بسم الله الرحمن الرحيم

ان من قرأ تاريخ تدوين الحديث يعلم ان الخلفاء الثلاثة الاوائل منعوا تدوينه بحجج واهية لعلمهم بان تدوينه يضر استيلائهم على السلطة وكما يقول المؤرخون وعلماء علم الرجال والدراية كانت الأصول الأربعمئة من أول الكتب الحديثية التي دُوّنت لدى الشيعة، في حين: [وجدت هذه النزعة إلى تدوين الحديث (لدى أهل السنة الجماعة) في أمصار مختلفة وفي عصور متقاربة، ففي مكة جمع الحديثَ ابن جُرَيج (الرومي الأصل) المتوفى نحو سنة 150 هـ، ولم يوثقه البخاري وقال: [إنه لا يُتَابَع في حديثه]، وفي المدينة محمد بن إسحق (151 هـ)، ومالك بن أَنس (179هـ)، وبالبصرة الربيع ابن صَبيح (160 هـ)، وسعيد بن أبي عَرُوبَة (156 هـ)، وحماد بن سَلَمة (176 هـ)، وبالكوفة سفيان الثوري (161 هـ)، وبالشام الأوزاعي (156 هـ)، وباليمن مَعْمَر (153 هـ)، وبخراسان ابن المبارك (181)، وبمصر الليث بن سعد (175 هـ)](57)  وكان أول من بدأ بكتابة الحديث من هؤلاء قبل الجميع - كما يقول ابن حجر في شرح البخاري - «ربيع بن صبيح» و«سعيد بن أبي عروبة»(1). وفي رواية أخرى «ابن جُرَيْج»(2). وفي قول آخر «مالك»(3). ومن الواضح ان هذه الفترة هي فترة الحكم الاموي الناصب لاهل البيت العداء فترتب على ذلك اخفاء الكثير من الروايات الدالة على امامة اهل البيت (عليهم السلام) لكن رغم هذا خرجت بعض الاحاديث من دائرة الرقابة ومنها حديث اصطفاء اهل البيت الدالة على افضليتهم على الاخرين وفي اهم كتب القوم واليك هذه الاحاديث:

1- صحيح البخاري:
 باب قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: ( وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا اِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ ) . ( إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ) إِلَى قَوْلِهِ ( يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ). قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَآلُ عِمْرَانَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ آلِ إِبْرَاهِيمَ ، وَآلِ عِمْرَانَ ، وَآلِ يَاسِينَ ، وَآلِ مُحَمَّدٍ ( صلى الله عليه وسلم ) يَقُولُ ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ) وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ ، وَيُقَالُ آلُ يَعْقُوبَ ، أَهْلُ يَعْقُوبَ . فَإِذَا صَغَّرُوا ( آلَ ) ثُمَّ رَدُّوهُ إِلَى الأَصْلِ قَالُوا أُهَيْلٌ(4).

