بسم الله الرحمن الريحم
إن الواقع الفعلي للمسلمين يحتم أن يكون هناك من يقوّم المسلمين وينبههم على غلطهم ويوجههم إلى ما قننه الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) فهناك حاجة ليكون للإسلام شخص محدد يلتف حوله كل المسلمون في أمور دينهم ودنياهم، أقصد الجانب الديني. أليس من الأفضل للدين أن يكون له امتداد معصوم من الخطأ بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يحدد مسيرة المسلمين ويبين غلطهم وخطأءهم والكل يسمع كلامه ويهتدي بهدي الرسول عن طريق هذا الشخص المعصوم؟ بل المنصف يقول إن الحفاظ على الدين وبقائه سليماً من تحريف تعاليمه ومنع الاختلاف والفرقة بين المسلمين يوجب أن يوجد هذا الإمام المعصوم الهادي للأمة.
هذا الأمر فطري، والقرآن الكريم لا يمكنه أن يحل الاختلاف ويقود الأمة، لأنه صامت يحتاج إلى من يفسره، وحال المسلمين يشهد لما نقول فإن الكل يستدل بالقرآن على هواه ولا يقول لنا القرآن هذا صواب وهذا غيره. ولما كان في الشريعة اليهودية والمسيحية هذا الجانب موجوداً، فكان هارون وكان يوشع بن نون وكان شمعون (عليهم السلام) وكان آصف بن برخيا لسليمان (عليهم السلام) وكان شيث لأدم (عليهما السلام)، وهي ديانات ليست بخاتمة أي أن الله عز وجل سيجدد هذه الأديان لو انحرفت عن المسيرة ومع ذلك وضع أوصياء فهل الدين الإسلامي ناقص من هذه الجهة، هل هو أنقص من الديانات السابقة مع العلم أنه الدين الخاتم الذي لا دين بعده يصحح المسيرة!
|