذهبي في ميزان الاعتدال: (محمد بن أحمد بن عياض روى عن أبيه أبي غسان أحمد بن عياض عن أبي طيبة المصري عن يحيى بن حسان فذكر حديث الطير.
وقال الحاكم هذا على شرط البخاري ومسلم.
قلت الكل ثقات إلا هذا فأنا أتهمه به ثم ظهر لي أنه صدوق.
روى عنه الطبراني وعلي بن محمد الواعظ ومحمد بن جعفر الرافقي وحميد بن يونس الزيات وعدة يروي عن حرملة وطبقته ويكنى أبا علاثة مات في سنة إحدى وتسعين ومائتين وكان رأساً في الفرائض وقد روى أيضا عن مكي بن عبد الله الرعيني ومحمد بن سلمة المرادي وعبد الله بن يحيى بن معبد صاحب ابن لهيعة فأما أبوه فلا أعرفه).
قلت: إن الذهبي حكم على رجال سند الحاكم أنهم كلهم ثقات عدا محمد بن أحمد بن عياض فإنه اتهمه بالحديث! ثم تبين له أنه صدوق.. وزعم هنا أنه لا يعرف أباه.. فعلة هذا السند هو: (أحمد بن عياض) والد (محمد).
لكن الذهبي عرفه بعد ذلك فترجم له في تاريخ الإسلام  ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً فقال: (أحمد بن عياض أبو غسّان الفرضيّ شيخ مصر روى عن يحيى بن حسّان ويحيى بن عبد الله بن بكيروعنه ابنه أبو علاثة ومحمد حفيده وعبد الله بن عبد الملك والمعافى بن عمران وغيرهم توفّي سنة 73 في رجب).(28)
فالرجل ليس بمجهول عين..
إذا عرفت هذا فتعال معي لتسمع ما قاله الذهبي في كتابه (الموقظة) ، قال: الثقة: من وثقه كثير ولم يضعف، ودونه: من لم يوثق ولا ضعّف.
فإن خرّج حديث هذا في الصحيحين فهو موثق بذلك، وإن صحح له مثل الترمذي وابن خزيمة فجيد أيضاً، وإن صحح له كالدارقطني والحاكم فأقل أحواله: حَسَنٌ حديثه.
وقد اشتهر عند طوائف من المتأخرين، إطلاق اسم (الثقة) على من لم يجرح، مع ارتفاع الجهالة عنه، وهذا يسمى مستوراً ويسمى: محله الصدق، ويقال فيه شيخ ...) انتهى.(29)
فقلت: بناء على كلام الذهبي هذا فأحمد بن عياض مستور لم يرد فيه جرح ولا تعديل فهو ثقة عنده وعند طوائف من المتأخرين لكنه دون الثقة الذي وثق ولم يضعف و(محله الصدق)، فروايته لا تنزل عن رتبة الحسن..
خصوصاً وأن الحاكم قد صحح له، وقد صرّح الذهبي في كلامه السالف أن من صحح له الدار قطني والحاكم - وكان حاله مستوراً - فأقل أحواله: أن حديثه حسن..
وعليه فسند الحاكم هذا حسن.

