• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين .
              • القسم الفرعي : في الامامة .
                    • الموضوع : نص صريح يبين معنى الولي من كتاب احمد بن حنبل .

نص صريح يبين معنى الولي من كتاب احمد بن حنبل

بسم الله الرحمن الرحيم

إن حديث الغدير من أهم الأدلة الواضحة على إمامة علي بن أبي طالب (عليه السلام) والتي جعلت المخالفين لمذهب اهل البيت يسعون لابعاد هذا الحديث وابطاله بأي شكل من الاشكال حتى انكر بعضه ابن تيمية...
لا يختلف العامة مع الشيعة في تواتر هذا الحديث وعظمته وإنما نختلف معهم في كلمة واحدة وهي (مولى) هل يعني بها النبي (صلى الله عليه واله) الأولى أم المحبة والنصرة..!
إن المحبة والنصرة ثابتة لجميع الصحابة على التفكير العامي فهي ثابتة لعمر ولابي بكر ولسعد بن ابي وقاص ولابن عباس وللامام علي (عليه السلام) ولابي الطفيل و... الخ.
فولاية المحبة والنصرة غير خاصة بالامام علي (عليه السلام).. فهي لابن عباس نفسه ولكل مؤمن ومؤمنة، لأن الله تعالى يقول تعالى {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}(التوبة/71).
إذاً المحبة والنصرة هي عند الجميع... إذاً النبي (صلى الله عليه واله) يعني بقوله (مولاه) أي المحبة والنصرة، وقد بيّنت انّ المحبة والنصرة ليست خاصة للامام علي (عليه السلام) وإنما لكل الصحابة..
ولكن.! نحن الشيعة لا نوافقهم في أن النبي (صلى الله عليه واله) يقصد بقوله (مولاه) اي المحبة والنصرة...
بل يقصد النبي (صلى الله عليه واله) الولاية المطلقة وهي الولى بالنفس كالنبي (صلى الله عليه واله) النبي أولى بالمؤمنين من انفسهم. فإذا: قلنا أن النبي (صلى الله عليه واله) يقصد بقوله (مولاه) اي المحبة والنصرة فهي لكل الناس وعندي كل الصحابة.. وإن قلنا: أن النبي (صلى الله عليه واله) يقصد بقوله (مولاه) أي الولاية المطلقة والاولى فهي  خاصة بالامام علي (عليه السلام) وليست عند باقي الصحابة..
نقدم لكم هذا الدليل الصحيح من كتب السنة والذي يؤيّد قول الشيعة: يقول الحاكم في المستدرك: - أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ببغداد من أصل كتابه حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا يحيى بن حماد حدثنا أبو عوانة حدثنا أبو بلج حدثنا عمرو بن ميمون قال: إني لجالس عند ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا: يا ابن عباس: إما أن تقوم معنا وإما أن تخلو بنا من بين هؤلاء قال: فقال ابن عباس بل أنا أقوم معكم قال وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى قال: فابتدؤوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا قال فجاء ينفض ثوبه ويقول أف وتف وقعوا في رجل له بضع عشرة فضائل ليست لأحد غيره وقعوا في رجل قال له النبي (صلى الله عليه و سلم): لأبعثن رجلاً لا يجزيه الله أبداً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فاستشرف لها مستشرف فقال: أين علي فقالوا: إنه في الرحى يطحن قال وما كان أحدهم ليطحن قال فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر قال فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثاً فأعطاها إياه فجاء علي بصفية بنت حيي قال ابن عباس ثم بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلاناً بسورة التوبة فبعث علياً خلفه فأخذها منه وقال: لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه فقال ابن عباس وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) لبني عمه: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة قال وعلي جالس معهم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأقبل على رجل منهم فقال: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة فأبوا فقال لعلي: أنت وليي في الدنيا والآخرة قال ابن عباس: وكان علي أول من آمن من الناس بعد خديجة (رضي الله عنها) قال وأخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين وقال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً قال ابن عباس: وشرى علي نفسه فلبس ثوب النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم نام مكانه قال ابن عباس: وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء أبو بكر رضي الله عنه وعلي نائم قال وأبو بكر يحسب أنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فقال: يا نبي الله فقال له علي: إن نبي الله (صلى الله عليه وسلم) قد انطلق نحو بئر ميمون فادركه قال فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار قال وجعل علي (رضي الله عنه) يرمى بالحجارة كما كان رمي نبي الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يتضور وقد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ثم كشف عن رأسه فقالوا إنك للئيم وكان صاحبك لا يتضور ونحن نرميه وأنت تتضور وقد استنكرنا ذلك فقال ابن عباس: وخرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في غزوة تبوك وخرج بالناس معه قال فقال له علي: أخرج معك قال: فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): لا فبكى علي فقال له: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي قال ابن عباس وقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أنت ولي كل مؤمن بعدي ومؤمنة قال ابن عباس وسد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبواب المسجد غير باب علي فكان يدخل المسجد جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره قال ابن عباس: وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من كنت مولاه فإن مولاه علي قال ابن عباس وقد أخبرنا الله عز وجل في القرآن إنه رضي عن أصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم فهل أخبرنا أنه سخط عليهم بعد ذلك قال ابن عباس: و قال نبي الله (صلى الله عليه وسلم) لعمر رضي الله عنه حين قال: ائذن لي فاضرب عنقه قال: وكنت فاعلا وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم. هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه بهذه السياقة.
وقد حدثنا السيد الأوحد أبو يعلى حمزة بن محمد الزيدي رضي الله عنه حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن مهروية القزويني القطان قال: سمعت أبا حاتم الرازي يقول: كان يعجبهم أن يجدوا الفضائل من رواية أحمد بن حنبل رضي الله عنه. تعليق الحافظ الذهبي في التلخيص: صحيح.
إبن عباس يعترف أن الولاية في حديث الغدير هي خاصة للامام علي (عليه السلام) وليست لأحد غيره وهذا واضح من قوله(
رجل له بضع عشرة فضائل ليست لأحد غيره)..
فلو كانت الولاية في حديث الغدير تعني المحبة والنصرة لما قال ابن عباس أنّها خاصة بالامام علي (عليه السلام)...

(1) المستدرك(3/143): 4652

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=277
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 02 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12