بسم الله الرحمن الرحيم
قد يشكل البعض ان الصحابة هم خير الخلق بعد (رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ) فكيف يعصون امرة في امامة علي (عليه السلام )فلو كان هناك نص من النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في امامة علي (عليه السلام) لالتزم به الصحابة قطعا ؟
والجواب إن طاعة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واجبة على المسلمين حال حياته وبعد وفاته؛ لكن بعض القوم لم يطيعوا رسول الله في حياته وغضب رسول الله منهم وأنبهم على ذلك. فلا تستغرب من قوم لم يطيعوا رسول الله بعد وفاته، خصوصاً إذا أمره فيما يخص علي (عليه السلام) وأهل بيته.
فهذا البخاري أخرج في صحيحه : (... قال فقال عمر بن الخطاب فأتيت نبي الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت ألست نبي الله حقاً قال: بلى قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال: بلى قلت فلم نعطي الدنية في ديننا إذا قال: إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري قلت أو ليس كنت تحدثنا: أنا سنأتي البيت فنطوف به قال: بلى فأخبرتك أنا نأتيه العام قال قلت لا قال فإنك آتيه ومطوف به قال فأتيت أبا بكر فقلت يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقاً قال بلى قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطي الدنية في ديننا إذا قال أيها الرجل إنه لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه فوالله إنه على الحق قلت أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به قال بلى أفأخبرك أنك تأتيه العام قلت لا قال فإنك آتيه ومطوف به قال الزهري قال عمر فعملت لذلك أعمالاً قال فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأصحابه: قوموا فانحروا ثم احلقوا.
قال : فوالله، ما قام منهم رجل!! حتى قال ذلك ثلاث مرات(!!!!)، فلما لم يقم منهم أحد، دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس.
فقالت أم سلمة يا نبي الله أتحب ذلك اخرج لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك فخرج فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضاً حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً).
أقول: إن حصل هذا في حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد أمرهم جهاراً وعياناً والكل يسمع صوته ولا أحد يطيع أمره، فلماذا يستغرب بعض السذج أن تعاد الكرة في عدم الانصياع لخلافة وولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ولكن بنحو أخف وأضعف، لأن عدم الانصياع كان بعد وفاته (صلى الله عليه وآله وسلم) وليس كل الصحابة قد عاند وخالف بل كثير منهم اعتصم في بيت فاطمة (عليها السلام).
(1) البخاري ج2ص978 |