3- أخرج الطبراني في المعجم الكبير فقال: (حدثنا عبيد العجلي، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا حسين بن محمد، حدثنا سليمان بن قرم، عن فطر بن خليفة، عن عبد الرحمن بن أبي نعم، عن سفينة مولى النبي (صلى الله عليه وسلم) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أتى بطير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فجاء علي (رضي الله عنه) فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): اللهم واليّ)(30).
الكلام عن رجال السند:
* فالطبراني هو سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني من كبار حفاظ أهل السنة وثقاتهم.
* عبيد العجلي هو: الحسين بن محمد بن حاتم الطويل أبو علي قال عنه الخطيب البغدادي في تاريخه: (وكان ثقة حافظاً متقناً)(31)، ووصفة الذهبي بالحافظ الإمام المجود(32).
* وإبراهيم بن سعيد هو أبو إسحاق البغدادي الجوهري ثقة روى له الجماعة سوى البخاري، وثقه الدارقطني والخليلي وابن حبّان والنسائي والخطيب البغدادي وغيرهم (33).
* وحسين بن محمد هو ابن بهرام أبو أحمد المروزي ، الحافظ الثقة من رجال الجميع، وثقه ابن سعد وابن حبّان والعجلي وغيرهم، وقال عنه النسائي: (لا بأس به) (34).
* وسليمان بن قرم هو ابن معاذ أبو داود الضبي، وينسب تارة إلى جدّه فيقال: سليمان بن معاذ، من رجال مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: (كان أبي يتبع حديث قطبة بن عبد العزيز وسليمان بن قرم ويزيد بن عبد العزيز ابن سياه، وقال: هؤلاء قوم ثقات، وهم أتم حديثاً من سفيان وشعبة، هم أصحاب كتب وإن كان سفيان وشعبة أحفظ منهم، وقال محمد بن عوف الطائي عن أحمد بن حنبل لا أرى به بأساً لكنه كان يفرط في التشيع)(35)، وقال عنه الذهبي: (كوفي صالح الحديث)(36)، وصحح الدارقطني إسناد حديث وقع فيه فقال: (هذا إسناد حسن صحيح)(37)، وكذلك صحح البيهقي إسناد رواية وقع فيه فقال: (وهذا إسناد صحيح)(38)، وصحح الحاكم في مستدركه إسناد روايتين وقع فيهما فقال: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي على تصحيحه لهما(39).
نعم لقد ضعفه بعض رجال الجرح والتعديل لكن الظاهر أن تضعيفهم له بسبب مذهبه ولزعمهم أنه غال في التشيّع، فالرجل غير متهم بالوضع والكذب، فتغصيف من ضعفه غير معتبر، يقول الشيخ أحمد محمد شاكر في تعليقة له على رواية في مسند أحمد وقع في سندها سليمان بن قرم: ( إسناده صحيح، سليمان بن قرم بفتح القاف وسكون الراء بن معاذ الضبي النحوي ثقة، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: «كان أبي يتتبع حديث قطبة بن عبد العزيز وسليمان بن قرم ويزيد بن عبد العزيز بن سياه، وقال: هؤلاء قوم ثقات وهو أتم حديثاً من سفيان وشعبة، وهم أصحاب كتب، وإن كان سفيان وشعبة أحفظ منهم» وترجمه البخاري في الكبير 2/2/34 فلم يورد فيه جرحاً، وضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم، وشهادة أحمد وتوثيقه صحة كتبه مع إعراض البخاري عن جرحه أقوى عندنا من تضعيف من تكلم فيه)(40).
*وفطر بن خليفة هو أبو بكر الحناط القرشي المخزومي ثقة روى عنه الأربعة وقرنه البخاري وترجم له في التاريخ الكبير(41) ولم يورد فيه جرحاً، وثقه أحمد بن حنبل وابن معين ويحيى بن سعيد والعجلي والنسائي وابن سعد وأبو نعيم وابن حبان وغيرهم، ووصفه الذهبي بالشيخ العالم المحدث الصدوق(42).
* وعبد الرحمن بن أبي نعم هو أبو الحكم الكوفي ثقة اتفق الجماعة على إخراج حديثه، ووثقه جماعة منهم النسائي وابن حبّان وابن سعد، ووصفه الذهبي في سير أعلام النبلاء بالحجة القدوة الرباني، وقال عنه في كتابه ميزان الاعتدال: (كوفي تابعي مشهور...وكان من الأولياء الثقات)(43).
* وسفينة صحابي.
فهذا الطريق للحديث صحيح، وإن تنازلنا عن الصحة فهو في رتبة الحسن المحتج به، بل يرتقي مع الطريق الآتي للحديث إلى مرتبة الصحة.
أخرج المحاملي في أماليه فقال: ( حدثنا عبد الأعلى بن واصل، حدثنا عون بن سلام، حدثنا سهل بن شعيب، عن بريدة بن سفيان، عن سفينة وكان خادماً لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: أهدي لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) طوائر، قال: ورفعت له ام أيمن بعضها، فلما أصبح أتته بها فقال: ما هذا يا أم أيمن؟ فقالت: هذا بعض ما أهدي لك أمس، قال: أولم أنهك أن ترفعي لأحد أو لغد طعاماً؟ إن لكل غد رزقه، ثم قال: اللهم أدخل بأحب خلقك اليك يأكل معي من هذا الطائر، فدخل علي (عليه السلام) فقال: اللهم وإلي )(44).
الكلام عن رجال السند
* المحاملي هو: الحسين بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن أبان أبو عبد الله الضبي القاضي المحاملي الفقيه الشافعي من حفاظ أهل السنة وثقاتهم(45).
* وعبد الأعلى بن واصل هو: ابن عبد الأعلى بن هلال الكوفي الأسدي ثقة، وثقه ابن حبّان والنسائي والدار قطني والذهبي وابن حجر، وقال عنه أبو حاتم : (صدوق)(46).
* وعون بن سلام هو: أبو جعفر الكوفي مولى بني هاشم، من رجال مسلم في صحيحه، قال صالح محمد: (لا بأس به) وقال محمد بن عبد الله: (وكان ثقة) ومثل قوله قاله الخطيب البغدادي، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: (مستقيم الحديث) وقال الدارقطني: (لا بأس به) (47)، ووصفه الذهبي بالشيخ العالم المعمر الصادق(48)، وقال في تاريخ الإسلام: (وكان صدوقاً معمراً)(49)، ووثقه ابن حجر(50).
* وسهل بن شعيب ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام وقال : (وما علمت به بأساً) (51)، وترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل(52) وسكت عنه، وبعض علماء أهل السنة يعتبر سكوت ابن أبي حاتم عن الراوي توثيقاً له.
* وبريدة بن سفيان هو ابن فروة الأسلمي، ضعفه العديد من رجال الجرح والتعديل، والظاهر أن سبب جرحهم له بسبب مذهبه، حيث رماه بعضهم بالرفض، وبعضهم بأنه ممن يتناول عثمان، وقال ابن عدي: ( ليس له كثير رواية ولم أر له شيئاً منكراً ) وذكره ابن حبان في الثقات وقال: (قيل له صحبة) فإذا ثبتت صحبته فلا كلام في السند، أما إذا لم تثبت صحبته فهذه الرواية على حسب مقاييس أهل السنة في تصحيح الرواية علتها بريدة بن سفيان، لكن الرجل غير متهم بالوضع أو الكذب وتضعيفهم له بسبب مذهبه، ولم ينفرد برواية حديث الطير عن سفينة بل تابعه الثقة عبد الرحمن بن أبي نعم، فتكون هذه الطريق للحديث حسنة، وترتقي بالطريق السابق عليها إلى درجة الصحيح.
ولحديث سفينة طرق أخرى غير هذين الطريق، وعليه فرواية حديث الطير من طريق سفينة صحيحة.
_________________________________