2-صحيح مسلم:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الرَّازِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْمٍ جَمِيعًا، عَنْ الْوَلِيدِ، قَالَ ابْنُ مِهْرَانَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ شَدَّادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه واله) يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ "(5).
الحكم على المتن: صحيح إسناده متصل، رجاله ثقات، رجاله رجال مسلم
3-سنن الترمذي: حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله): " إِنَّ اللهَ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيل، وَاصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيل بَنِي كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي كِنَانَةَ قُرَيْشًا، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ".قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ(6).
الحكم على المتن: صحيح لغيره إسناده حسن في المتابعات والشواهد رجاله ثقات عدا محمد بن مصعب القرقساني وهو مقبولوقال ايضا :حدثنا خلاد بن أسلم حدثنا محمد بن مصعب حدثنا الأوزاعي عن أبي عمار عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم): إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسمعيل واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة واصطفى من بني كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم.(7) قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح. قال الشيخ الألباني: صحيح دون الاصطفاء الأول
4- مسند الإمام أحمد بن حنبل : حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا أبو المغيرة قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني أبو عمار شداد عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم): ان الله اصطفى كنانة من بني إسماعيل واصطفى من بني كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم.(8).
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عمار شداد - وهو ابن عبد الله القرشي - فقد أخرج له مسلم والبخاري في " الأدب المفرد " وهو ثقة
وقال ايضا - حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا محمد بن مصعب قال حدثنا الأوزاعي عن شداد أبي عمار عن واثلة بن الأسقع ان النبي (صلى الله عليه و سلم) قال : ان الله عز و جل اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من بني إسماعيل كنانة واصطفى من بني كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم.(9).
تعليق شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح دون قوله : " اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل " فقد تفرد محمد بن مصعب - وهو القرقساني - وهو ضعيف يعتبر به في المتابعات والشواهد.
5- صحيح ابن حبان: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن شداد أبي عمار عن واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم): ( إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ) قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم(10).
6- السنن الكبرى للبيهقي: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ، قَالا: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَسَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالا: حدثنا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمَّارٍ شَدَّادٌ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله) : " إِنَّ اللهَ اصْطَفَى بَنِي كِنَانَةَ مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي كِنَانَةَ قُرَيْشًا وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ "، وَقَالَ الرَّبِيعُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله): " إِنَّ اللهَ اصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ "(11). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، مِنْ حَدِيثِ الأَوْزَاعِيِّ الحكم على المتن: صحيح إسناده متصل ، رجاله ثقات
7-مسند أبي يعلى: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن أبي عمار: عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) : إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم)(12).
قال حسين سليم أسد : إسناده صحيح.
8-المعجم الكبير للطبراني حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ نَجْدَةَ الْحَوْطِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، ح [ ج 22 : ص 67 ] وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ أَبُو زَيْدٍ الْحَوْطِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ، ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ التِّنِّيسِيُّ، قَالُوا: حدثنا الأَوْزَاعِيُّ، حدثنا شَدَّادُ أَبُو عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَاثِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله) : " إِنَّ اللهَ اصْطَفَى بَنِي كِنَانَةَ مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ وَاصْطَفَى مِنْ كِنَانَةَ قُرَيْشًا، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ "
الحكم على المتن: صحيح لغيره.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أحمد أمين، فجر الإسلام، ص 266.
(2) أحمد أمين، ضحى الإسلام، ج2 /ص107.

(3) تاريخ التمدن الإسلامي، ج3/ص 68.

(4) صحيح البخاري- ج 4 - ص 138 باب قول الله تعالى وإذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا وإذ قالت الملائكة يا .

(5) صحيح مسلم  مسلم بن الحجاج - لطبعة: الأولى - المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي(4228)- [2279].

(6) جامع الترمذي  محمد بن عيسى الترمذي - عدار إحياء التراث العربي - بلد النشر: بيروت - رقم الطبعة: الأولى - المحقق: أحمد محمد شاكر وآخرون(3567)- [3605].

(7)  الجامع الصحيح سنن الترمذي تحقيق: أحمد محمد شاكر وآخرون - عدد الأجزاء: 5 - الأحاديث مذيلة بأحكام الألباني عليها3605 .
(8) مسند الإمام أحمد بن حنبل - المؤلف: أحمد بن حنبل أبو عبد الله الشيباني - الناشر: مؤسسة قرطبة - القاهرة - عدد الأجزاء: 6-الأحاديث مذيلة بأحكام شعيب الأرنؤوط عليها17027.
(9) نفس المصدر حديث  17028.

(10) صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان-المؤلف : محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي الناشر : مؤسسة الرسالة - بيروت - الطبعة الثانية، 1414 - 1993- تحقيق: شعيب الأرنؤوط
عدد الأجزاء: 18الأحاديث مذيلة بأحكام شعيب الأرنؤوط عليها حديث6333.

(11)السنن الكبرى للبيهقي  دار النشر: مكتبة دار الباز - بلد النشر: مكة المكرمة-سنة النشر: 1414 - 1994رقم الطبعة: الأولى - المحقق: محمد عبد القادر عطا(12737)- [7 : 132].

(12) مسند أبي يعلى-المؤلف : أحمد بن علي بن المثنى أبو يعلى الموصلي التميمي - الناشر : دار المأمون للتراث - دمشق - الطبعة الأولى ، 1404 - 1984-تحقيق : حسين سليم أسد-عدد الأجزاء : 13
الأحاديث مذيلة بأحكام حسين سليم أسد عليها7485.
(13) المعجم الكبير للطبراني  سليمان بن أحمد الطبراني دار النشر: مكتبة العلوم والحكم سنة النشر: 1404 - 1983-رقم الطبعة: الثانية - المحقق: حمدي بن عبدالمجيد السلفي(17657)- [161].