بسم الله الرحمن الرحيم
قال الحافظ ابن حجر في:
"أَخْرَجَ أَحْمَد وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيّ بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ النُّعْمَان بْن بَشِير قَالَ: " اِسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْر عَلَى النَّبِيّ (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَسَمِعَ صَوْت عَائِشَة عَالِيًا وَهِيَ تَقُول: وَاَلله لَقَدْ عَلِمْت أَنَّ عَلِيًّا أَحَبّ إِلَيْك مِنْ أَبِي".(1)
انتهى بنصه من المصدر المذكور.
وتمام الرواية في مسند أحمد : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا الْعِيزَارُ بْنُ حُرَيْثٍ، قَالَ: قَالَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ عَالِيًا وَهِيَ تَقُولُ: وَاللهِ لَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ عَلِيًّا أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ أَبِي وَمِنِّي، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ، فَدَخَلَ فَأَهْوَى إِلَيْهَا، فَقَالَ: يَا بِنْتَ فُلانَةَ! أَلا أَسْمَعُكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).انتهى(2) وتعليقاً على الرواية أعلاه نقول: إن قلتم: إن المقصود هو أنَّ علياً أحب من بعض الجهات فقط.
قلنا: فماذا في ذلك مما يوجب هذا السخط من قبل السيدة عائشة، بحيث ترفع صوتها بنحو يوجب - في نظر أبيها أبي بكر - أن يضربها تأديباً؟ ولاحظ أنَّها قالت الجملة بالصوت المرتفع (الصراخ) بصورة مكررة، مرتين أو ثلاث مرات..!
فدل ذلك أن أحبية عليٍّ (عليه السلام) تُلغي دعوى أحبية أبي بكر وعائشة، وهو ما يوجب تضايق عائشة، فترفع صوتها بهذا النحو في وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله). ولاحظ أيضاً أن النبي لم يقل لها: عليٌّ أحب من بعض الجهات فقط.. فدل ذلك على أن هذا التأويل غير صحيح، ولو صح، لكان النبي أولى بطرحه؛ لتهدئة غضب زوجته السيدة عائشة، وإخراج الحسد من قلبها. وايضا هذا يبطل ماورد في رواية عائشة في صلاة ابي بكر في مرض رسول الله (صلى الله عليه واله) من انه قال نادوا حبيبي فعرفت انه اراد اباها؛ لان المفروض هي تعلم انه يقصد احب الخلق اليه وهو علي ابن ابي طالب (عليه السلام). وكما هو واضح فان النبي (صلى الله عليه واله) اقر ذلك ولم يعترض عليه . ثم لنا ان نسأل ما وجه تفضيل النبي (صلى الله عليه واله) لعلي (عليه السلام) وهل تفضيله منه ام هو تفضيل الله له؟.
(1) فتح الباري 7 : 19 ط. دار المعرفة - بيروت
(2) مسند أحمد 4 : 275 ط. دار صادر - بيروت
|