(1)  ميزان الإعتدال في نقد الرجال ج: 2 ص: 291

(2) المغني في الضعفاء ج: 2 ص: 394

(3) سير أعلام النبلاء ج: 13 ص: 233

(4) البداية والنهاية ج7ص351

(5) البداية والنهاية ج: 7 ص: 353

(6) لسان الميزان ج: 3 ص: 80

(7) لسان الميزان ج3ص336

(8) العلل المتناهية ج1ص229

(9) الإرشاد ج: 1 ص: 204

(10) تهذيب التهذيب ج1ص265

(11) سير أعلام النبلاء ج: 13 ص: 232

(12) في مجموع الفتاوى ج20ص33

(13) منهاج السنة النبوية ج2ص127

(14) الفروسية ج1ص276

(15) سير أعلام النبلاء ج: 17 ص: 168

(16) البداية والنهاية ج7ص351

(17) البداية والنهاية ج: 7 ص: 353

(18) البداية والنهاية ج7ص354

(19) البداية والنهاية ج11ص355

(20) طبقات الشافعية الكبرى ج4ص164

(21) نفس المصدر في ج: 4 ص: 166

(22) التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة ج2ص85

(23) تذكرة الحفاظ ج3ص966

(24) طبقات الشافعية الكبرى ج4ص169

(25) شرح الهمزية ص306 ط دار الفكر

(26) تاريخ ابن عساكر  ج42ص254 ط دار الفكر

(27) المستدرك على الصحيحين 3/141

(28) تاريخ الإسلام 20/267

(29) الموقظة صفحة 78

(30) المعجم الكبير 7/82 رواية رقم: 6437 .
(31) انظر ترجمته في تاريخ بغداد 8/93 رقم الترجمة: 4191 .
(32) سير أعلام النبلاء 14/90 .
(33) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 1/107 ترجمة رقم: 218، طبقات الحفاظ 1/229 ترجمة رقم: 510، تاريخ بغداد 6/93 رقم الترجمة: 3127.
(34) انظر ترجمته في تهذيب الكمال 6/471 رقم الترجمة: 1333، تهذيب التهذيب 2/315 رقم الترجمة: 627، تاريخ بغداد 8/88 رقم الترجمة:4184.
(35) تهذيب الكمال 12/51 رقم الترجمة: 2555 .
(36) تاريخ الإسلام 10/247.
(37) انظر سنن الدار قطني 2/175 رواية رقم: 18.
(38) انظر سنن البيهقي الكبرى 4/203 رواية رقم: 7705.
(39) انظر المستدرك على الصحيحين 4/136 رواية رقم: 7146 و 4/160 رواية رقم: 7226 .
(40) مسند أحمد 5/231 رواية رقم: 5753 .
(41) التاريخ الكبير 7/139 رقم الترجمة: 625.
(42)انظر ترجمته في تهذيب التهذيب8/270رقم الترجمة 550،سير أعلام النبلاء 7/30.
(43) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 6/256 رواية رقم: 562، تهذيب الكمال 17/456، سير أعلام النبلاء 5/62، ميزان الاعتدال 4/323.
(44) أمالي المحاملي صفحة 443 رواية رقم: 529 .
(45) انظر ترجمته في البداية والنهاية 11/203، تاريخ بغداد 8/19 رقم الترجمة: 4065، تذكرة الحفاظ 3/842 رقم الترجمة: 808 .
(46) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 6/92 رقم الترجمة: 206، تهذيب الكمال 16/379 رقم الترجمة: 3692 .
(47) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 8/151 رقم الترجمة: 307 .
(48) سير أعلام النبلاء 10/441.
(49) تاريخ الإسلام 16/309 .
(50) تقريب التهذيب 1/433 رقم الترجمة: 5220 .
(51) تاريخ الإسلام 9/413.
(52) الجرح والتعديل 4/199 رقم الترجمة: 859.


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=291
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 02 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12