• الموقع : الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .
        • القسم الرئيسي : عقائدنا (الشيعة الامامية) .
              • القسم الفرعي : في صفات الله .
                    • الموضوع : تجلّيات العدل الإلهي في مجالي التكوين والتقنين‏ .

تجلّيات العدل الإلهي في مجالي التكوين والتقنين‏

بسم الله الرحمن الرحيم

إنّ للعَدل الإلهي في مجالات التكوين والتشريع والجزاء، مظاهر مختلفة نبيّنها واحداً بعد آخر:

ألف: العَدلُ التكوينيّ: لقد أعطى اللَّه تعالى لكلّ مخلوقٍ خَلَقَه، ما هو لائقٌ به، ولازمٌ له، ولم تَغَبْ عنه القابليّاتُ عند الإفاضة والإيجاد أبداً. يقول القرآنُ الكريمُ في هذا الصدد: «رَبُّنا الّذِي أعطى‏ كلَّ شَي‏ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى» «1».

ب: العدلُ التشريعيّ: لقد هدى اللَّهُ الإنسانَ الّذي يمتلكُ قابليّة الرُشد والتكامل، واكتساب الكمالات المعنويّة، بإرسال الأنبياء، وتشريع القوانين الدينيّة له. كما أنّه لم يُكلّف الإنسان بما هوَ فوق طاقته، ووُسعه، كما يقول: «إنَّ اللَّهَ يأمُرُ بالعَدْلِ وَالإِحْسانِ وإيْتاءِ ذِي القُرْبى ويَنْهى عَنِ‏ الفَحْشاءِ وَاْلمُنْكرِ والبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» «2». وحيث إنّ العَدل والإِحسان وإيتاء ذي القربى توجب كمال الإِنسان وتوجب الأفعالُ الثلاثة الأُخرى (الفحشاء والمُنكر والبغي) سقوطَه، أمرَ سبحانه بالأعمال الثلاثة الأُولى، ونهى عن الأَفعال الأخيرة. ويقول عن ملائمة التكاليف الإلهيّة لاستطاعة الإنسان وقدرته وعدم كونها خارجة عن حدود هذه الإستطاعة أيضاً: «لا يُكَلّفُ اللَّهُ نَفْساً إلّاوُسْعَها» «3».

ج: العدل في الجزاء: إنّ اللَّه لا ينظر إلى المؤمن والكافر، والمحسن والمسي‏ء من حيث الجزاء نظرةً سواء قط، بل يجازي كُلًّا طبقاً لاستحقاقه ووفقاً لِعَمله فيثيبُ المحسنَ، ويعاقبُ المسي‏ء. وعلى هذا الأساس لا يعاقبُ مَن لَمْ تبلُغْهُ تكاليفهُ عن طريق الأَنبياء والرسل، ولم تتم عليه الحجةُ كما يقول: «وما كنُّا مُعَذّبينَ حَتّى نَبْعَثَ رَسُولًا» «4». ويقول أيضاً: «وَنَضَعُ المَوازِيْنَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيامَةِ فَلا تُظلَمُ نَفْسٌ شَيئاً» «5».

((1))طه50

(( 2))النحل90

((3))البقرة286

((4))الاسراء15

((5)) الانبياء47

 

 

 

 


  • المصدر : http://www.12imam.net/subject.php?id=20
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 02 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12